محمد حبيب لـ الجريدة•: عودة «الإخوان» مرهونة بالمراجعات
قال النائب الأول السابق لمرشد جماعة «الإخوان» محمد حبيب، إن مستقبل الجماعة مظلم، مستبعداً في مقابلة مع «الجريدة» وصول الجماعة إلى البرلمان المقبل.
ورجّح حبيب، الذي أعلن خروجه من الجماعة قبيل وصولها إلى الحكم بأعوام، حصول حزب «النور» السلفي على 10 في المئة من مقاعد البرلمان، واصفاً أداء الرئيس عبدالفتاح السيسي بـ «الجيد». وفي ما يلي نص الحوار:
ورجّح حبيب، الذي أعلن خروجه من الجماعة قبيل وصولها إلى الحكم بأعوام، حصول حزب «النور» السلفي على 10 في المئة من مقاعد البرلمان، واصفاً أداء الرئيس عبدالفتاح السيسي بـ «الجيد». وفي ما يلي نص الحوار:
• كيف ترى مستقبل جماعة «الإخوان»؟- مُظلم وقاتم، فالجماعة تتعرض حالياً إلى أخطر أزمة في تاريخها، تستهدف هذه المرة وجودها، و»الإخوان» منذ توليهم السلطة في يونيو 2012، وهم يخسرون، إلا أن خسارتهم باتت مضاعفة منذ أحداث 30 يونيو، كونهم لا يدركون أن معركتهم تلك المرة لم تعد مع السلطة، بل تحولت إلى معركة مع الشعب، الذي يزداد كل يوم كراهية لهم، ومع ذلك يستمرون في خداع أنفسهم أن بإمكانهم تجاوز تلك الأزمة.
• وما سبيل الجماعة لتفادي ذلك المصير؟- لابد من تنحية الجيل الحالي من القيادات بأكمله، وتصعيد جيل آخر قادر على تبني فكر أكثر مرونة، يؤمن بمفهوم الدولة الوطنية، ويقبل الآخر، فضلاً عن البعد عن أسلمة القضية، وتصويرها على أنها معركة هوية ودفاع عن الشريعة، ما يعني تقديم مراجعات فكرية، لكن وبكل صراحة لا توجد مؤشرات تبعث على احتمال تصعيد جيل يتبنى تلك المواقف، ما يزيد من تعقيد الأمور، وتصبح الضبابية هي المصير المحتوم للجماعة، خصوصاً مع بدء الغرب تغيير وجهة نظره في الأحداث التي وقعت في مصر، فضلاً عن خسارتهم الحليف القطري، بعد إجراءات المصالحة بين «القاهرة والدوحة».• وهل لدى الجماعة فرصة الوصول إلى البرلمان المقبل؟- مُحال، لسببين رئيسيين، أولهما عدم سماح السلطة القائمة حالياً لهم بذلك، إلى جانب ضعف الإمكانيات المادية للجماعة بعد مُصادرة أموالهم، وعلى الرغم من كون التيار السلفي المتمثل في حزب «النور»، يتحرك بخطى ثابتة، ويكسب يومياً أرضاً جديدة، إلا أنه لن يستطيع أن يحل محل «الإخوان»، على المستويين الخدمي والسياسي، كون الجماعة اكتسبت خبرة عريضة، على مدار 80 عاماً، وعلى أي حال أتوقع حصول حزب «النور» على 10 في المئة، من مقاعد البرلمان. • كيف تقيم أداء الرئيس عبدالفتاح السيسي؟- ألمس تماماً حرصه على سرعة تنفيذ خارطة الطريق، والانتهاء من الاستحقاق النيابي، فضلاً عن مساعيه المستمرة لإنعاش الأوضاع الاقتصادية، ما ظهر في حرصه على اتخاذ جميع الإجراءات التي تساعد على نجاح المