أحدثت موافقة قادة الدول العربية على مطلب القاهرة بإنشاء «قوات عربية مشتركة» تعمل على حفظ الأمن القومي العربي، موجة تساؤلات حول تلك القوات والهدف من تشكيلها وعوامل نجاحها، ورغم تأكيد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أن الهدف من تأسيس القوات «حفظ الأمن القومي العربي من مخاطر الإرهاب والتدخلات الخارجية»، فإن التساؤلات حول تلك القوات مازالت محل درس ونقاش سياسي وعسكري.

Ad

القائد السابق للقوات المصرية التي شاركت في حرب تحرير الكويت، اللواء محمد علي بلال، طالب بأن يكون تشكيل تلك القوات من «ألوية قتالية» من جميع الأفرع والوحدات العسكرية، وشدد في تصريحات لـ«الجريدة» على ضرورة أن «تكون القوة المشتركة بمنزلة جيش نظامي كامل، له مجلس عسكري، يكون مسؤولاً عن وضع الخطط والتدريبات اللازمة»، مضيفاً: «القوة المشتركة لن تتدخل في أي دولة عربية إلا بطلب حكومتها».

وعن مهام القوات، قال الخبير العسكري، اللواء طلعت مسلم: «القمة العربية حددتها في حفظ الأمن القومي العربي من الإرهاب والتدخلات الخارجية»، مُحدداً لـ«الجريدة» قائمة بالدول المُرشح تدخل القوات فيها، وأبرزها اليمن والعراق وسورية، إلا أن مسلم استبعد تدخل القوات لتحرير جزر دولة الإمارات الثلاث من الاحتلال الإيراني، لأن الأمر يتطلب وجوداً إماراتياً هناك يتم الاستناد إليه وهو غير متوافر.

من جهته، استبعد مساعد وزير الخارجية الأسبق للشؤون العربية، السفير هاني خلاف، تدخل القوات العربية في سورية، لاختلاف وجهات النظر بين الأنظمة العربية بشأنها، مؤكداً لـ«الجريدة» أن «تدخل القوة العربية في ليبيا يجب أن تتوافر له شروط، بينها طلب الحكومة الشرعية، ووجود دعم شعبي ليبي لتلك القوات»، كما استبعد الخبير في مركز «الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية»، جمال عبدالجواد، تدخل القوات لمواجهة إسرائيل، قائلا لـ«الجريدة»: «قوة إسرائيل العسكرية مازالت أقوى من الجيوش العربية مجتمعة».

تقنين القوة العربية تحدث عنه مساعد وزير الخارجية الأسبق، السفير معصوم مرزوق، الذي أكد أن «تشكيل قوة عربية مشتركة، يحتاج إلى مدة زمنية طويلة، لوضع إطار قانوني وسياسي لعمل تلك القوات، على غرار حلف شمال الأطلسي (ناتو)»، موضحاً لـ»الجريدة» أن «جامعة الدول العربية هي المنوط بها وضع تلك الأُطر القانونية والسياسية، ما يتطلب ضرورة وجود اتفاق سياسي قوي بين قطبي الوطن العربي (مصر والسعودية)».

وفي حين، كان البيان الختامي للقمة العربية قد كلف الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي بالتنسيق مع القاهرة التي ترأس القمة دعوة رؤساء أركان القوات المسلحة في الدول العربية، خلال شهر لدراسة الإجراءات التنفيذية لتأسيس القوات، وعرض نتائج أعمالها خلال ثلاثة شهور في اجتماع خاص لمجلس الدفاع العربي المشترك، أكدت مصادر مطلعة، لـ«الجريدة» أن «إنشاء القوات تحت مظلة الجامعة العربية يستلزم تعديل الميثاق التأسيسي للجامعة لتفعيل دور مجلس السلم والأمن العربي، الذي أقره مجلس الجامعة في مارس 2006 في السودان».