ندد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أمس بـ«مؤامرة» وتعهد باستعادة «هيبة الدولة»، وفي حين أحكمت جماعة «أنصار الله» الحوثية قبضتها على العاصمة صنعاء، أعرب المبعوث الأممي جمال بن عمر عن دهشته تجاه الانهيار السريع لقوات الجيش والشرطة في اليمن.
على وقع التدهور الأمني الذي يشهده اليمن وسيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء، اتهم الرئيس عبدربه منصور هادي قوى خارجية وداخلية بـ»التآمر» لإحباط تجربة اليمن في الانتقال الديمقراطي السلمي.وقال هادي في مؤتمر صحافي عقده أمس في العاصمة صنعاء، إن «ضعف إمكانيات الدولة وأطماع البعض أديا إلى الوضع الحالي في البلاد»، واصفاً ما حدث في البلاد بـ»مؤامرة أعدت سلفا وتجاوزت حدود الوطن وتحالفت فيها قوى عديدة».وأضاف أن «صنعاء لم تسقط ولن تسقط، وهي مدينة كل اليمنيين، ولن تكون حكرا ولا ملكا لأحد»، معتبراً أن «اتفاق السلم والشراكة ليس إلا تعميدا لخيار السلم».وتعهد هادي بالعمل على استعادة «هيبة الدولة»، مؤكداً أن «ما حدث من إسقاط لمؤسسات الدولة بفعل فاعل ومؤامرة تجر البلد إلى حرب أهلية».وأكد الرئيس اليمني أنه عندما تقلد السلطة في 2012 تسلم «شبه دولة ومؤسسات مهترئة وجيشا مقسما»، نافياً صحة ما يشاع عن ضرب أحزاب من أجل قوى أخرى.سيطرة كاملةميدانياً، استكمل مسلحو جماعة «أنصار الله» الحوثية سيطرتهم أمس على المقار الحيوية والحكومية والوزارات والمؤسسات الرسمية في العاصمة التي باتوا يسيطرون عليها بشكل شبه كامل وسط غياب شبه تام للقوات الحكومية، حيث ينتشر مئات الحوثيين المدججين بالسلاح في جميع أنحاء صنعاء. وبعد يومين من توقيعهم اتفاق سلام برعاية الأمم المتحدة، يتحكم المتمردون الحوثيون الذين ينتمون إلى المذهب الزيدي الشيعي بمداخل العاصمة وشوارعها الرئيسية، حتى أنهم ينظمون حركة السير في بعض الشوارع.وأكد شهود عيان لوكالة «فرانس برس» أن «الأجهزة الأمنية والجيش لا يواجهان الحوثيين وعناصرهما لا يخرجون من مقارهم، في حين أن معظم المقار الرسمية التي تسلمها الحوثيون حصلوا عليها في ظل تسليم من السلطات القائمة عليها».وأقام المسلحون الحوثيون نقاط تفتيش في صنعاء حيث يقومون بتفتيش السيارات. ووضعت نقاط التفتيش الرئيسية على طريق المطار في شمال العاصمة وشارع الزبيري الذي يقسم المدينة إلى شطرين غربي وشرقي، إضافة إلى شارعي حتا والزارعة.وجاب المسلحون الحوثيون المدججون بالسلاح شوارع المدينة على متن مركبات رباعية الدفع، في حين انتشرت مجموعات من المتمردين أمام مؤسسات الدولة برفقة مجموعات صغيرة من الشرطة العسكرية.وكان الحوثيون سيطروا أمس الأول على عشرات المدرعات من مقر عدوهم الرئيسي اللواء علي محسن الأحمر، كما اقتحموا مبنى قناة سهيل التلفزيونية التابعة للقيادي في التجمع اليمني للإصلاح حميد الأحمر.وكان الحوثيون رفضوا بحسب مصادر سياسية متطابقة توقيع ملحق باتفاق السلام ينص على تسليم جميع المقار الرسمية للدولة.بن عمرفي غضون ذلك، قال مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر إن ما حصل في صنعاء الأحد الماضي هو «انهيار واضح للجيش اليمني»، معرباً عن دهشته تجاه التطورات الأخيرة، ومضيفاً في مقابلة مع قناة العربية أن «معظم الأطراف لم تتوقع أن يحصل ما حصل بهذه الطريقة».نفي حوثيمن جهة أخرى، نفي محمد عبدالسلام المتحدث باسم «أنصار الله» في تصريحات عبر الهاتف مع وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) بالقاهرة ما يتردد من أحاديث حول مساندة دول إقليمية لجماعته للقيام بثورة مضادة أو انقلاب ضد نظام الحكم القائم بالبلاد، والذي كان «الإخوان المسلمون» يشكلون به قوى بارزة بالساحة السياسية، مشدداً على أن «الحاضر القوي في المشهد السياسي الحالي باليمن ليس إيران، ولكنْ هناك دول أخرى لها حضور قوي والمبادرة الخليجية أحد أبرز أوجه هذا الحضور».وتابع أن «الإخوان هم من أخطأوا في حق أنفسهم ليس في حق اليمن فقط ولكن في حق المنطقة كلها، الإخوان مارسوا الاقصاء وسعوا إلى أخونة كل مؤسسات الدولة بما فيها المدارس»، وأضاف قائلا « والحديث عن دول إقليمية بعينها ساندتنا للتخلص من الإخوان غير صحيح».وفي رده على تساؤل حول موقف السعودية ودول أخرى كمصر والإمارات من الأحداث الأخيرة، أجاب عبدالسلام «فيما يتعلق بالسعودية، نحن أرسلنا أكثر من رسالة طمأنة، ولكن لم يصدر من المملكة أي موقف، بل العكس فقد كانت لوقت قريب تقف ضد الثورة الشعبية الأخيرة وضد التوافق».وتابع «أما مصر فنحن نتطلع إلى علاقة إيجابية كبيرة معها، فمصر دولة عريقة بتاريخها وشعبها».وأردف «نحن نتمنى أن يعود الإخوان للعملية السياسية بنهج الشراكة لا بنهج التفرد والاستحواذ».كما نفى المتحدث باسم الحوثيين ما يتردد من أحاديث حول أن سياسة بلاده بالمنطقة ستكون رهينة أو أداة لدى إيران تحقق بها مكاسب أو تصفي عبرها حساباتها بالمنطقة.مقتل عائلةفي سياق منفصل، أعلنت الخارجية الألمانية وفاة عائلة ألمانية مفقودة في اليمن منذ خمسة أعوام.وقال القس راينهارد بوتشكه كمتحدث باسم العائلة أمس، إن «الخارجية أبلغت أقارب العائلة بوفاة الزوجين المنحدرين من ولاية سكسونيا الألمانية وابنهما».إلى ذلك، أكد تنظيم «القاعدة» أنه شن هجوما انتحاريا في معقل الحوثيين بصعدة بشمال البلاد، وقالت الجماعة عبر موقع «تويتر» إن «عشرات من الحوثيين قتلوا بعدما استهدفتهم سيارة مفخخة يقودها أحد عناصر أنصار الشريعة».(صنعاء، عدن، برلين -د ب أ، أ ف ب، رويترز)
دوليات
هادي يندد بـ «مؤامرة» والحوثيون يتوسعون في صنعاء
24-09-2014