زيوريخ ولوغانو وسانت موريتز... «وما راءٍ كمن سمعا»
كل لمحة في المدن السويسرية تزيدك دهشة وسحراً وخيالاً
كنا ندرك أننا مقبلون على رحلة ممتعة، وتجربة غير معهودة، وزيارة لبلاد أقل ما يقال عنها إنها جميلة، لكن ليس الخبر كالمعاينة «وما راءٍ كمن سمعا»، ورأينا رأي العين لماذا تعد تلك البلاد من أفضل بلاد العالم أمناً وأكثرها حرصاً على النظافة والهدوء.
تجمع المدن السويسرية بين جمال الطبيعة ووعي أهلها الحضاري إلى حد يبهرك بما وصل إليه السويسريون من رقي وما تمثله لهم تلك البلاد، التي تجمع إلى جمال طبيعتها الخلابة طبيعة إنسانية لا تقل عنها روعة وجمالاً، فكل شيء في موضعه، وكل لمحة تزيدك دهشة وسحراً وخيالاً.
تجمع المدن السويسرية بين جمال الطبيعة ووعي أهلها الحضاري إلى حد يبهرك بما وصل إليه السويسريون من رقي وما تمثله لهم تلك البلاد، التي تجمع إلى جمال طبيعتها الخلابة طبيعة إنسانية لا تقل عنها روعة وجمالاً، فكل شيء في موضعه، وكل لمحة تزيدك دهشة وسحراً وخيالاً.
كانت البداية من زيوريخ التي تعد إحدى أهم المدن السويسرية وأشهرها وأكبرها على الإطلاق، والتي صنفت من بين المدن الأفضل في العالم، بل إنها حصلت على أفضل مدينة للعيش في العالم لثلاثة أعوام على التوالي، وأوقفتنا تلك الرحلة على مدى حرص أهلها على الهدوء النظام والأمن، ورغبتهم في الجمع بين الحاضر والماضي، عبر أبنية تعود إلى عدة قرون، رأيناها تحتضن المياه لمسافات طويلة، مطلة على لوحات رائعة ترسمها جبال الألب المغطاة بالثلوج في الأفق، فضلاً عما فيها متاحف ومعارض فنية، إلى جانب ما تعج به المدينة الساحرة من أزياء عالمية، وتصاميم وحيوية، مع مجموعة من الأنشطة الترفيهية أبرزها مناطق السباحة.ومن زيوريخ اتجهنا إلى سانت موريتز، التي تصنف كإحدى أفضل وجهات العطلات الفاخرة في أوروبا، وهي منتجع شتوي في جنوب شرق سويسرا، وتمتاز عن سائر مناطق سويسرا، بل عن سائر مناطق جبال الألب، بوفرة الأجواء المشمسة بها، وتوافر الرياضات المتعددة التي تلائم بيئتها الجميلة من تسلق للجبال وركوب للدراجات الجبلية، فضلاً عن رحلات السير الاستكشافية، أما بحيرتها فهي رائعة لممارسة الرياضات المائية في فصل الصيف وتستضيف سنويا مسابقات للزوارق.
وتسمى سانت موريتز بمدينة الشمس المشرقة، ولذا تعد أحد أبرز الأماكن التي تستقطب السياح على مدار العام صيفاً وشتاء، حيث تشرق الشمس فيها اكثر من 300 يوم خلال العام.وترجع شهرة المدينة إلى JOHANNES BADRRUTT الذي يعتبر الأب الروحي للسياحة في تلك المنطقة منذ عرفها العالم كوجهة سياحية في القرن قبل الماضي وتحديداً عام 1864.أعلى مطار في أوروباوتضم سانت موريتز مطاراً صغيراً مجهزاً لاستقبال الطائرات الخاصة، لاسيما أنها تعتبر قبلة سياحة الأثرياء من مختلف انحاء العالم، وبالتالي فإن مطارها يكتسب شهرة خاصة في استقبال المشاهير والأثرياء العالميين.وإلى جانب سانت موريتز، تبرز بلدة صغيرة اسمها ساميدان SAMEDAN التي تضم أيضاً أعلى مطار في أوروبا، على ارتفاع أكثر من 1700م، وهو أيضاً مجهز لاستقبال الطائرات الخاصة إلى جانب الطائرات التجارية حيث يضم مدرجاً طوله كليومتران.تشينو TICINOومن سانت موريتز توجهنا إلى كانتون "تشينو"، حيث تتكون سويسرا من مجموعة من الكانتونات (مقاطعات)، من أشهرها تشينو الذي يضم 3 مدن رئيسية معروفة لدى غالبية السياح الكويتيين، وهي لوغانو واسكونا وبلينزونا، غير أن لوغانو هي الأشهر.