«داعش» يسقط طائرة للأسد... والمعارضة تستهدف «الرئاسة»

نشر في 17-09-2014 | 00:01
آخر تحديث 17-09-2014 | 00:01
No Image Caption
• «الكونغرس» يعّدل خطة التسليح والتدريب على 3 مراحل
• غارات على المنطقة الفاصلة في الجولان
بينما توالت تحذيرات واشنطن من مغبة التعرض للطائرات الأميركية خلال تنفيذها عمليات عسكرية في شمال وشرق سورية، تمكّن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) من إسقاط طائرة لنظام الرئيس بشار الأسد في الرقة، في وقت أمطرت كتائب المعارضة الأحياء المجاورة لمقر رئاسة الجمهورية بقذائف الهاون.

سقطت طائرة حربية تابعة للقوات النظامية السورية، أمس، فوق مدينة الرقة، معقل تنظيم الدولة الإسلامية في شمال سورية، بعد أن تعرضت لإطلاق نار خلال قيامها بقصف جوي للمنطقة.

وهي المرة الأولى التي يسقط فيها التنظيم المعروف باسم «داعش» طائرة تابعة للنظام منذ إعلانه «الخلافة الإسلامية» في نهاية يونيو في الأراضي الواقعة تحت سيطرته بشمال العراق وغربه وشمال سورية وشرقها.

وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الطائرة أسقطت عند أحد أطراف المدينة «فوق منزل، ما تسبب بمقتل وإصابة عدد من المواطنين من عائلة واحدة»، مشيراً إلى أن الطيران الحربي السوري كان قد نفّذ منذ الصباح خمس غارات على الرقة.

وأورد حساب على «تويتر» لأحد مناصري التنظيم الذي يحمل اسم «باقية والعزة لله» تعليقاً جاء فيه: «الله أكبر ولله الحمد. تم تأكيد خبر إسقاط طائرة حربية فوق مدينة الرقة بنيران أسود الدولة الإسلامية بجانب مدرسة أبوفراس الحمداني في الحصوة».

دفاعات «داعش»

وجاء على حساب آخر مشابه «تمكّنت مفارز الدفاع الجوي للدولة الإسلامية، بفضل الله تعالى، من إسقاط طائرة في ولاية الرقة كانت تشنّ غارات على بيوت المسلمين».

معارك دمشق

وفي دمشق، جرح عدد من الأشخاص بقذائف هاون سقطت على أحياء المالكي (مقر الرئاسة السورية) وباب توما والإحدى عشرية، وضاحية جرمانا بريفها، وذلك غداة إعلان المعارض بدء مرحلة جديدة من قصف العاصمة بصواريخ محلية الصنع.

كما ارتفع إلى 11 بينهم قيادي في لواء مقاتل، عدد الذين قتلوا في اشتباك وقعت أمس الأول في منطقة الزاهرة القديمة، وفق المرصد، الذي أكد إحباط النظام محاولة تسلل قام بها مقاتلون إلى حي الميدان.

وفي ريف دمشق، أفاد المرصد بمقتل عدد من قوات النظام والمسلحين الموالين لها خلال اشتباكات مع مقاتلي المعارضة، وبينهم جبهة النصرة في منطقة الدخانية على أطراف العاصمة، وذلك غداة مقتل 12 معارضاً في الغوطة الشرقية.

وفي القنيطرة، نفذت طائرات النظام الحربية غارات على مناطق بلدة الحميدية التي سيطرت عليها جبهة النصرة قبل أيام، والواقعة في الشريط الفاصل بين الجولان السوري المحرر والمحتل، كما نفّذ الطيران عدة غارات على مناطق في قرى وبلدات أوفانيا وجباتا الخشب وطرنجة ومسحرة والبريقة وبئر العجم.

تحذير للأسد

سياسياً، حذّر مسؤول أميركي كبير، أمس الأول، من أن القوات الأميركية ستضرب أنظمة مضادات الطيران السورية في حال استهدفت إحدى طائراتها التي ستشن غارات على مقاتلي «داعش».

ووفق هذا المسؤول الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، فإن لواشنطن فكرة محددة عن مكان وجود المنشآت السورية المضادة للطائرات، وأن الطيران الأميركي سوف يرد لحماية نفسه في حال كان هدفا لإطلاق النار، مشدداً على أنه «إذا استخدم الأسد قدرات عسكرية للتدخل بقدرات الولايات المتحدة على ضرب تنظيم الدولة في سورية، فإنه يعرض الوحدات التي تقوم بمثل هذا العمل للخطر».

خطة التسليح

في غضون ذلك، حاول قادة جمهوريون إقناع أعضاء مجلس النواب الأميركي، أمس، بالسماح لـ «البنتاغون» بتدريب وتسليح مسلحي المعارضة السورية المعتدلة لمحاربة المتطرفين، مع التدقيق في صلاحيات الرئيس باراك أوباما باستخدام القوة.

وناقش مجلس النواب هذه الخطة خلال اجتماع مغلق للجمهوريين أمس، فيما سعى أعضاء الحزب الى حشد التأييد لها، باعتبارها خطوة أساسية في محاربة تنظيم الدولة، وبأنها تضع قيودا على سلطات البيت الأبيض.

وهذا التعديل أرفق بإجراء تمويل فدرالي للعمليات حتى 11 ديسمبر. ومشروع القانون هذا يجب أن يقره الكونغرس قبل بدء سنة 2015 المالية في 1 أكتوبر، وإلا فإن الحكومة ستواجه شللاً.

وأعلنت لجنة القوانين في وقت متأخر أمس الأول أن أعضاء الكونغرس لديهم ست ساعات لمناقشة الإجراءات المتعلقة بسورية. وقال العضو بيتر كينغ: «أعتقد انه سيكون هناك تعديل ينال غالبية كبرى»، لكنه أقر بأن الجمهوريين لديهم تحفظات حيال إعطاء أوباما صلاحيات حرب واسعة.

التدريب والتسوية

إلى ذلك، أكد المتحدث باسم «البنتاغون» العقيد ستيف وارن أن تدريب عناصر المعارضة السورية ينقسم إلى ثلاث مراحل، أولها تدريبهم على مهام الأمن والحماية بالمناطق المحيطة بهم، للمحافظة والدفاع عن المناطق التي تم تحريرها من قبضة «داعش». ثانياً سيتم تدريبهم على مهام هجومية لزيادة الضغط على «داعش» والنظام السوري.

ووفق شبكة «سي إن إن» فإن المهمة الثالثة التي سيتم تدريب هذه العناصر عليها هي مهام تتعلق بمكافحة الإرهاب، والتي من شأنها تمكينهم من القيام بعمليات مكافحة إرهاب في هذه المناطق.

من جهته، أكد رئيس لجنة التحقيق الدولية حول سورية باولو سيرجيو بينيرو، أمس، أن «النزاع السوري لن تتم تسويته في ساحة المعركة»، مشيراً إلى أن «نشوء تنظيم الدولة يعزز ضرورة أن تجد الحكومة أرضية مشتركة مع أبرز حركات المعارضة والالتزام بالقيام بتسويات من أجل تسوية سياسية للنزاع الذي لا توجد كلمات لوصف فظائعه».

(دمشق، واشنطن- أ ف ب، رويترز، د ب أ)

back to top