● بيروت - الجريدة•

Ad

عاد الهدوء نسبياً إلى قرى البقاع، أمس، بعد "الساعات السوداء" التي عاشتها المنطقة إثر إعلان "داعش" ذبح الجندي الشهيد عباس مدلج، وما رافقه من قطع طرق وعمليات خطف على الهوية وانتشار مسلح في أكثر من منطقة، وصل إلى حد المطالبة بطرد اللاجئين السوريين، ثم الاعتداء عليهم وحرق خيمهم.

وأعلن خالد صوان شقيق المخطوف أيمن صوان، في مؤتمر صحافي عقد في بلدة سعدنايل السنية، أمس، "إننا سنعتصم بشكل سلمي على الطريق حتى يتم الإفراج عن أيمن، ولن نقوم بأي نشاط عدائي ضد أي شخص"، مشيرا الى أن "الجيش يعمل على الإفراج عنه"، مؤكدا أن "لا أسباب مالية أو شخصية لخطف شقيقه كما روّج".

من ناحيته، نفى رئيس بلدية سعدنايل، خليل الشحيمي، خطف حافلات كان يستقلها مواطنون شيعة، وقال :"نحن أهل سعدنايل لم نتعود على الخطف أبدا، وما حصل غير مقبول"، محذرا من أنه "إذا انفلت الوضع فلا يمكن لأحد ضبطه، وخصوصا أن الجميع يعلم خطورة ما يجري حولنا في المنطقة".

وقطع أهالي سعدنايل طريق سعدنايل - تعلبايا، احتجاجا على استمرار خطف صوان. كما قاموا بنصب خيمة على الطريق العام.

وبينما لاتزال الضغوط على الحكومة متواصلة للإفراج عن الجنود المختطفين، أشار الشيخ مصطفى الحجيري، أمس، الى انه "على تواصل مع جميع أهالي العسكريين المخطوفين"، مضيفاً: "نبحث عن ثغرة بسيطة لنجد ما يضيف شيئا من الأمل الى الأهالي"، كاشفا عن لقاء جمع بين الجندي المخطوف جورج خوري وأهله بعد 10 أيام من الجهود.

مبادرة سليمان

وفي ظل هذه الأوضاع، أطلق رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان مبادرة بشأن الأوضاع الراهنة، تضمنت استدعاء الاحتياطي في الجيش اللبناني والقوى الأمنية.

وطالب سليمان بـ "إجراء دراسة فورية لاستدعاء من يلزم من جنود الاحتياطي في الجيش وقوى الأمن من مختلف الرتب، وتنظيم الملتحقين وفقاً لخطط الاستدعاء، وتكليفها مهام حفظ الأمن والإبقاء على الوحدات المتخصّصة للقيام بمهماتها من مواجهة للإرهاب وحماية الحدود الجنوبية بمساعدة اليونيفيل".

وتضمّنت المبادرة أيضاً "اتخاذ القرار الشجاع من قبل جميع الأطراف لتحييد لبنان عن الصراعات والالتزام بإعلان بعبدا وضبط الحدود والتصدي للإرهاب".

ودعا الى "دعم جهود الحكومة وتحصين موقفها لمعالجة ملف العسكريين الرهائن بما يحفظ حياتهم"، مطالباً المجتمع الدولي بـ"دعم الحكومة وتنفيذ قرارات المجموعة الدولية ودعم الجيش في مواجهة الإرهاب، عبر تقديم التسهيلات وإقامة جسور جوية مع لبنان"، منوّهاً "بموقف أهالي الشهداء"، و"ندعو الأفرقاء إلى دعم خطة الحكومة لمعالجة ملف العسكريين".

كما دعا سليمان أيضاً الى "القيام بدراسة التصوّر الإستراتيجي الذي تقدمتُ به الى هيئة الحوار بعد استعراض الاقتراحات المرفوعة الى هذه الهيئة".

لقاء نصرالله - عون

في سياق منفصل، التقى الأمين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصرالله، عصر أمس الأول، رئيس "تكتل الإصلاح والتغيير" النائب ميشال عون، بحضور وزير الخارجية جبران باسيل والمعاون السياسي للسيّد نصرالله، حسين الخليل، ومسؤول لجنة الارتباط والتنسيق في "حزب الله" وفيق صفا.

وجدد الطرفان التزامهما بالتحالف بينهما، ودعوا الى تعميم ورقة التفاهم بينهما على بقية القوى السياسية اللبنانية.

وذكر بيان صادر عن العلاقات الإعلامية في "حزب الله"، أن المجتمعين استعرضوا "الأوضاع الخطيرة التي يمرّ بها لبنان والمنطقة، وخاصة إرهاب الدولة الذي تمارسه إسرائيل وتهديداتها المستمرة وأفعالها الجرمية الموصوفة، وخطر الموجة التكفيرية الإرهابية التي تؤسّس للفوضى الشاملة والتي تجب مواجهتها".

وأكد المجتمعون "صحة رؤيتهم السابقة للأخطار، ودقة تقديرهم لما هو آتٍ، وصوابية تحذيرهم من الانقسامات الطائفية في لبنان، ومن التقسيمات التدميرية في المنطقة، حيث ثبتت صحة التفاهم الذي بنوه والذي يشجعون على تعميمه على بقية القوى، تحصيناً للوضع الداخلي في مواجهة الفتنة المرفوضة".

وشدّد المجتمعون على "تطابق وجهات النظر في ما يخص الإرهاب، وحتمية مواجهته بكافة الوسائل، وعلى رأسها تحصين الوحدة الوطنية وتوفير الاستقرار الداخلي، وتحقيق بناء الدولة على الأسس الميثاقية السليمة".

الحريري: الساعات الماضية كانت سوداء  

علّق رئيس الحكومة الأسبق زعيم تيار «المستقبل» سعد الحريري على ما حصل في اليومين الأخيرين، من خطف على الهوية واعتداء على اللاجئين السوريين، قائلا إن «الساعات الماضية التي مرّت علينا، كانت سوداء بكل معاني السواد السياسي والأخلاقي والإنساني، وهي لا تمتّ بأي صلة الى قواعد الحياة المشتركة وأصول التعامل بين الأهل والإخوة وأبناء الوطن الواحد».

واعتبر في بيان أن «العودة الى الخطف والخطف المضاد، والعودة الى التحريض المذهبي واستدراج بعضنا البعض الى لغة العصبيات المتخلفة، هو أسوأ ما يمكن أن نقع فيه في هذا الزمن المشحون بالتعصب».

وسأل: «هل الحملة المركزة على بلدة عرسال وأهلها وتطوع بعض الأقلام وكتبة المقالات والتقارير للتحريض على طرابلس وعكار، والنفخ في رماد البحث عن الفتنة، هي الوسيلة الناجعة لحل مشكلاتنا وتحرير العسكريين الرهائن من قبضة الإرهاب وأعداء الدين؟».

وتابع: «إذا قررنا أن نسلك هذا الطريق، فهذا يعني بكل بساطة ان هناك قرارا بفتح أبواب الفتنة على لبنان، وإعلان اليأس من الدولة وجيشها ومسؤولياتها، وسقوطها في الوحل الطائفي والمذهبي من جديد».