ذكر المشاركون في الندوة التي نظمتها المستشارية الثقافية للسفارة الإيرانية بالكويت مساء أمس الأول، أن السياسة الإيرانية منذ قيام الثورة فيها تقوم على ترسيخ مبادئ السلام وحسن الجوار، لافتين إلى أن قرارات إيران السياسية والاقتصادية والأمنية طوال تلك السنوات مكنتها من بناء مشروع إسلامي ووطني.

Ad

قال السفير الإيراني بالكويت علي رضا عنايتي أن إيران "تمكنت من أن تتبنى مشروعا إسلاميا ووطنيا، وذلك في ظل انقسام العالم الى معسكرين شرقي وغربي"، وأكد أن ثورة بلاده برهنت على فشل مشروع التبعية، لافتا الى أن "الامام الخميني استطاع ألا يربط ايران بأي من القطبين، بل رسم صورة اسلامية لثورة شعبه".

وأضاف عنايتي خلال حديثه في الندوة التي نظمتها المستشارية الثقافية الايرانية في البلاد مساء امس الأول، في مقر المستشارية في الجابرية تحت عنوان "ايران في عيدها السادس والثلاثين الثوابت والمبادئ والمنهجية الوسطية"، بحضور عدد من المفكرين والاكاديميين وشخصيات سياسية واجتماعية ان "ايران عندما ادرجت الدين في حياة المجتمع لم تفكر في التزمت والتحجر، وعندما تحدثت عن الديمقراطية لم تعن بها الاباحية".

ولفت الى ان "الثورة في بلاده برهنت على فشل مشروع التبعية، حيث اتكلت ايران على الله واعتمدت على الشعب لتكون قوة ومقدرة لا تنفد، وادرجت هذا المفهوم في طيات قراراتها السياسية والاقتصادية والامنية، وتمكنت من ان تتبنى مشروعا اسلاميا ووطنيا".

وذكر أن "الشعار الذي نادى به اتباع الامام الخميني وهو لا شرقية ولا غربية بل اسلامية، هو النهج الذي تسلكه ايران حاليا وتسير على اساسه".

استفتاء شعبي

ومن جانبه، قال رئيس المستشارية الثقافية الايرانية عباس خامه يار إن "ذكرى العيد الوطني تتحول كل عام الى استفتاء شعبي على المبادئ والثوابت التي انطلقت لأجلها الثورة وفرصة لتجديد العهد بالنهج الوسطي الذي ارساه الامام الخميني الراحل".

وأوضح يار أن "ايران تحملت كل الضغوط والتهديدات والتحديات لتبقى واقفة الى جانب المحرومين والاحرار وتتمسك بشعاراتها في الحرية والسيادة والاستقلال ولم تضيع البوصلة الرئيسية لتحركها الا وهي القضية الفلسطينية"، مؤكدا أن "الشعب الايراني يزداد تمسكا بمكتسبات ثورته التي انقذت البلاد من الوصاية الاجنبية وحولتها الى قلعة من قلاع الصمود والمقاومة بوجه الفتن والحروب والمؤامرات".

ثورة تاريخية

ومن جانبه، هنأ رئيس لجنة الصداقة الكويتية الايرانية عبدالرحمن العوضي الشعب الايراني بذكرى الثورة، واصفا الثورة الايرانية بـ"العظيمة"، معتبرا انها "أكبر ثورة في التاريخ".

وأشار العوضي الى ان "زيارة لجنة الصداقة الى ايران استُقبِلت بالترحاب والمحبة من المسؤولين والشعب الايراني"، إضافة إلى أن "زيارة سمو الامير لإيران كان لها عظيم الأثر على العلاقات بين البلدين"، مؤكدا "ضرورة استثمار هذه العلاقات بما فيه صالح البلدين".

وأوضح أن مفاعل بوشهر آمن، وذلك بعد زيارة قام بها مع 25 عالما الى المحطة، مشيرا في الوقت نفسه الى وجود 70 بارجة وقوارب اميركية في المنطقة تعمل بالطاقة النووية وتلوث البيئة البحرية مما يدل على ازدواجية المعايير.

العيش المشترك

ومن جهته، قال النائب فيصل الدويسان ان الوسطية لا تعني التنازل عن المبادئ والقيم، "بل استيعاب الاخرين من خلال ما لدينا من قيم وثوابت".

وأشار الدويسان ان "التطرف الموجود حاليا ليس نتاجا لحركة المجتمعات الطبيعية، بل هو تطرف مدروس تشرف عليه اجهزة المخابرات وتحركه وتغذيه"، مؤكدا أن "الغرب يأتي إلى منطقتنا ليزرع فيها الفرقة وعندما نحتاج اليه لا يحقق أمانينا، لا بل يخيب آمالنا".

شرطي الخليج

ومن جهته، قال المفكر الايراني ومستشار مركز الدراسات الاستراتيجية في طهران الدكتور محمد علي مهتدي ان "انتصار الثورة الايرانية ادى الى انفصام الاحلاف الغربية التي كانت تطوق العالم العربي حيث خرجت ايران من حلف السنتو وتحولت من عدو للعرب في زمن الشاه الى صديق متحالف مع القضايا العربية".

وأضاف الدكتور مهتدي ان "ايران رفضت ان تكون شرطي الخليج، وكان انتصارها زلزالا اقليميا قلب المعادلات، حيث اعتبرت العرب العمق الاستراتيجي لها لتحقيق القضايا العادلة لاسيما القضية الفلسطينية".

كسر الحواجز

وبدوره، دعا رئيس المنتدى الخليجي للامن والسلام الدكتور فهد الشليمي "الكويت إلى تعزيز التعاون العلمي والطبي والتجاري مع الجارة ايران التي يحاول البعض تصويرها انها الدولة المخيفة، بينما على الكويت ان تكون جسر مودة وحلقة تواصل بين ايران ودول المنطقة لكي يستتب السلام".

وأضاف الشليمي "الغرب يحاول تخويفنا من ايران، وقد باعنا خلال السنوات الخمسة الماضية 287 مليار دولار من الاسلحة بحجة التخويف من ايران، بينما نجد ايران تريد ان تتعامل وتتعاون معنا، وكان أجدى بنا ان نصرف هذه المبالغ للاستثمار لمصلحة شعوبنا بدلاً من شراء الاسلحة".

دشتي: انضمام إيران إلى «التعاون»

أكد النائب عبدالحميد دشتي في مداخلته ان «كل الرسائل الايجابية تأتينا من ايران، والقيادة السياسية في الكويت تعي جيداً اهمية ايران التي لم تعتدِ على احد طوال تاريخها، وكانت مبعث خير لشعوب المنطقة».

وطالب دشتي بدعوة إيران إلى الانضمام إلى منظومة مجلس التعاون الخليجي إيماناً بالعلاقة التاريخية بينها وبين شعوب المنطقة.