وتعتبر تشينو من المناطق التي تشتهر بسياحتها الصيفية، حيث يتركز موسمها الأعلى والأكثر ازدحاماً في الفترة من مايو إلى أكتوبر سنوياً.لوغانو... مدينة الزهور وتضمنت الرحلة زيارة مدينة لوغانو والتي تعتبر اشهر المناطق السويسرية بالنسبة إلى السياح الخليجيين، وهي قريبة من الحدود الإيطالية حيث لا تبعد عن ميلانو الإيطالية سوى 70 كم، لذا ليس عجيباً أن تكون اللغة الإيطالية هي المعتمدة في تلك المدينة، وإذا قلنا إن هذه المدينة يصح أن تسمى بمدينة الهدوء والزهور والحدائق لم نكن مبالغين، حيث ينتابك الإحساس من فرط جمالها بأنك وسط حديقة كبيرة، فضلاً عما فيها من أكشاك متميزة لبيع التحف، رغم أنها مركز مالي ومصرفي وتجاري، كما تصادفك فيها المباني المقدسة، والفيلات التي تبدو أنيقة مزهوة، يزينها جمال الشوارع والأزقة من حولها.أسكونا... الأجملوقادنا جدول الرحلة إلى مدينة اسكونا التي تعتبر من أجمل مدن تشينو، وهي تقع على شاطئ بحيرة ماغيوري، وتضم أكثر الفنادق شهرة في سويسرا، ومنها فنادق الخمس نجوم، وأبرزها فندق HOTEL GIARDINO الذي يمنح الزائر فرصة لتجربة رفاهية غير محدودة، سواء من حيث الغرف التي يضمها الفندق أو المعاملة الرائعة من فريق العمل، إلى جانب المناظر الطبيعية التي تحيط بالفندق.وفي هذه المنطقة يمكن التنزه في الوديان، مما يجعلها وجهة مثالية للسياحية في واحدة من أكثر المناطق جذبا للعيون العاشقة للطبيعة، وفي اسكونا يشتهر منتجعها الذي يحتوي ملاعب للغولف، وملاعب للتنس وحمامات سباحة كبيرة في الهواء الطلق، فضلاً عن المحلات الأنيقة للتسوق.في قلب الطبيعة وإلى جانب تجربة السيارة الممتعة في زيارة مدن وقرى سويسرا، فإن تجربة الجولة السياحية بالقطار تمكنك من مشاهدة أجمل الطرق البانورامية عبر العديد من مدنها ومنتجعاتها الأكثر جاذبية، ويمكن بدء تلك الجولة من أيّة نقطة، وفي أيّ وقت من العام، دون وجود اتجاه محدّدٍ أو مدة معينة، غير أن أفضل الأمور هو القيام بتلك التجربة بواسطة تذكرة واحدة شاملة لكلّ شيء، تسمى بطاقة السفر السويسرية "سويس ترافيل باس".وسوف يجد السياح الذين يتطلّعون إلى اختبار المرح الرياضي والتنزه لمسافات طويلة على الأقدام مسارات محددة لممارسة هواياتهم خلال العام، حيث تُقام الأحداث والمهرجانات السنوية الشهيرة العالمية، مثل مهرجان مونترو لموسيقى الجاز أو مهرجان لوسيرن أو معرض بازل للفن "آرت بازل" أو مهرجان جنيف أو "وايت تورف" في سان موريتز أو البطولة الأوروبية المفتوحة للغولف في كران مونتانا.سياحة علاجيةوتعد سويسرا واحدة من أشهر الوجهات السياحية لتلقي العلاج الطبي واسترداد العافية؛ بما تتميز به من أماكن تحظى بشهرة عالمية في هذا المجال في مقدمتها سان موريتز وزيوريخ وجنيف ولوزان ولوغانو وباد راكاز، وكلّها تشتمل على مجموعة واسعة من الفنادق الممتازة، حتى بات لدى سويسرا منذ أربع سنوات، هيئة تعاونية جديدة للتسويق تُسمى "سويس هيلث"، في ترويج للمستشفيات الجامعية والعيادات الخاصة.وتعمل هيئة السياحة السويسرية هناك بشكلٍ وثيق مع جميع الشركاء في مجال السياحة، ومن أجل زيادة مستوى الطلب، تطوّر الهيئة وتسوّق عروضاً عالية الجودة مخصّصة لتلبية جميع الاحتياجات، ويتم تعزيز الترويج في الأسواق الرئيسية، والاستثمار في الأسواق ذات فرص النمو الاستراتيجي العالية واستغلالها، مثل أسواق دول مجلس التعاون الخليجي.