واشنطن: «داعش» ينتحر في كوباني وإسقاط الأسد ليس مهمتنا

نشر في 21-11-2014 | 00:07
آخر تحديث 21-11-2014 | 00:07
No Image Caption
● هيغل يناقض كيري: النظام يستفيد من غارات «الائتلاف»
● ضربة جديدة لـ «خراسان» في إدلب
مع توجيهها ضربة ثالثة ضد "مجموعة خراسان" المرابطة بتنظيم القاعدة، حصرت هيئة الأركان الأميركية مهمتها في سورية في هزيمة تنظيم "داعش" وليس إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد.

في الوقت الذي أكد فيه رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي تركيز مهمته على هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية لا إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد أو قيادة عملية تحول في سورية، اعتبر المنسق الأميركي للتحالف الدولي لمكافحة التنظيم المعروف باسم "داعش" الجنرال المتقاعد جون آلن أمس، أن هذا التنظيم تورط في مدينة كوباني الكردية، ومحاولاته السيطرة عليها باتت أشبه بالعمل.

وقال آلن، في مقابلة نشرتها صحيفة ملييت التركية أمس بمناسبة زيارته إلى أنقرة، "على أكثر من صعيد، ورّط داعش نفسه في ما يشبه الانتحار في كوباني"، مضيفاً "بما أنهم يواصلون إرسال المقاتلين كتعزيزات سنواصل قصفهم وقطع خطوط إمداداتهم وتعطيل سلسلة القيادة والسيطرة، وفي الوقت نفسه القيام بما يمكننا فعله لدعم المدافعين" الأكراد عن المدينة.

وتابع: "سينتهي الأمر بتنظيم الدولة الإسلامية بالاستسلام، لأنه لن ينتصر في هذه المعركة، ونحن مقتعون أن غاراتنا الجوية أدت إلى مقتل أكثر من 600 مسلح منه"، مشيراً إلى أنهم "إذا انسحبوا فسيشكل ذلك إشارة إلى أن مسيرتهم المظفرة قد بلغت حدها الأقصى".

ورغم إقرار وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل باستفادة نظام الرئيس السوري بشار الأسد من الحملة ضد تنظيم الدولة الإسلامية، أكد رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي أمس أن عمله يتركز في هزيمة متطرفي هذا التنظيم المعرف باسم "داعش" وليس إسقاط نظام الأسد أو قيادة عملية تحول في سورية.

وقال ديمبسي، في تصريح صحافي عبر الفيديو كونفرانس من واشنطن، "أوكلت إليّ مهمة هزيمة داعش الارهابي وليست بناء البلاد ولا اسقاط النظام السوري"، مبيناً أن "استراتيجية مكافحة التنظيم العسكرية موجودة في العراق وسورية، لكن للعراق الأولوية".

من ناحيته، اعتبر وزير الدفاع أمس أن النظام السوري استفاد بشكل غير مباشر من الائتلاف الدولي، مشيراً الى أن "داعش يمثل خطرا كبيرا على المنطقة والولايات المتحدة"، ومشددا على ان "الإدارة الأميركية تقيم سياساتها بشكل مستمر، إلا إنه لم يتوقع تغيير الاستراتيجيات في المرحلة الحالية".

ولفت هيغل إلى أن "الأسد هو الذي خلق الفوضى في سورية، وان لا حل عسكريا للوضع في سورية ولا بديل عن الحل الدبلوماسي"، معتبرا انه "لا أحد يرغب في حكومة فشلت فشلا ذريعا في سورية، ومسألة الكيفية التي سيترك الأسد من خلالها السلطة تحمل أهمية بالغة".

