ما هو شكل العالم بعد الوقود الأحفوري؟

نشر في 14-04-2015 | 00:01
آخر تحديث 14-04-2015 | 00:01
No Image Caption
الصناعة لا تزال تعاني هواجس اضطراب الإمداد النفطي التقليدي
العالم الصناعي لا يزال يعاني هواجس اضطراب الإمداد النفطي التقليدي لأسباب جيوسياسية متعددة – وخاصة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مما يضفي المزيد من الصعوبات على أي خطوة نحو تحسين مناخ الأرض ومتطلبات الصناعة.

ترددت في الآونة الأخيرة في الولايات المتحدة الأميركية أسئلة مثيرة للاهتمام والجدل في آن معاً حول مستقبل الطاقة وارتباطها بحياتنا وبفرص تغير المناخ وفقاً لاستخداماتنا لها، وخاصة إذا استخرجنا كل ما لدينا من وقود أحفوري.

وكان لافتاً تركيز صنّاع السياسة في مختلف أنحاء العالم، ضمن أشياء أخرى، على تفادي بلوغ مستويات كارثية من الاحتباس الحراري عن طريق تحديد انبعاثات الغاز الدفيئة.

وبحسب تقرير ميداني في هذا الشأن، فبالإمكان التوصل إلى اتفاقية دولية لهذه الغاية، لكن توافر كميات ضخمة من الوقود الأحفوري غير المكلف يجعل عملية حماية العالم من تغير المناخ تشتمل على صعوبة كبيرة تنطوي على زعزعة أسواق الطاقة الحالية.

أضف إلى ذلك أن العالم الصناعي لا يزال يعاني هواجس اضطراب الإمداد النفطي التقليدي لأسباب جيوسياسية متعددة – وخاصة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا – ما يضفي المزيد من الصعوبات على أي خطوة نحو تحسين مناخ الأرض ومتطلبات الصناعة.

من جهته، أعلن البيت الأبيض الشهر الماضي خطة تقضي بخفض الانبعاثات الغازية في الولايات المتحدة بما يصل إلى 28 في المئة بحلول عام 2025. وتمهد هذه الخطة لبدء محادثات دولية مكثفة حول المناخ في باريس خلال شهر ديسمبر المقبل.

إن وضع معاهدة رسمية في العاصمة الفرنسية لن يكون عملية سهلة، لكنها سوف تمثل بداية الحل المنشود. ثم إن التحدي الأكبر الذي يواجه العالم يكمن في تحديد كمية الوقود الأحفوري التي يتعين الاحتفاظ بها في باطن الأرض بغية المحافظة على بيئة سليمة.

ومن المعروف أن العالم تعرض إلى واحد من أكثر فصول الشتاء دفئاً خلال الأسابيع الأخيرة، وأن العواصف العاتية قد ضربت المجتمعات المختلفة في شتى ـنحاء العالم. ثم إن استخدامنا لكل ما لدينا من طاقة رخيصة تتمثل في الفحم والغاز الطبيعي والنفط سوف يفضي إلى رفع حرارة كوكب الأرض بحوالي 3 درجات أخرى. ومع إضافة الحرارة الناجمة عن تلك العمليات فسوف نتعرض إلى درجة أعلى من الحرارة قد تصل الى 4.5 درجات زيادة وهي الأعلى – بحسب البعض من الدراسات – من أي مستوى منذ الثورة الصناعية.

ولا بد من التذكير هنا بأن ما نتحدث عنه لا يأخذ بعين الاعتبار مواردنا من الفحم على وجه التحديد والتي تشير التقديرات إلى أن استخدامها سوف يفضي إلى زيادة إضافية في حرارة الأرض، قد تصل إلى أكثر من 8 درجات.

وفي الجانب الآخر، يتعين أن ننظر إلى حقيقة مؤكدة تقول، إننا ومن دون تسعير الكربون بحيث يعكس الأضرار البيئية المتوقعة يعني هدر ما قيمته عدة تريليونات من الدولارات من الفحم والنفط والغاز الطبيعي – وقد أشارت دراسة نشرت أخيراً في مجلة «نيتشر» إلى ضرورة الاحتفاظ بكميات كبيرة من الموارد الطبيعية في باطن الأرض، وأن على الدول الرئيسية المنتجة للفحم، مثل الولايات المتحدة، إبقاء ما يصل إلى 90 في المئة من احتياطياتها في الأرض.

وبشكل أساسي، توجد قلة فقط من الطرق لمواجهة تحديات المناخ على الأجل الطويل: وتتمثل واحدة منها في تسعير انبعاثات الكربون بحيث يعكس الأضرار الناجمة عن تغير المناخ. وهذا يعني – بشكل عملي– تسعيره في معظم أنحاء المعمورة.

وتحقق الكثير من التقدم في هذا المجال، وخصوصاً في الاتحاد الأوروبي والبعض من الولايات الأميركية، مثل كاليفورنيا، وفي أجزاء من الصين.

وثمة طرق أخرى لتسعير الكربون لكننا نبتعد كثيراً عن ذلك الهدف على صعيد عالمي في الوقت الراهن، كما أن الأسعار في الأسواق الحالية تقل عن الأضرار المتوقعة من زيادة انبعاثات الكربون.      

أخيراً، لا بد من الإشارة الى أن حرق الوقود الأحفوري يفضي إلى إطلاق عدد من  الملوثات البيئية التي تدمر جو الأرض، ومنها ثاني أكسيد الكربون الذي يعتبر من أخطر الملوثات وينبعث بمعدلات مختلفة، وقد ارتبط ضرره بالزيادة في استهلاك الطاقة.

back to top