تركيا تنضم إلى «الائتلاف»... و«داعش» على مدخل كوباني
• مخاوف من وقوع مجازر وتأهب لحرب شوارع
• أوجلان لأنقرة: سقوط عين العرب سينهي عملية السلام
• أوجلان لأنقرة: سقوط عين العرب سينهي عملية السلام
رغم الغارات العربية- الأميركية المستمرة منذ 10 أيام على شمال سورية والدفاع المستميت من وحدات حماية الشعب الكردي، واصل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) شق طريقه، وبات قاب قوسين أو أدنى من دخول مدينة كوباني الاستراتيجية، التي هدد أكراد تركيا بإفشال مفاوضات السلام مع أنقرة إذا سقطت في أيدي الجهاديين.
في مواجهة التهديد المتزايد الذي يشكله تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) على حدود تركيا، وافق البرلمان التركي أمس على مذكرة طرحتها الحكومة وأجاز مشاركة الجيش في التحالف ضد الجهاديين الذي تقوده الولايات المتحدة وتشارك فيه حوالي خمسين دولة بطرق مختلفة.والنص الذي وافق عليه البرلمان بغالبية كبرى، يتضمن احتمال القيام بعمليات في العراق وسورية وكذلك نشر أو مرور جنود اجانب مشاركين في العملية في تركيا.ومنذ بدء حملة الضربات الجوية في سورية في 23 سبتمبر الماضي بقيادة الولايات المتحدة وبالتعاون مع خمس دول عربية، حذرت واشنطن من أن القضاء على التنظيم «لن يكون سهلا أو سريعاً».وخلت مدينة كوباني (عين العرب) السورية الحدودية مع تركيا أمس من سكانها بشكل شبه كامل، مع وصول عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" على بعد مئات الأمتار منها وسط تصاعد المخاوف الجدية من اقتحامها في أي لحظة.وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن، في اتصال هاتفي: "نزح ما بين ثمانين وتسعين في المئة من سكان كوباني والقرى المجاورة خوفاً من هجوم وشيك على المدينة يقوم به تنظيم الدولة الاسلامية"، مشيراً إلى استمرار "وجود بضعة آلاف من المدنيين في المدينة".وأوضح عبدالرحمن أن "اشتباكات عنيفة دارت بين مقاتلين من وحدات حماية الشعب الكردي وتنظيم الدولة على بعد مئات الأمتار من أطراف كوباني الشرقية والجنوبية الشرقية". كما تدور اشتباكات على بعد نحو كيلومترين أو ثلاثة في الجهة الغربية التي انسحب منها مقاتلو وحدات حماية الشعب" للتمكن من الدفاع عن المدينة نفسها.غارات دوليةويأتي هذا التقدم للتنظيم المتطرف على الرغم من الغارات الجوية التي ينفذها التحالف الدولي ضد مواقع التنظيم في المنطقة لوقف الهجوم على كوباني التي يدافع عنها المقاتلون الأكراد بشراسة.وأكد عبدالرحمن أن "معارك الساعات الأربع والعشرين الماضية هي الأعنف منذ بدء هجوم الدولة الإسلامية في المنطقة" في 16 سبتمبر"، مشيراً الى "صعوبة لدى المقاتلين الاكراد في الصمود في مواجهة الدبابات والأسلحة الثقيلة التي يمتلكها التنظيم".استعراض وحربوأقرّ أنور مسلم رئيس الهيئة التنفيذية لمقاطعة كوباني المعين من الإدارة الذاتية الكردية، بأن توازن القوى هو لمصلحة تنظيم "الدولة الاسلامية" الذي يملك كمية كبيرة من الأسلحة النوعية.وانتقد الناشط الكردي المحلي مصطفى عبدي عدم فاعلية الضربات التي ينفذها التحالف، معتبرا ان طلعات طائرات الولايات المتحدة والدول العربية في سماء كوباني "استعراضية".وبدأ المقاتلون الأكراد الاستعداد "لقتال شوارع"، بحسب المرصد، الذي عبر عن مخاوفه من حصول أعمال انتقامية يقوم بها التنظيم ضد آلاف المدنيين الذين بقوا في كوباني.ولم تؤد الضربات التي شنها التحالف خلال اليومين الماضيين الى وقف تقدم التنظيم نحو كوباني، التي إذا سيطر عليها فسيتمكن من السيطرة على شريط طويل من الاراضي ممتد على طول الحدود التركية.تحذير أوجلانوبينما يستعد البرلمان التركي للموافقة على تدخل عسكري ضد هذا التنظيم المتطرف في سورية كما في العراق، حذر الزعيم الكردي التركي عبدالله أوجلان أمس من ان سقوط مدينة كوباني سيؤدي الى فشل محادثات السلام الجارية مع أنقرة لتسوية النزاع الكردي.وقال الزعيم التاريخي لمتمردي حزب العمال الكردستاني، في تصريحات نقلتها وكالة فرات نيوز، إن "حصار كوباني هو أكثر من حصار عادي، وإذا نجحت محاولة القتل هذه، فستكون نتيجتها إنهاء عملية السلام".وفي هذه الرسالة، التي سلمت إلى وفد من أعضاء الحزب الديمقراطي الشعبي زاروه أمس الأول في سجنه في جزيرة إيمرالي شمال غرب تركيا، دعا أوجلان الاكراد الى مقاتلة تنظيم "الدولة" من أجل "تجنب فشل عملية ومسار الديمقراطية في تركيا".