هل سقطت آخر أوراق التوت عن استهتار اللاعب الكويتي؟

نشر في 22-03-2015 | 00:06
آخر تحديث 22-03-2015 | 00:06
• الرشدان: نسير من سيئ إلى أسوأ... وبارقة الأمل لتصحيح الوضع أشبه بضرب من الخيال

• إبراهيم: اللاعب بحاجة إلى تهيئة الأجواء... والركون إلى موهبته غير كافٍ

• عناد: العادات السيئة من اللاعبين مقبولة.. والعلّة كامنة في ضعف الإمكانات

يبقى اللاعب الحلقة الأهم

في المنظومة الرياضية. وان أي خلل يصيب اللاعب في حركاته وسكناته يصيب الكيان كله في مقتل. ولطالما تفاخرنا في الكويت بموهبة لاعبينا والتزامهم المتناهي قبل أن يكشف معلول ورفاقه عن ورقة التوت الأخيرة.

ربما تكون عوامل الاستهتار الموجودة عند الغالبية العظمى من اللاعبين في الكويت معروفة منذ سنوات طويلة، لكن التعامل معها يتم بدفن الرؤوس في الرمال، فالإداري لا يستطيع أن يفرض عقوبات على اللاعبين في ظل سلطة لبعضهم تفوق سلطته، خصوصاً أن استمراره في عمله أحياناً يكون رهناً برضا اللاعبين عنه، إلى درجة جعلت هؤلاء الإداريين بمنزلة "ستر وغطاء" على ما يقوم به بعض اللاعبين في الغرف المغلقة.

لكن المدرب التونسي نبيل معلول الذي يقود الهرم الكروي الكويتي من أعلاه في الوقت الحالي، كونه مسؤولاً عن المنتخب الأول، أسقط ورقة التوت الأخيرة عن اللاعب الكويتي، عندما أشار بما لا يدع مجالاً للشك إلى أن أكثر من نصف اللاعبين الدوليين في منتخب الكويت مدخنون، وهو ما لم يره خلال مسيرته الكروية في الملاعب، والتي امتدت عبر سنوات من عمله بقارتين هما آسيا وإفريقيا، وصرح بعد ذلك، أنه لا مجال في اختياراته المستقبلية للاعب المستهتر.

وسواء كان اللاعب الكويتي الذي كان الأمل الوحيد في المنظومة الرياضية مقصراً، أو ضحية للوضع الرياضي القائم، فالخلاصة هي أن بارقة الأمل الوحيدة التي كان يعول عليها الجمهور باتت خارج الحسابات في الوقت الحالي، لاسيما وسط استمرار نظام الهواية، لذلك يبقى من حق اللاعب الكويتي أن يسهر، وأن يدخن، وأن يتقاعس عن حضور التدريبات وغير ذلك من الأمور المباحة له، طالما أنه يندرج تحت بند اللاعب غير المحترف!

وربما يستمر الوضع لسنوات طويلة حتى يأتي من يبني القواعد الأساسية للاعب الكويتي بالشكل الصحيح، في ظل أفق ضيق للأجهزة المسؤولة عن الأندية والمنتخبات، حيث يكون اللاعب الجاهز الخيار الأسهل، ولا تسعى هذه الأجهزة إلى مجرد النظر لمستقبل الكرة الكويتية، والتي باتت تسير "إلى الوراء در".

الرشدان: القادم لن يكون أفضل

ويرى الخبير الرياضي في الكويت عبداللطيف الرشدان، وهو أحد المخلصين في المجال الكروي، أن الوضع الحالي يسير من سيئ إلى أسوأ، وأن بارقة الأمل لإصلاح الحال أشبه بضرب من الخيال.

وقال الرشدان لـ"الجريدة": إن "البيئة الرياضية في الكويت فيما يخص جميع الجوانب غير صالحة للتقدم، أو حتى التطور إلى الأمام قيد أنملة، لاسيما أن ما يتحقق من إنجازات طفيفة هو اجتهاد شخصي لبعض الأفراد، وربما بعض اللاعبين".

وكشف الرشدان أنه خلال عمله في لجنة التدريب التي كانت مسؤولة عن المنتخبات في الكويت، تلمّس معاناة اللاعب الذي بات مطالباً بأن يحقق ما يفوق قدراته وأيضاً إمكاناته.

وأوضح أن النجاح الذي حققته الرياضة الكويتية في القرن الماضي في فترة السبعينيات والثمانينيات عائد إلى أن الكويت كانت أرضاً عامرة بالمواهب، لكن مع مرور الوقت باتت الموهبة وحدها غير قادرة على مواكبة التطور الكبير لدول الجوار، وأيضاً التخطيط السليم والذي أثمر في الإمارات كمثال بشكل لافت.

وأبدى عدم تفاؤله بالقادم، فالصورة على حالها، والكرة الكويتية والرياضة بشكل عام تسير من إخفاق الى آخر، ولا توجد رؤية واضحة لرسم مستقبل أفضل في السنوات المقبلة.

إبراهيم: القادم أسوأ

بدوره، استبعد المدرب الوطني محمد إبراهيم أن يكون اللاعب الكويتي مستهتراً، وقال: "اللاعب الكويتي بحاجة إلى تهيئة الأجواء ومن ثم سيكون الانضباط في جميع الجوانب على أفضل ما يكون".

وأضاف، أنه من خلال مسيرته في عالم التدريب، يرى تفانياً كبيراً من اللاعبين، لكن عدم الحصول على المردود الكافي يحبط اللاعب، ويضيع على الكويت الاستفادة من خدماته أو حتى تطوير مستواه، مؤكداً أن المواهب في الملاعب الكويتية، لم تنضب، منذ كانت الكويت بطلة لآسيا والخليج وحتى يومنا هذا.

وذكر، أن البيئة الرياضية تغيرت في الوقت الحالي، وبات الركون إلى موهبة اللاعب الكويتي أمر غير كاف، لافتاً إلى عدم تفاؤله فيما يخص مستقبل الكرة الكويتية.

ورأى أن الأمور تمضي إلى الأسوأ، في ظل تخطيط غير سليم وخطوات منقوصة لمواكبة التطور الرهيب في العالم وآسيا وأيضاً في الخليج.

واعترف إبراهيم بأن الصراع الرياضي السياسي كان بمنزلة القشة التي قسمت ظهر الكرة الكويتية والرياضة عموماً.

عناد: الصورة قاتمة

واتفق المدرب الوطني ثامر عناد مع إبراهيم في كون اللاعب الكويتي موهوباً بالفطرة وسابقاً حصدت الكويت العديد من البطولات معتمدة فقط على موهبة اللاعب.

ورفض عناد الاتهامات التي طالت اللاعب الكويتي فيما يخص الاستهتار، وقال، "أعظم اللاعبين في العالم لديهم عادات سيئة بداية من التدخين مروراً بما هو أعظم لكنهم يقدمون ويخدمون المنتخبات في ظل توافر إمكانات جبّارة تساعدهم على ذلك".

وقال عناد إن الوضع الحالي للرياضة ولكرة القدم تغير بشكل كبير، وأصبحت الرياضة علماً وإمكانات بداية من اللاعب ومروراً بكل ما يخدمه ليستطيع المضي قدماً في تحقيق أهدافه، بما يصب في مصلحة الرياضة الكويتية.

واعترف عناد بحاجة الكويت إلى مدربين على مستوى عالمي في قطاعات الناشئين لبناء هذا القطاع بالشكل السليم، وليس كما هو الوضع في الوقت الحالي.

وأبدى عناد عدم تفاؤله بالخطوات المبذولة من الدولة في الوقت الحالي لتطوير الرياضة، مؤكداً أن الصورة التي يراها قاتمة في الوقت الحالي لمستقبل الكرة في الكويت والرياضة بشكل عام إلى درجة قد تصل إلى السواد مستقبلاً.

الخافي أعظم

• تراجع الاتحاد الكويتي لكرة القدم عن إجراء تدوير في عدد من مناصب اللجان العاملة به، خشية البلبلة في الشارع الرياضي، خصوصا ان رئيس الاتحاد يسعى لتأكيد، بمناسبة ومن دون مناسبة، ان العلاقة بين اعضاء المجلس على خير ما يرام!

• يبحث الاتحاد الكويتي لكرة القدم عن مخرج للتخلص من نظام الدمج في الدوري، بعد فشل الفكرة التي وضعته في مأزق حقيقي، وبحاجة لإيجاد حلول للخروج منه دون "زعل" أندية التكتل، لاسيما ان بعضها تركت فرقها عرضة للسقوط لتوفير الميزانيات وترشيد النفقات!

• يؤكد المتابعون أن ضم الثنائي البارز في العربي عبدالرحمن العتيبي، وعبدالله جاسم لمنتخب الشواطئ لكرة الطائرة، جاء ليكون تمهيدا من الاتحاد لانضمام الثنائي لطائرة القادسية في الموسم المقبل، حسب الخطة المعدة سلفا، بعد قراره بأحقية انتقال اللاعب الذي يغيب عن فريقه موسما كاملا من المشاركات.

• دفع سفر مدربي كرة السلة الإسبان المشرفين على تولي مهمة بعض المنتخبات في الاتحاد من دون علم مدير المنتخب، الأخير للتهديد بالاستقالة في حال استمر التجاهل، وتهميش دور مديري الألعاب.

• رغم تراجع النتائج في ناد كبير واقترابه من فقدان أهم ألقابه، فإن بعض أعضاء مجلس الإدارة في قمة السعادة، وينتظرون بفارغ الصبر السقوط الكبير، وحجتهم في ذلك هي عجرفة القائم على اللعبة الذي تجاهلهم جميعا منذ تسلمه المهمة.

• أبدى الكثير من المتعهدين والشركات رفضهم التعامل مع أحد أندية المنطقة الرابعة، بعد ان بات الاتفاق معه اشبه بالمغامرة المحفوفة بالمخاطر، في ظل تجاهل إدارة النادي إعطاء كل ذي حق حقه!

• نجم كبير في فريق صاحب بطولات أصبح هدفا مباشرا لمدير اللعبة في النادي، بعد خروجه عن صمته مؤخرا، وازدياد الضغوط عليه في ظل تراجع النتائج، المقربون يؤكدون أن الأيام المقبلة ستشهد خروج الأزمة إلى العلن، في ظل التخلي عن الدبلوماسية التي تحلى بها الجميع منذ بداية الموسم.

• مدرب من العيار الثقيل دخل في معركة خفية مع اللاعبين الكبار في الفريق، بعد ان استبعدهم بشكل لافت من حساباته، ودفع بوجوه جديدة بدأت في تثبيت أقدامها، هذا المدرب يجد دعما كبيرا من إدارة النادي، وهو ما دعم موقفه للاستمرار في خطواته.

مقتطفات

الفوز بأقدام الآخرين

ليس جديدا أن تعرض الفرق المنافسة على الفرق الصغيرة مبالغ مالية من أجل إيقاف المنافس لمنعه من ملامسة البطولة، ولن نذهب بعيدا للتدليل على ذلك، فالاتحاد السعودي أعلن في المرة الأخيرة التي وصل فيها إلى كأس العالم عن مكافآت للمنتخب البحريني في حال نجح في إيقاف تقدم المنتخب الإيراني، حتى ريال مدريد قبل سنوات كرر الفعلة لإيقاف برشلونة.

ومؤخرا بدأ هذا الأمر في الظهور في الدوري الكويتي، بعد أن تقدم العربي لحصد لقب دوري فيفا، لكن الأجمل في الانتصار أن يكون بمجهودك، وهو ما يعطي للفوز حلاوة وفرحة صادقة، والأحرى بهؤلاء الاشخاص ان يبحثوا عن مكافأة فرقهم لتحقيق الانتصارات بدلا من البحث عن الفوز بأقدام الآخرين.

 بدون ثمار

جاء إصرار أندية "التكتل" بصفتها الأغلبية في مجلس إدارة اتحاد الكرة على اختيار أعضاء مجلس الإدارة في الدورة الجديدة، حسب ما يتناسب مع الأهواء والمصالح، وكان جليا التصميم على بعض الاختيارات، بصرف النظر عن ترشيحات الأندية واختياراتها لمن يمثلها في اتحاد الكرة ويدافع عن مصالحها.

والسؤال هنا لاتحاد الكرة والجمعية العمومية: أين نتاج من فرضتموهم على الاتحاد؟ وهل رئيس لجنة أوضاع اللاعبين لا يزال موجودا في عمله أم أنه مع غيره من اختياراتكم ذهبوا مع الريح؟

 عيب

مؤلم ومحزن أن يكون لنفوس ضعيفة سطوة على من أعطوا أعمارهم وأجمل ايامهم لإسعاد الناس، فبعد سنوات طويلة من العطاء للفتى الأسمر والموهوب فتحي كميل جاء تكريمه من هذه النفوس بإشاعة أعلنت وفاته، وهو ما كان له بالغ الأثر على كميل الذي انخرط في البكاء حسب مقربين منه من الجيل الذهبي للكرة الكويتية، حيث تواعدوا يومها للاحتفال بالنجم العائد من رحلة علاج تكللت بالنجاح، لكن يبدو ان هناك من أزعجه هذا التجمع فنشر سمومه لتقضي على الفرحة الجميلة... أطال الله عمر الفتى الأسمر وكل جيله من العمالقة الذين اسعدوا الكويت خلال فترة وجودهم في الملاعب.

في طي النسيان

البصري صنع نجوم التضامن وساهم في تأسيس النادي

أحمد البصري... اسم ربما لا يعرفه الكثيرون من الجيل الحديث من الرياضيين الكويتيين، لكنه أشهر من النار على العلم لدى نجوم العصر الذهبي للرياضة الكويتية، ولكل المنتسبين إلى نادي التضامن، حيث ساهم في تأسيسه بداية من شعاره وصولاً إلى جدران النادي، الذي وصفه بأنه كان عبارة عن "حوطة" عندما دخله في ستينيات القرن الماضي.

وساهمت بداية البصري كلاعب متعدد المواهب في كرة القدم، التي مثَّل فيها منتخب الكويت، واليد والسلة، وكذلك السباحة والملاكمة، في اتجاهه إلى دراسة التربية الرياضية ليعمل بعد ذلك معلماً ومدرباً لكل الألعاب التي مارسها، قبل أن يتخصص في ما بعد في اكتشاف وصناعة النجوم الذين انتشروا في منتخبات الكويت لكل الألعاب تقريباً.

ومن أبرز من اكتشفهم البصري في كرة القدم الفتى الأسمر للكرة الكويتية فتحي كميل، وناصر السوحي، وعبدالله وبران.

وقال البصري إنه كان يعمل على اكتشاف المواهب، ومن ثم يستقطبهم إلى المدرسة التي يعمل بها، قبل توجيههم إلى نادي التضامن.

وتميز البصري بقدرته على استيعاب كل من يريد أن يمارس رياضة وفي أي لعبة، ويقول عن ذلك "لا توجد أي مشكلة في أن تشرف على 150 ناشئاً صغيراً فهم يحبون الرياضة، وهذا يكفي في البحث عما بداخلهم عن قدراتهم الكامنة ومن ثم توجيههم بالشكل السليم".

ويستطيع البصري من خلال النظرة الأولى للاعب الصغير أن يحدد قدراته، وماذا يستطيع أن يقدم، ويقوم بعد ذلك برسم الطريق الذي يجب أن يسير عليه للوصول إلى القمة والنجومية.

ولا يجد البصري حرجاً في الاعتراف بقدرته على علاج لاعبيه بالطب الشعبي، حيث يتميز بذلك بشهادة العديد ممن يعرفونه، بل الأكثر من ذلك أنه يشخص معاناة الشخص الذي يجلس معه، ويقدم له النصائح للتخلص من علله، ولا يستثني في ذلك بين الوزير والغفير.

ويرى البصري وهو من عائلة رياضية معروفة، فشقيقاه عبدالرضا وعباس البصري بطلا الكويت في ألعاب القوى والسباحة، أن عنصر التدريب في الكويت هو السبب الحقيقي لانتكاسة الرياضة في جميع الألعاب وتأخرها.

ويقول "الاعتماد على المدرب الأجنبي لم يخدم الكويت كثيراً"، ويستشهد على ذلك "عندما سافرت إلى المجر لتلقي دورة تدريب هناك لم أجد أن القائمين على الدورة تمكنوا من إضافة شيء لي رغم معاناة السفر".

ويترجم البصري ذلك بالانطباع المغلوط عن الرياضة الخليجية بشكل عام، وأنها تعيش في العصر الحجري، وهو ما يستحيل معه تطويرها عن طريق غير المدرب الوطني، الذي طالبه بالعمل والتطوير من إمكاناته لخدمة الرياضة المحلية.

ويشعر البصري في الوقت الحالي بعد ما يقارب من 50 عاماً في خدمة الرياضة الكويتية أنه لم يقدم كل ما لديه، بسبب من وصفهم بأصدقاء الأمس، الذين حاربوه لدرجة جعلتهم يتهمونه زوراً وبهتاناً لتشويه تاريخه الجميل وعطائه الذي لم ينضب بعد.

back to top