غادر الرئيس المصري، أمس، دولة الإمارات متوجهاً إلى السعودية، وفي وقت دعا السيسي قادة العالم للمشاركة في مؤتمر دعم الاقتصاد المصري في مارس، أعلن أمير قطر الشيخ تميم حمد قبول الدعوة التي وجهت إليه.

Ad

اتجه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى المملكة العربية السعودية، في زيارة رسمية، عقب انتهاء زيارته لدولة الإمارات العربية المتحدة، واطمأن السيسي على الحالة الصحية للعاهل السعودي، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الذي استرد عافيته عقب أزمة صحية، الزيارة تعكس عمق العلاقات المصرية السعودية، خاصة في إطار التحالف المعلن بين العاصمتين العربيتين في إطار مكافحة الإرهاب، ومساندة الرياض غير المشروطة للنظام السياسي في القاهرة القائم على شرعية «30 يونيو».

ودعا الرئيس المصري في ختام زيارته الرسمية لدولة الإمارات أمس، رؤساء وممثلي دول العالم المختلفة للمشاركة في أعمال مؤتمر تنمية ودعم الاقتصاد المصري العالمي، الذي يُعقد بمدينة شرم الشيخ في مارس المقبل، لبحث زيادة الاستثمارات الأجنبية في مصر، مؤكدا أن بلاده تسعى لاتخاذ تدابير لحماية الفقراء وزيادة القدرة التنافسية، لتتحول إلى مركز محوري لتداول الطاقة في العالم من خلال توافر البنية التحتية وأهمها التوسعة الجديدة لقناة السويس.

وقال السيسي خلال إلقائه الكلمة الرئيسية في افتتاح مؤتمر الطاقة الدولي: «مصر تعتبر أمن الخليج خطا أحمر، وجزءا لا يتجزأ من أمنها القومي»، وأشار إلى التحديات التي يمر بها العالم العربي، سواء على مستوى التنمية أو مواجهة الإرهاب وترويع الآمنين واستهداف الأمان الاجتماعي للدول، مطالبا بضرورة تضافر الجهود السياسية والاقتصادية والتنموية وتنقية الخطاب الديني.

في الأثناء، وبينما يشارك السيسي في احتفالية وزارة الداخلية بعيد الشرطة في أكاديمية الشرطة، اليوم، قال الرئيس المصري خلال لقائه الوفد الإعلامي المرافق له في زيارة الإمارات، إن «وزارة الداخلية تعد قائمة بأسماء الشباب المقبوض عليهم، سواء من دون ذنب أو في تهم بسيطة للإفراج عنهم قبل 25 يناير، وأن القائمة تتضمن جميع الحالات التي قدمها الإعلام والمنظمات، وتتم مراجعتها من قبل الجهات المسؤولة تمهيدًا للإفراج عنهم».

إلى ذلك، وفي ما يعد مؤشرا عن انفراجة العلاقات المصرية - القطرية بعد طول توتر، قالت وكالة «رويترز» للأنباء إن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، سيشارك في القمة الاقتصادية التي تعقد في مصر في منتصف مارس المقبل، بعدما كشف مصدر مصري عن توجيه الرئيس المصري خطاب دعوة رسميا لأمير قطر لحضور القمة الاقتصادية، وقال مصدر مقرب من أمير قطر إنه تم قبول الدعوة، في إشارة إلى استمرار التحسن في العلاقات بين القاهرة والدوحة، وخاصة بعد خطوة إغلاق الأخيرة قناة «الجزيرة مباشر مصر».

فشل «الموحدة»

على صعيد منفصل، تواجه القائمة الموحدة التي دعا لها حزب «الوفد» الليبرالي، تحت مظلة «التحالف القومي»، الفشل، عقب إعلان عدة أحزاب مدنية عدم موافقتها على الفكرة، واستبعدت إمكان الدخول في تحالف انتخابي نتيجة اختلاف الرؤى السياسية في ما بينها، ما يكرس فشل فرقاء السياسة في الاستجابة لدعوة الرئيس السيسي التي أطلقها منذ أسبوعين بضرورة توحد الأحزاب في قائمة موحدة تخوض بها الانتخابات البرلمانية المقبلة، التي تنطلق في 21 مارس.

ورغم إعلان رئيس حزب الوفد، السيد البدوي، نجاح اجتماع ممثلي الأحزاب في مقر الحزب السبت الماضي، خرجت قيادات الأحزاب لتنفي هذا الأمر، إذ أصدر حزب «الكرامة» الناصري، بيانا رسميا، لنفي اتفاقه مع الوفد على الدخول في قائمة «التحالف القومي»، وقال البيان إن الكرامة «مشارك كجزء من التيار الديمقراطي في قائمة صحوة مصر التي يشكلها القيادي الوطني د. عبدالجليل مصطفى».

قناة السويس

إلى ذلك، عادت حركة الملاحة في قناة السويس إلى طبيعتها، أمس، عقب حادث انهيار جزئي بحوض ترسيب في مشروع قناة السويس الجديدة عند منطقة القطاع الأوسط شرقي مدينة الإسماعيلية من دون أي خسائر بشرية، وأكد رئيس هيئة قناة السويس، الفريق مهاب مميش، حدوث تسرب للمياه من أحد الجسور المؤدية لحوض الترسيب رقم 12، نتيجة قوة تدافع المياه من مواسير الطرد الخاصة بالكراكة «هام 218» العاملة بالقناة الجديدة، دون أن تؤثر في ملاحة مجرى القناة الرئيس.

ونفى مميش ضمنيا الشائعات حول وجود وفيات في الحادث، قائلاً - في بيان صحافي - إن الحادث لم يسفر عن إصابات أو خسائر في الأرواح لأي من العاملين بالموقع، وأشار إلى أنه تم جرف عربيتين و«لودر» نتيجة تدفق المياه، قبل أن تتم السيطرة على الموقف، وإيقاف تدفق المياه من الفتحة التي حدثت بالجسر، وأضاف: «القناة الجديدة والمجرى الملاحي لقناة السويس لم يتأثرا، والملاحة تسير بصورة طبيعية في القناة».

في الأثناء، استمرت عمليات إزالة المنازل في المرحلة الثانية من المنطقة الحدودية برفح المصرية، تمهيدا لإنشاء المنطقة العازلة المقررة على الحدود بين مصر وقطاع غزة، مع استمرار عمليات الإخلاء، وصرف الإعانات العاجلة والتعويضات، مع صرف مبلغ 1500 جنيه بصفة عاجلة لكل أسرة، ونقل متعلقات المواطنين إلى مساكن بديلة، وأكد مصدر أمني أنه تمت إزالة وهدم 192 منزلا من المنطقة حتى أمس (الاثنين).

في السياق، أصيب ضابط برتبة نقيب و3 مجندين تابعين لقوات الجيش في انفجار عبوة ناسفة، غرب مدينة الشيخ زويد شمالي سيناء أمس الأول، بينما أعلن المتحدث باسم القوات المسلحة العميد محمد سمير، أمس، مقتل 3 من العناصر المسلحة شمالي سيناء بينهم أحد أخطر العناصر «الإرهابية»، وضبط 53 من المطلوبين أمنيا، خلال حملات للجيش على مدى الـ5 أيام الماضية.