دارين حمزة

Ad

{إن لم أكن المرأة التي أروي قصتها سواء في الدراما أو السينما لا أكون ممثلة ناجحة}، توضح دارين حمزة التي أدت أدواراً مختلفة ومتنوعة وحافظت على عفويتها وصدقها اللذين أدخلاها القلوب.

تضيف:{الصدق في الأداء، في نظري، يبرز مدى احتراف الممثل، وهذا الأمر يؤدي إلى أدائه أدواراً صعبة، من يرى الصدق في أدواري، سيأخذ ذلك في الاعتبار عند اختيار ممثليه في أي عمل جديد، لأنه يدرك سلفاً أنني على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقي}.

أدت حمزة في فيلم {بيترويت} شخضية إنسانية سامية تمثّل صرخةً في وجه العنف ضد المرأة التي يجب أن ترفع الصوت وتقول لا للعنف والقهر والظلم.

تتابع: «في سبيل هذا الدور، لم أخشَ أداء مشاهد الضرب والعنف اللذين تتعرّض لهما الشخصيّة في الفيلم، نسيت شكلي ومظهري وظهرت ملطّخةً بالدماء وشبه مشوّهة».

تلفت إلى أن خرّيج التمثيل والإخراج في معاهد الفنون الجميلة، يعلم جيّداً أنّ الصدق يخدم الشخصيّة. «إن لم أكن هذه المراة التي أروي قصّتها مئة في المئة لن يتعاطف الجمهور معي أو يصدّقني. ومن يفكّر عكس ذلك لن يكون ممثلاً حقيقياً».

ماغي بو غصن

{الصدق العنصر الأهم في أداء الممثل ويبعده عن التصنع والتكلف}، تقول ماغي بو غصن التي اعتبرت أن أحلى مجاملة هي عندما يتساءل المشاهد حول ما إذا كانت الشخصية التي تؤديها تمثّل واقعاً تعيش فيه.

تضيف: {علماً ألا دور من أدواري يشبه الآخر، ولم أقدم قصتي في أي عمل. لكن ربما يلمس الجمهور صدقي في الأداء، فيظن بأنني أمثّل شخصيتي الحقيقية. فضلاً عن أنني لا أعرف ما إذا كان ثمة {كاست} آخر للدور الذي أؤديه أو إذا كان مكتوباً خصيصاً لي، إنما ربما عيشي الشخصية بجوانبها كافة، سواء في الثياب أو الماكياج أو الشعر، على غرار دور حسن  صبي في {آخر خبر}، حينما قصصت شعري الطويل كصبيّ وارتديت ثياباً صبيانية، ولم أضع ماكياجاً... ذلك كله أضفى مصداقية قرّبتني من جمهوري وجعلتني أصدّق الشخصية عندما أنظر إلى نفسي في المرآة}.

تضيف: {تتطلب المصداقية أن يغوص الممثل في الدور الذي يؤديه شكلاً ومضموناً، وأن يتخلى عن أي معتقدات أخرى، وأعتبر أن جسم الممثلة مطواع لخدمة الدور، ثم للجسد والشكل لغة كما أن ثمة لغة للتمثيل والحوار تساعد في إضفاء مصداقية أكبر على الدور.

تقلا شمعون

{أتقمَّص الشخصية كي تصل إلى الناس بصورة حقيقية بعيدة كل البعد عن التزلف والتصنع} تقول تقلا شمعون التي جسّدت، بجدارة، شخصيات مختلفة للمرأة:  شريرة ومغرية وأم... وأحبها  الناس من خلالها.

تضيف: {تحضّرت مثلاً فترة طويلة لتجسيد شخصية لورا في {عشرة عبيد صغار}، حتى تقمصتها وصقلتها، لذا عندما بدأت التحضير لشخصية ليلى في {اتهام} وهي مغايرة تماماً للورا، كانت الأخيرة موجودة في عمقي ولم أجد صعوبة في الفصل بينهما، فاعتمدت على مهنيتي وعلى الفاصل الزمني بين تصوير العملين}.  

عن التنويع مع الحفاظ على المصداقية في الأداء تتابع: {الممثل الذي يتمتع بأداء صادق لا يكترث لاختلاف الشخصيات التي يؤديها، ويتحمل بنفسه عملية إبقائه في قالب معيّن. شخصياً، أرسم مسيرتي بنفسي لأنني لو أفسحت في المجال أمام المنتج لتسييرها، لكنت استمريت بالصورة النمطية نفسها منذ سنين}.