وعند السفر إلى سويسرا، وبصرف النظر عن عرض الفنادق الرائع، هناك العديد من الشقق الفندقية المفروشة والمخدّمة، والتي توفّر جوّاً خاصاً عبر وسائل الراحة الفندقية ذات الرفاهية الاستثنائية، ولذا فإنها تمثل فرصة ممتازة لمن يقضون شهر العسل من الشباب للاستمتاع بمكانٍ رومانسيٍّ وحميميّ الأجواء من الصعب إيجاده في مكان آخر من العالم.2.5 مليون ليلة في السنةحول الإقبال على السياحة في مقاطعة تشينو، أفاد نائب مدير هيئة السياحة السويسرية هناك شارلز باراس بأن عدد الليالي التي يقضيها السياح سنوياً هناك يصل إلى 2.5 مليون ليلة، غالبيتها في الصيف، مشيرا إلى أن نحو 65 في المئة من هؤلاء السياح سويسريون و15 في المئة من الألمان، و10 في المئة من الايطاليين.وقال باراس إن الفنادق ذات فئتي الأربع والخمس نجوم تصل إلى حوالي 50 فندقاً، بالإضافة إلى أكثر من 600 فندق من الفئات الأخرى، وهي تتميز بصغر الحجم مع توافر جميع الخدمات التي يحتاج إليها السائح.وحول شهرة المقاطعة، قال باراس إن تلك الشهرة ترجع إلى عدة عوامل، أولها طقسها الرائع في الصيف، والثاني قربها من إيطاليا، حيث لا تبعد عن ميلانو أكثر من ساعة بالقطار، وهو ما يجعل الدخول إليها عبر مطار ميلانو أكثر سهولة وقرباً من مطارات سويسرا الأخرى، إضافة إلى ما تحتويه من طبيعة خلابة وأماكن ثرية قديمة تستحق الزيارة أبرزها متحف الحفريات الذي يقع في قرية MERIDE والذي يضم مجموعة نادرة من أحافير الديناصورات ترجع إلى ملايين السنين.سانت موريتز... كيف فازت بالرهان؟هناك قصة طريفة تتعلق بشهرة سانت موريتز السياحية، فحين كانت السياحة الصيفية في سويسرا في أوجها، أجرى يوهانس بادروت رائد الفنادق فيها في خريف عام 1864، رهاناً مع أربعة ضيوف إنكليز، على أنه سيمكنهم كذلك الاستمتاع في سانت موريتز بفصل الشتاء وأشعة الشمس والطقس المعتدل، علماً بأن الطقس الشتوي الوحيد المألوف لدى الإنكليز هو الشتاء البارد مع الرطوبة في بلدهم، لهذا وحتى مع أفضل حجة إقناع في العالم لم يكن يمكنهم أن يتصوّروا أن يكون الحال مختلفاً في جبال الألب السويسرية.وراهنهم بادروت على أنهم إذا لم يستمتعوا بأوقاتهم الشتوية فإنه سيقوم بتغطية تكاليف سفرهم، كما سيدعوهم ليحلّوا ضيوفاً عنده ويمكثوا ما يشاؤون في فندق كولم بالشتاء على نفقته، فذهب الضيوف إلى سان موريتز في الوقت المناسب لموسم عيد الميلاد، ومكثوا حتى بعد عيد الفصح، وعندما غادروا كانت بشرتهم قد اكتسبت سُمرة بشكلٍ لطيف وكانوا يشعرون بالراحة والسعادة، كما أصبحوا أول سيّاحٍ في فصل الشتاء في جبال الألب واكتشفوا عالماً جديداً عبر قضاء العطلات الشتوية في الثلوج.17 ألف سائح خليجي في شهرينتعد سويسرا واحدة من ابرز الوجهات السياحية الأوروبية التي تستقطب الخليجيين، ولذا أعلنت هيئة السياحة السويسرية الاستعدادات التي يقوم بها قطاعها لاستقبال السياح الخليجيين خلال الصيف المقبل.وتبدو سويسرا على موعد مع صيف مميز هذا العام، خاصة مع تزايد أعداد الخليجيين الذين زاروها خلال الأشهر الأولى من العام الحالي، حيث بلغ عددهم في يناير وفبراير الماضيين حوالي 17 ألف سائح بزيادة 10 في المئة عن نفس الفترة من العام الماضي.وجاءت الإمارات في المركز الأول بحوالي 7 آلاف سائح، تلتها السعودية بـ 5 آلاف، ثم قطر بحوالي ألفي سائح، فالكويت بـ 1800، ثم عمان والبحرين في المركزين الأخيرين.