بات فيلم «وحدي في البيت» (Home alone) إحدى العلامات البارزة لاحتفالات أعياد الميلاد، ولا أظن أحداً لم يشاهد هذا الفيلم المميز، ولو مرة واحدة، حيث يحمل الكثير من المعاني الجميلة والحميمة بين أفراد الأسرة والمجتمع.

Ad

مناسباتنا الدينية وأعيادنا لها دلالات، فحين نتيقن منها وتثبت لنا شرعاً، فإننا نعلن موعدها ونبدأ الاستعدادات لاستقبالها، فرؤية الهلال تعلن شرعاً بداية شهر رمضان، وكذلك في نهايته تعلن عن يوم عيد الفطر.

وفي طقوسنا الحياتية هناك علامات أخرى باتت تميز قدوم الشهر ورحيله، فأغنية الفنان المرحوم محمد عبدالمطلب التي يقول فيها: "رمضان جانا... أهلاً رمضان" منذ ظهورها باتت علامة مميزة لقدوم الشهر عندما نسمعها عبر الإذاعة أو التلفزيون.

وكذلك أغنية أم كلثوم التي تقول فيها: "يا ليلة العيد أنستينا... وجددتي الأمل فينا"، علامة أخرى على قدوم العيد، ونسمعها بعد الإعلان الشرعي.

غير أننا، كمسلمين، لسنا وحدنا الذين لهم علامات بقدوم الأعياد، فالإخوة المسيحيون لهم مواعيد محددة، تستقبل فيها كل طائفة أعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية، ففي الخامس والعشرين من ديسمبر وما بعده يكون عيد الميلاد عند أغلبيتهم، ويكتمل العيد بتساقط الثلج في تلك الليلة، وهذا فأل حسن يحبه الجميع ويسعدون به.

ومن مظاهره الواضحة أن تبدأ حركة غير عادية في الأسواق قبل الموعد بشهرين تقريباً، وتدب الحركة في كل أوصال الحياة في بلاد الغرب خاصة، كما في بلادنا العربية.

وفي هذه المناسبة، تبدأ الشركات العملاقة حملات إعلانية قوية لتسويق منتجاتها، وتضخ القنوات التلفزيونية مئات الإعلانات، لكل شيء يمكن أن يحتاج إليه الفرد، وهي مناسبة ارتبطت بعرض كل جديد من المنتجات العالمية وخاصة الإلكترونية.

وعلى الجانب الحياتي الآخر، هناك علامات باتت رؤيتها إعلاناً بدخول الأعياد، ومنها ما تعرضه القنوات التلفزيونية من أفلام كلاسيكية ودينية حول حياة السيد المسيح وميلاده، فضلاً عن الأفلام الأسرية التي تتجمع لمشاهدتها العائلات وتتبادل الهدايا، مع أفلام يظهر فيها "سانتا كلوس" الذي يحبه الأطفال لأنه يحمل لهم الهدايا، ويبقيها تحت شجرة الميلاد التي تزين كل بيت.

 غير أن العلامة الكبيرة التي دخلت هذا العالم ومنذ سنوات هي فيلم "وحدي في البيت Home alone "، ولا أظن أحداً لم يشاهد هذا الفيلم المميز، ولو مرة واحدة، والذي يحمل الكثير من المعاني الجميلة والحميمة بين أفراد الأسرة والمجتمع.

الأسرة تقوم برحلة لقضاء أيام الأعياد، ولأن عددها كبير، فقد نسيت أحد الأبناء وهو الأصغر فيهم نائماً في البيت، وبعد وصولهم إلى وجهتهم في العيد يكتشفون أنه ليس بينهم، فنرى الأم والأب في حيرة وقلقل شديدين.

نتعاطف معهم لصعوبة الموقف، ولكن مع تسلسل أحداث الفيلم نرى كيف يتعاون الجميع كي تصل الأم إلى بيتها مع فرقة موسيقية عائدة في يوم ثلج، وذلك بسبب ازدحام الطائرات وعدم توفر كرسي واحد لها، فتجد ابنها الصغير قد قام بالكثير من المهمات التي لم يكن ليقوم بها لولا تعرضه لهذا الموقف.

فقد تربص به لصان يجوبان الطرقات بحثاً عن البيوت الخالية في مثل هذه الأيام ليسرقا منها ما تصل إليه أيديهم، وكان ذكاء الطفل فوق ما نتصور، بمبالغة شديدة، في درسٍ للأطفال بأن المواقف تصنع الحيلة وتحفز على التفكير الإيجابي.

لقطة نهاية الفيلم كانت مميزة، حين تحتضن الأم طفلها وقد تورد وجهها بتعبيرات الحب والفرح بالنهاية السعيدة، لأن طفلها بخير، وهي تتأسف له عن تقصيرها غير المقصود، وينتهي الفيلم بعبارة "Merry Christmas" قبل أن يدخل باقي أفراد الأسرة عائدين من رحلة اكتملت بسعادتهم جميعاً في يوم عيد مجيد.