دكتاتور سورية

إلى ذلك، نقل موقع السفارة الأميركية في سورية على "فيسبوك" عن وزير الخارجية جون كيري أمس الأول قوله "بعضهم يعتقد بأن الضربات الجوية ضد داعش في سورية سيكون لها تأثير عكسي وستساعد الدكتاتور الجاثم على صدر البلاد بشار الأسد، الذي أنتج بقمعه الوحشي أكبر كارثة إنسانية في هذا القرن. لكن هذا الافتراض قائم على قراءة خاطئة للواقع السياسي في سورية".

وزاد: "نظام الأسد وتنظيم داعش يعتمدان على بعضهما بعضاً، لهذا السبب قصف الأسد المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المعتدلة بلا هوادة بينما لا يفعل شيئاً تقريباً لعرقلة تقدم داعش. الأسد وداعش بينهما تبادل منفعة، لذا فإن الاستراتيجية التي اتبعناها بالتنسيق مع شركائنا، هي توفير الإمكانية لوجود خيار جديد للمعتدلين يستبعد الإرهابيين والأسد".

ضرب «خراسان»

وعلى الأرض، نفذت الولايات المتحدة ضربة جوية ضد "مجموعة خراسان" الجهادية في محافظة إدلب  شمال غرب سورية، في آخر هجوم جوي ضد هذه المجموعة المقربة من تنظيم القاعدة.

وقالت القيادة الأميركية الوسطى المكلفة المنطقة، مساء أمس الأول، أن طيرانها "ضرب ودمر موقع تخزين على علاقة بشبكة لمقاتلين سابقين في القاعدة اطلق عليها احيانا اسم مجموعة خراسان التي يحضر عناصرها هجمات خارجية ضد الولايات المتحدة وحلفائها".

ومجموعة "خراسان" تلقت ثلاث ضربات في السابق، مرة أولى في سبتمبر في بداية الحملة ضد تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) في 23 سبتمبر، ومرتين هذا الشهر، قتل في إحداها الخبير الفرنسي في المتفجرات دافيد دروغون.

ذراع الأسد و«دواعش» فرنسا

في الأثناء، تلقى جيش النظام ضربة قوية بمقتل العميد الركن محسن سعيد حسين، الذي كان يتولى قوة ضاربة تسمى "صقور الصحراء"، اعتمد عليها الأسد في وقف انهياراته واسترجاع نفوذه في عدة مناطق.

وبحسب موقع "العربية" فإن حسين قتل في محيط حقل الشاعر بحمص أثناء محاولة قواته صد الهجوم العنيف من قبل "داعش" بعد أن فشل جنود الأسد في حماية الحقل.

إلى ذلك، أظهر تسجيل فيديو نشره "داعش" تحت اسم "ماذا تنتظرون؟" قيام ثلاثة من مقاتليه الفرنسيين بحرق جوازات سفرهم الفرنسية، ودعوتهم أبناء بلدهم إلى السفر الى العراق وسورية للانضمام الى التنظيم المتطرف. وحددت هوياتهم في اللقطات على انهم أبوأسامة الفرنسي وأبومريم الفرنسي وأبوسلمان الفرنسي.

ويتحدث في الفيديو شخص باللغة الفرنسية، يقول إن "هذه هي الجوازات التي أجبرونا على التعامل بها" ثم يلقون بها في النار. ويقول في الرسالة "استضعفتمونا وحاربتم ديننا وشتمتم نبينا صلى الله عليه وسلم، فاليوم نكفر بكم وبجوازاتكم، وإذا جئتم هنا فسنقاتلكم". ثم ينهي حديثه بآية من القرآن "والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون". ثم يكبر ويردد وراءه الحاضرون هتافات التكبير.

ويظهر متحدث بعد ذلك وهو يحمل بندقية بين مجموعة من المسلحين يبدأ خطابه باللغة العربية ثم يتحول إلى الحديث بالفرنسية "هذه رسالة للمسلمين الذين مازالوا يعيشون في دار الكفر، من إخوانكم الفرنسيين الذين هاجروا".

(دمشق، واشنطن- أ ف ب، رويترز، د ب أ)

back to top