لبنان: الأنظار على عرسال... وتخوُّف من مواجهة
نصرالله يدعو إلى دراسة اقتراح عون انتخاب رئيس مباشرة من الشعب
تتجه الأنظار إلى بلدة عرسال، وذلك غداة خطاب الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، أمس الأول، الذي اعتبر خلاله أنه "طالما هناك مسلحون في جرود عرسال، فلا يمكننا أن نتحدث عن أمان كامل"، وذلك وسط تخوف من أن تتحول أي عملية عسكرية للحزب في عرسال الى مواجهة أهلية.وقال نصرالله في كلمته التي ألقاها بمناسبة "ذكرى النكبة" إن "حزب الله لايزال في قلب معركة القلمون"، لافتا الى أن "المسلحين في القلمون قاتلوا، إلا أنهم انهزموا وانسحبوا"، وأن "المسلحين موجودون فقط في جرود عرسال، والجزء المتبقي من جرود القلمون".
وأضاف: "لقد كانت هزيمة مدوية للعناصر التكفيرية وخروجها من كل مناطق الاشتباك، واستعادة 350 كلم من الأراضي اللبنانية والسورية من المسلحين، وتدمير معظم مراكزهم المسلحة، كما تم وصل الجرود بعضها بعضا، من داخل سورية الى الحدود اللبنانية، وتطهير هذه الجرود بالكامل من الجماعات المسلحة، كما تم فصل منطقة الزبداني عن تلك المنطقة من جرود عرسال".وكشف أن "أكبر عملية تمويل للمسلحين في تلك الجرود، كانت تتم من أراضي لبنان، عبر عرسال ومخيمات السوريين، وصولا إلى الزبداني، ومنها الى الريف الدمشقي"، لافتا الى أن "هذه النتائج أدت الى تحقيق نسبة عالية من الأمان للبلدات في لبنان وسورية"، وذكر أن "المسلحين موجودون حاليا في جرود عرسال"، مشيرا الى أنه "طالما أنتم في تلك الجرود في عرسال، فلا يمكننا أن نتحدث عن أمان كامل، ولكن سيطرة الجيش السوري ورجال المقاومة على التلال العالية، لن تسمح للمسلحين بالتحرك".وأقر نصرالله بأن عدد قتلى الحزب في معركة القلمون "بلغ 13 فقط لا غير ومن الجيش السوري 7 شهداء"، وذلك وسط تقارير من أطراف أخرى تحدثت عن سقوط 27 قتيلا من الحزب على الأقل. وتناول نصرالله موضوع الرئاسة، معلقا على كلام رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون الذي طالب بانتخاب الرئيس مباشرة من الشعب، واعتبر نصرالله أن "العماد عون يحاول أن يقدم مخارج في موضوع الرئاسة"، داعيا "القوى السياسية الى البحث جدياً في هذه المخارج ودراستها". في السياق، استهدف الجيش اللبناني، أمس، مجموعة من المسلحين بصلية ثانية من الراجمات في جرود عرسال بشكل مباشر، موقعا في صفوفها عدد من القتلى والجرحى، كما قصف الجيش أماكن تجمع المسلحين في جرود عرسال لمنع عمليات التسلل. بالإضافة الى عملية اعتقالات في مخيم للاجئين السوريين.بدوره، رأى وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل أنه "عندما وجدت المقاومة اللبنانية (في إشارة الى حزب الله)، وجدت لأن هناك تقاعسا"، مضيفاً "وهناك تقاعس وتخاذل من دولتنا في مواجهة التكفيريين، والدليل على ذلك ما حصل في عرسال وطرابلس وعبرا، والنتائج والعواقب كانت كبيرة، والخطأ الذي جرى بعرسال يجب ألا يتكرر، وعلى الجيش القيام بمسؤولياته".ووصف ما يقوم به حزب الله من قتال في سورية بأنه "قيام لبنانيين بمواجهة الجماعات التكفيرية والتغلب عليهم، نتيجة تقاعس القوى الرسمية اللبنانية عن القيام بهذه المهمة، ولأن وظيفة القوة الرسمية المسلحة تحرير الأرض، وعندما تتقاعس عن هذا الواجب يصبح واجبنا كلنا كلبنانيين تحرير الأرض".الراعيفي موازاة ذلك، أكد البطريرك الماروني بشارة الراعي أنه "بالمحبة تستطيع الكتل السياسية والنيابية في لبنان أن تقوم بالمبادرات العملية والفعلية، السخية والمتجردة والشجاعة، من أجل إيجاد المخرج لأزمة رئاسة الجمهورية، ولانتخاب رئيس للبلاد، قبل أن يطوي الفراغ في سدة الرئاسة سنة كاملة، في 25 مايو الجاري"، معتبرا أن هذه السنة أظهرت فشلا على المستوى السياسي عندنا لا نرضاه، ولا يصون كرامتنا الوطنية".