ما العمل بعد إغلاق الوفرة والخفجي؟!
![حسن العيسى](https://www.aljarida.com/uploads/authors/25_1682522445.jpg)
ويمكن النظر إلى العلاقة التاريخية بين هاتين الدولتين على أنها "وجودية" في نشأتهما، فلجوء الراحل مؤسس الدولة السعودية الثالثة الملك عبدالعزيز إلى الكويت، أيام الشيخ مبارك، ليعد الأول بعد ذلك لقيام دولة المملكة الثالثة وتوحيد أراضيها من الأرض الكويتية، ثم هناك الاحتضان، بعد عقود، للشرعية الكويتية من قبل المملكة بعد الاحتلال الصدامي، وانطلاق حرب التحرير من الأرض السعودية عام 1991، وبناءً على ذلك فالدولتان حالياً مدينتان لهذا الواقع التاريخي، الذي لا يصح تناسيه أو تجاوزه، ومن المفترض أن تملي مثل تلك الاعتبارات التاريخية تجاوز أي قضية خلافية بين الدولتين.النائب حمدان العازمي، طرح فكرة قيام لجنة تحقيق أو مناقشة برلمانية لأزمة المنطقة المقسومة لتحديد مواضع الاختلاف بين وجهتي النظر السعودية والكويتية، وتلك مسألة مستحقة الآن، لاعتبارين، أولاً، الوضع المالي بعد تدهور أسعار النفط وما يمثله إغلاق الحقلين من خسائر تجاوز الـ5 مليارات دولار للجانب الكويتي، وضرره بالدرجة الأولى على الكويت، والمملكة العربية بدرجة أقل. وهي مستحقة، ثانياً، لاعتبار سياسي، فلا معنى للحديث عن تحالف، وترتيب أوضاع دول المنطقة بعد أزمة اليمن، واتفاقيات أمنية، إذا كان "الأمن السيادي" مختلفاً عليه بين دول المنطقة "المتحالفة"... صارحوا الناس بما يجري دون لف ولا دوران، وماذا يمكن أن تصنع القيادات السياسية أمام هذه العقدة، وما هي تصوراتها لتجاوزها، فالصمت ليس حلاً، الناس تحيا بقلق وحيرة وتسأل ما العمل؟!