وسط تصاعد الخلاف بين الحكومة العراقية وإقليم كردستان، بدأت طهران التحرك لشغل الفراغ عبر توقيع اتفاقات مع أربيل في مجال تصدير النفط ومنتجاته، في وقت أرسل الجيش تعزيزات إلى محافظة صلاح الدين استعداداً لعملية كبرى ضد تنظيم الدولة الإسلامية، الذي اقتحم مجمعاً في البغدادي واحتجز عشرات الأسر.

Ad

في محاولة لتعويض الفراغ الآخذ في الاتساع مع الحكومة المركزية، بدأ إقليم كردستان العراق وإيران جولة من المباحثات الشاملة لتعزيز التعاون الثنائي بينهما، حيث التقى مسؤول لجنة التنمية الاقتصادية الإيرانية العراقية رستم قاسمي الذي يزور أربيل، عدداً من مسؤولي الإقليم بمن فيهم رئيس الوزراء نيجيرفان البرزاني ووزير الموارد الطبيعية  آشتي هورامي ووزير الإعمار الاقتصادي درباز کوسرت رسول.

وقالت مصادر قريبة من المباحثات أمس، إن إنشاء خط أنابيب نقل النفط الإيراني إلى إقليم کردستان العراق وبيع المنتجات النفطية الإيرانية الى الإقليم شکل أهم محاور مباحثات الطرفين، مضيفة أن الطرفين بحثا شراء النفط الخام من الإقليم، وإنشاء خط سكك الحديد من مدينة کرمانشاه الإيرانية إلى مدينة السليمانية العراقية.

وأوضحت، أن الجانبين بحثا أيضاً تعزيز العلاقات الاقتصادية وتنشيط الأسواق الحدودية أکثر من ذي قبل.

يذكر أن إقليم كردستان يشتكي من أن الحكومة المركزية في بغداد لم تف بما تضمنه اتفاق أبرم بين الطرفين في ديسمبر الماضي، بشأن حصص التصدير ودفع رواتب موظفي الإقليم وتخصيص مليار دولار من الميزانية العسكرية العراقية للبيشمركة.

«داعش»

في سياق آخر، قال مصدر أمني في محافظة الأنبار أمس، إن تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" احتجز عشرات الأسر في المجمع السكني في البغدادي بعد اقتحامه واستخدمها دروعاً بشرية.

وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن "طيران الائتلاف الدولي بدأ بقصف عنيف حول المجمع السكني وعند مدخله استهدف أهداف داعش مما أدى الى إلحاق خسائر بشرية ومادية كبيرة بمسلحي التنظيم".

وكان رئيس مجلس محافظة الأنبار صباح كرحوت أعلن في وقت سابق من أمس، "تمدد" تنظيم "داعش" في ناحية البغدادي واقتحامه المجمع السكني، مشيراً إلى انسحاب قوات الشرطة وأبناء العشائر وحدوث خسائر بينهم.

تعزيزات عاجلة

وقال كرحوت، "نطالب رئيس الوزراء حيدر العبادي بالتدخل الفوري وإرسال تعزيزات عسكرية عاجلة الى ناحية البغدادي بعد تمدد تنظيم داعش في الناحية واقتحامه المجمع السكني"، موضحاً أن "ذلك حدث بعد انسحاب الفرقة السابعة من اللواء 27 في الجيش العراقي من الناحية والمجمع السكني".

وأضاف كرحوت أن "شرطة البغدادي وأبناء العشائر واجهوا التنظيم دفاعاً عن المجمع السكني"، مستدركاً "لكن نفاد العتاد والذخيرة دفعهم إلى الانسحاب بعد إصابة مدير شرطة ناحية البغدادي العقيد سلام العبيدي بجروح وحدوث خسائر بين عناصرهم".

وطالب رئيس الوزراء بفتح تحقيق مع قائد الفرقة السابعة وآمر اللواء 27 لكشف ملابسات انسحابهم من الناحية والمجمع وترك قوات الشرطة والعشائر تقاتل وحدها".

صلاح الدين

في السياق، تسود حالة من الارتباك صفوف عناصر تنظيم "داعش" في مناطق محافظة صلاح الدين التي تقع تحت سيطرتهم.

وذكر مصدر أمني وشهود عيان أمس، أن"عناصر التنظيم أخلوا العديد من النقاط والمواقع التي كانوا يسيطرون عليها، وانسحبوا منها دون معرفة الجهات التي توجهوا إليها".

وأضاف المصدر، أن عوائل عناصر داعش غادرت البيوت التي كانت تسكن فيها ويأوي إليها العديد من تلك العناصر، مؤكداً أن"عناصر داعش لم يعد لهم سوى وجود شكلي في بعض المناطق ويمارسون أعمال قطع الطرق واعتقال الرجال من المواطنين الذين يحالون الفرار من مناطق صلاح الدين التي من المؤمل أن تتعرض للهجوم في الأيام القليلة المقبلة".

وفي جنوب مدينة الدور جنوب تكريت مركز المحافظة، أطلقت القوات الأمنية والحشد الشعبي عبر مكبرات الصوت دعوات إلى المواطنين بوجوب إخلاء المدن التي ستتعرض للهجوم واللجوء إلى الجيش والقوات الأمنية ورفع الأعلام البيضاء لضمان سلامتهم ووجهت دعوات أخرى عبر وسائل التواصل الاجتماعي إلى المواطنين غير القادرين على مغادرة مناطق سكناهم باللجوء إلى المساجد وإعلام القوات الأمنية عن طريق رفع الأعلام البيضاء عند اقترابها من المساجد لسهولة التعرف عليها وضمان سلامتها.

عملية كبرى

ومن المؤمل، وبحسب العديد من المصادر العراقية، أن تنطلق عملية كبرى لتحرير مناطق محافظة صلاح الدين والدور والعلم ومدينة تكريت واستكمال تطهير منطقة بيجي التي تضم كبرى مصافي النفط في العراق.

وأكدت المصادر، أن الحكومة العراقية حشدت ما لا يقل عن 20 ألف مقاتل من قوات الجيش والشرطة والحشد الشعبي، معززين بمختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة، لشن هجوم وصفه مسؤولون بالكاسح ضد عناصر "داعش" المسيطرة على مناطق صلاح الدين.

(بغداد ــــــ أ ف ب، د ب أ، رويترز)