«دلتا» ترحل ضرائب أرباحها على طائرات تغادر لأوروبا دون أن تعود
قالت جنيفر بلوين إن شركة دلتا الأميركية إذا كانت تسعى إلى إبقاء بعض أرباحها خارج الولايات المتحدة، فإن الشيء الأساسي لأي استراتيجية يتمثل في إيجاد طريقة اقتصادية لتحويل طائرات عبر الأطلسي إلى كيان يتخذ من أوروبا مقراً له.
أفضت السنوات الطويلة من الخسائر المالية بالنسبة الى شركات الطيران الأميركية الى جانب واحد مشرق على الأقل: سهولة في التعامل مع ادارة الضريبة المحلية، فحيث لا يوجد دخل، لا توجد ضريبة. والآن، وفي أعقاب موجة من تعضيد الشركات وقوة الطلب من جانب العملاء بدأت هذه الصناعة في تحقيق الأرباح مجددا. وسوف يفضي انهيار أسعار النفط الى تحسين مالي آخر على الرغم من أن ذلك لن ينسحب على كل شركة طيران.وقد دفعت تلك الثروة بعض المستثمرين الى التفكير في يوم في المستقبل القريب الذي تتخلص فيه شركات الطيران الأميركية من مضايقات محصلي الضرائب. وتسمح خسائر التشغيل الصافية من السنوات السيئة لشركات الطيران وغيرها من الشركات بتعويض أعباء الضرائب عبر أرباحها الحالية. وسوف تنهي شركة طيران دلتا، على سبيل المثال، سنة 2014 بـ 12.4 مليار دولار في خسائر سابقة في دفاترها لتعويض مبالغها النقدية للضرائب. ويوجد لدى شركة أميركان حوالي 10.6 مليارات دولار بعد خروجها من الإفلاس واندماجها مع «ي واس ايرويز» قبل سنة، ويقول أحدث تقرير صدر عن «يونايتد» إن هناك بقايا تعويضات ضرائب تبلغ حوالي 11 مليار دولار.
وقد غدت شركات الطيران في الولايات المتحدة مهيأة لتحقيق المليارات في سنة 2015 وما بعدها باستثناء حدوث هزات دراماتيكية تعكس أوقات الانتعاش في السفر. وتتوقع شركة دلتا تحقيق دخل ما قبل الضريبة بأكثر من 5 مليارات دولار في السنة المقبلة، مع تحقيق ملياري دولار عبر أسعار الوقود المنخفضة. وسوف تتحقق كل تلك الأرباح من دون ضرائب على المبالغ النقدية – حتى الآن. وفي ضوء كل الأموال التي سوف تكسبها شركة دلتا فإن من المحتمل أن تصبح أول شركة كبيرة في الولايات المتحدة تواجه فاتورة ضرائب. (وليس لدى ساوث وست التي كانت تحقق ربحاً مستمراً أي خسائر ماضية في دفاترها). وقد أبلغت شركة دلتا المستثمرين في الأسبوع الماضي بأنها تتوقع فاتورة ضرائب نقدية في سنة 2017 لجزء من دخل تلك السنة.وفي الوقت ذاته أشاد الرئيس التنفيذي في شركة دلتا، ريتشارد أندرسون بسؤال صدر عن احد المحللين حول كيفية خفض شركات الطيران لضرائبها في المستقبل مؤكداً سعي شركته لتنفيذ استراتيجية ضريبية واسعة. ويبدو أن من المحتمل قيام المملكة المتحدة وهولندا – حيث تصل ضريبة الشركات الى 21 في المئة و25 في المئة على التوالي – بدور في ذلك الجهد. ويوجد لدى شركات دلتا واير فرانس – كي ال ام والخطوط الجوية الايطالية مشروع مشترك للرحلات عبر الأطلسي يسمح لها بتنسيق وجهاتها وأسعارها. وقد نقل هذا المشروع الذي يتخذ من أمستردام مقراً له 17 مليون مسافر في السنة الماضية وحقق مبيعات بلغت 13 مليار دولار. وتملك شركة دلتا أيضاً حصة تبلغ 49 في المئة من فيرجين أتلانتك ايرويز. وقد شكلت الشركتان مشروعاً مشتركاً لأعمالهما بين الولايات المتحدة ولندن.ويوفر ذلك عنصر مساعدة بالنسبة الى شركة دلتا لخفض ضرائبها الأميركية، ويقول أندرسون إن شركته أدركت الوضع بشكل جيد على الأقل، «لكننا لسنا على استعداد للتحدث حول ذلك الأمر». وأضاف: «عندما يكون لديك مشاريع مشتركة كبيرة تحت الهيمنة الأوروبية وتملك 49 في المئة من شركة طيران في لندن ولديك في الأساس مكتب تجاري كبير في أمستردام للتسعير وادارة الأرباح تصبح أمستردام مكاناً جيداً».وإذا كانت «دلتا» تسعى الى ابقاء البعض من أرباحها خارج الولايات المتحدة فإن الشيء الأساسي لأي استراتيجية يتمثل في ايجاد طريقة اقتصادية لتحويل طائرات عبر الأطلسي الى كيان يتخذ من أوروبا مقراً له – بحسب استاذة المحاسبة في كلية وارتون في جامعة بنسلفانيا، جنيفر بلوين. ويكاد يكون في حكم المؤكد أن تجري شركة دلتا مشاورات مع سلطات الضرائب في الولايات المتحدة حول بنية أي رحلة الى أوروبا.* (بزنس ويك)