توضح أنها في كل مرة تؤدي دوراً ناجحاً تنهال عليها العروض لتجسيد شخصية مشابهة، إلا أنها ترفضها. وعما إذا كانت تعتبر نفسها وصلت إلى القمة تشير: {لا أحد يصل الى القمّة، وطموحي أكبر بكثير. بصراحة لا أفكر بهذا السؤال، وهدفي ليس الوصول الى القمة بل أن أكون صادقة وحقيقيّة، وأتمكن من أداء دوري على أكمل وجه، بالتالي كسب محبة الجمهور والمشاهد. كلّما كان الدور صعباً كان التحدي أكبر، بالنسبة إلى الممثل، لإبراز موهبته وقدراته التمثيليّة، وتحقيق أداء جيّد ومميّز. ويتوجب على الممثل الناجح أداء دوره بحرفية عالية وأخذ عمله على محمل الجد، وإلا فلا مجال للوصول إلى القلوب}.

كارلا بطرس

{جعلت المشاهد يحب بعض الشخصيات رغم أن صفاتها سيئة، وذلك لصدقي في الأداء} تقول كارلا بطرس التي تعتبر أن العفوية تكمن في أن يعيش الممثل الحالة التي يقدمها بشفافية وكأنها واجهته في الواقع، وذلك للوصول إلى قلب المشاهد وتحقيق نجاح، سواء في الدراما أو السينما.

تضيف: {جسدت شخصية رحاب في {الإخوة} ورغم أن لها سيئاتها فإن الناس أحبوها}، وتتابع: {لم أتوقع أن يتجاوب الجمهور بهذه الطريقة وإلى هذه الدرجة، لأن الشخصية لا تكفّ عن الصراخ. عندما اختار المنتج الممثلين راهن على خبرتهم لصقل أدوارهم وترجمتها من الورق إلى الشاشة بطريقة لافتة، من هنا أضفت نكهة كوميدية إلى رحاب، وبعض النهفات في مشاهدها القاسية التي تصرخ فيها، فأحبّ القيمون هذا الأمر الذي خفف من حدّة الشخصية وجعل الدور مركبّاً لا عادياً}.

توضح أنها، رغم أداء بعض الأدوار الجريئة، لم تسعَ يوماً إلى عرض مفاتنها في التمثيل، بل اقناع المشاهد بإحساسها، مشيرة إلى أن الحظ قد يحالف أحدهم في خوض مجال التمثيل، لكن إذا لم يتمتع بالصدق فلا يمكنه تحقيق الاستمرارية.

تلفت إلى أن الحظّ  قد يؤدي دوراً في مسيرة البعض، وثمة من يتسلّق اكتاف الآخرين ويدوسهم للوصول. {شخصياً، كنت محظوظة في مسيرتي وفي ما حققته لغاية الآن، وأصبحت في وضع يحتم دراسة الدور الذي يقدم إلي من جوانبه كافة. في الأساس لا أبحث عن الدور الذي يؤدي بي إلى النجومية».

حول الشخصية العفوية التي تتمتع بها تقول: «أعتبر كل ثانية في حياة الإنسان نعمة، بالتالي يجب أن نعيشها بفرح لأن أحداً منا لا يستطيع أن يعرف ماذا يخبئ له الغد».

نهلة داود

{وصلت إلى الناس بشخصيات: المرأة الشريرة، الأم، الإنسانة الطيبة وغيرها... لأنني أتمتع بالصدق في الأداء، وأعيش الحالة بتفاصيلها، وهذا الأهم}، توضح نهلة داوود مشيرة إلى أنها عندما تقرأ عملا ما وتجد أن فريقه متكامل وجوانب تنفيذه مؤمنة وعناصر نصّه متكاملة، وأنها من خلال مشاركتها فيه ستضيف أمراً معيناً، عندها لا تفكر بماهية الدور، إنما بالباقة المتكاملة التي يتألف منها العمل.

تضيف: {أداء دوري بطريقة صحيحة وحقيقية وصادقة، سيدفع المشاهد إلى النظر بمهنية وحرفية، من دون الاهتمام بما إذا كان دوري شريراً أو لا}. وعن الطريقة التي تختار من خلالها أدوارها تتابع: {قراءة النص أساس ليفهم الممثل شخصيته، عندها لا يقع في مشكلات، كذلك عليه أن يعدّ دراسة حول هذه الشخصية عبر مراقبة أناس في المجتمع يحملون هذه الصفات، وذلك للاقتباس منهم وتقديم أداء يقنع المشاهد}.

تشير إلى أن {الإنسان الذي هو مزيج من أقنعة خفيّة، يظلّ غافلاً عن قناع ما في داخله ولا يدركه، فيراه عند آخرين أو من خلال مراقباته، مع العلم أن ما نشهده راهناً في لبنان لا يستوعبه العقل، لكنه يخزّن في ذاكرتنا}.

وعما إذا كان تقديمها دوراً صعباً يجعلها أكثر انتقائية في الأدوار اللاحقة تقول: {إنه أمر طبيعي يقوم به أي شخص يسعى إلى التقدم في مهنته، ويأبى التراجع عن المستوى الذي حققه. شخصياً، يهمني في حال لم أتقدم، أن أحافظ على مستواي، خصوصاً أن مهنتنا ترتكز على الحضور، فاذا لم نحافظ على مستوى معيّن نسيَنا الجمهور}.