شنت حركة حماس التي تدير دفة الأمور في قطاع غزة، أمس هجوما هو الأعنف منذ أشهر على الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ودعت إلى معاقبته، وذلك عقب مطالبته الدول العربية إلى اتخاذ موقف مشابه لـ»عاصفة الحزم» في قضايا بلدان أخرى تعاني من الفتن الداخلية والانشقاقات والانقسامات، مثل فلسطين.

Ad

وشارك الرئيس الفلسطيني في القمة العربية الـ26 التي عقدت في مدينة شرم الشيخ المصرية، في ظل ظروف صعبة وأجواء مشتعلة تشهدها المنطقة العربية.

واعتبرت حركة حماس، تصريحات عباس خطيرة، ووصفتها بـ«غير وطنية»، إذ دعا الناطق باسم الحركة سامي أبوزهري في بيان صحافي، الأطراف العربية إلى معاقبة الرئيس عباس على تبني هذه المواقف «المنسجمة مع رغبات الاحتلال في ضرب الشعب الفلسطيني»، بحسب تعبيره.

وقال أبو زهري: «عباس فاقد للشرعية القانونية، ووجوده في الرئاسة مرتبط بمدى التزامه بالتوافق الوطني الفلسطيني، وانه غير مفوض باتخاذ أي قرارات أو التعبير عن أي موقف فيه خروج عن الإجماع الوطني أو الثوابت الوطنية».

وكان أحد أبرز المقربين من الرئيس عباس، مستشاره للشؤون الدينية محمود الهباش، قد دعا أمس الأول، الأمة العربية إلى «أن تضرب بيد من حديد أي جهة تخرج عن الشرعية في أي قطر عربي، كما يجري الآن في اليمن».

وقال الهباش خلال خطبة الجمعة في مقر المقاطعة في رام الله: «إن حماية الشرعية في أي قطر عربي هي واجب في أعناق كل زعماء العرب، والذين عليهم أن يأخذوا زمام المبادرة، وأن يضربوا الخارجين على الشرعية بيد من حديد بغض النظر عن الزمان والمكان والحال، بدءا من فلسطين»، وأضاف «ما جرى في غزة انقلاب وليس انقساما ويجب التعاطي معه بالحزم والحسم فلا حوار مع الانقلابيين الذين يجب أن يُضرَبوا بيد من حديد»، على حد تعبيره.

وتأتي هذه التصريحات المتفجرة من قطبي النزاع المتواصل منذ سنوات طويلة، بعد زيارة استغرقت يومين لرئيس حكومة التوافق في غزة ناقش خلالها عدة مواضيع ملحة، وتم الاتفاق على تشكيل لجان لإنهاء الأزمات المتفاقمة في القطاع الرملي المحاصر.

ويبدو انه لا أمل بعقد تصالح ينهي الانقسام والتشرذم بين حركتي فتح وحماس، خاصة ان تجارب كثيرة واتفاقات عديدة فشلت بين الطرفين، أبرزها الاتفاق الذي وقع بجوار البيت العتيق في مدينة مكة المكرمة.