تدريب المعارضةوصرح الجنرال الأميركي المتقاعد جون آلن الذي يتولى منذ منتصف سبتمبر تنسيق تحرك الائتلاف الدولي ضد تنظيم "داعش" أمس الأول أن تدريب مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة سيكون عملية طويلة. وقال الجنرال آلن القائد السابق للقوات الاميركية في أفغانستان، في مقابلة مع شبكة سي إن إن، إن الأمر سيستغرق وقتاً، وربما سنوات في الواقع" مؤكدا ان عملية التدريب بدأت.وصادق الكونغرس الاميركي على خطة لتدريب مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة وتجهيزهم في اطار الاستراتيجية البعيدة الامد التي اعلنها الرئيس باراك اوباما لمكافحة تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وسورية.إيران والأسدوتطرق آلن خلال المقابلة إلى دور إيران في التصدي لجهاديي الدولة. وقال: "لن نفكر في ائتلاف ثنائي مع إيران" لكنه أشار إلى أن للإيرانيين "دوراً يلعبونه وحين يكون هذا الدور بناء سنشجعه"، لكن الجنرال المتقاعد أكد أن هناك طرفا واحدا لن يكون موضع ترحيب في هذه المواجهة، وهو الحكومة السورية قائلاً: "سياستنا واضحة جدا حيال هذا الموضوع، وكذلك حيال وجوب أن يكون هناك في سورية عملية سياسية، ولكن (الرئيس السوري بشار) الأسد ليس جزءاً منها، بكل صراحة."حرب العشائروأكد آلن أن مسار الأمور في العراق سيتوجه نحو الصدام بين "داعش" والقبائل السنية قائلا: "ما تعلمته بالتأكيد من تجربة عام 2007 أنه سيكون هناك مرحلة لا يعود فيها تنظيم داعش قادرا على تحمّل البنية العشائرية في مناطق نفوذه لأن هذه البنية تحد من سلطته، وبالتالي سيهاجم القبائل، وهذا واضح لي وضوح الشمس".تشييع إيرانيينوتم في مدينة مشهد المقدسة (شمال شرق إيران) تشييع 5 إيرانيين قتلوا في معارك بسورية، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية أمس.وتتحدث وسائل الإعلام الإيرانية، باستمرار، عن مقتل «متطوعين» إيرانيين يسقطون في سورية أو في العراق، في معارك ضد المجموعات الجهادية.وقالت الوكالة إن «مراسم تشييع خمسة شهداء يدافعون عن الأماكن المقدسة (الشيعية في سورية) جرت في مشهد» مسقط رأسهم.ووفق الوكالة، فإنهم توجهوا الى سورية للدفاع عن ضريحي السيدة زينب (ابنة الإمام علي) ورقية (ابنة الإمام الحسين).وأكدت إيران أنها لا ترسل سوى مستشارين عسكريين الى سورية، لدعم الجيش السوري وقوات الدفاع الشعبي التي تدعمه.وأرسلت طهران أيضا أسلحة ومستشارين عسكريين الى العراق لمساعدة القوات الحكومية والمقاتلين الأكراد العراقيين ضد جهاديي تنظيم الدولة الإسلامية.لكن مسؤولين إيرانيين وأكرادا عراقيين أقروا بوجود عناصر من الحرس الثوري الإيراني على الأراضي العراقية.وأعلن المتحدث باسم القضاء الإيراني غلام حسين ايجائي أخيرا أن الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس المكلف العمليات الخارجية، كان موجودا أثناء معركة أربيل الى جانب القوات الكردية في بداية أغسطس.من جهة أخرى، أعلن مسؤولون أكراد عراقيون أن نحو مئة عسكري إيراني موجودون في منطقة خانقين الحدودية على بعد 150 كلم شمال شرق بغداد.فقدان عنصر من «المارينز»فقد قائد طائرة مروحية أميركية من نوع أوسبري ( أم في- 22) السيطرة عليها فقفز عنصران من «وحدة مشاة البحرية 11» منها إلى الماء في الخليج العربي.وقامت قوات مشاة البحرية الأميركية (المارينز) بعملية بحث لإنقاذ العنصرين. وافادت هذه القوات بأنها عثرت على احدها في حين لا يزال الآخر في عداد المفقودين.وتعتبر وحدة «وحدة مشاة البحرية 11» جزءاً من عملية انتشار تحت سلطة القيادة المركزية الأميركية، حيث تدعم العمليات في سورية والعراق.«البنتاغون» و«خراسان»نفى المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية جون كيربي أن يكون خطر جماعة "خراسان" هو من نسج الخيال، موضحاً أن الاستخبارات كانت تراقب هذه الجماعة التي كان يقودها الكويتي محسن الفضلي.وشدد كيربي، خلال مؤتمر صحافي في البنتاغون، على أن "الحديث عن أن تهديد تنظيم خراسان من نسج الخيال مهزلة كبيرة، فالتنظيم قائم ونحن نراقبه منذ زمن"، مؤكداً أن التحالف نفذ 320 غارة جوية، 230 منها في العراق و76 غارة على سورية.وبيّن المتحدث أن "هذا دليل على أننا نلاحق داعش بالفعل أينما ذهبوا. ولكن ذلك لا يعني أن نضربهم في كل مكان يظهرون فيه. فالفرق بيننا وبين داعش هو أن حياة الناس تهمنا وهذا يحملنا على الصبر وانتظار قيام مقاتلي التنظيم بأخطاء تجعلهم أكثر عرضة لضرباتنا".(دمشق، أنقرة، واشنطن- أ ف ب، رويترز، د ب أ، كونا)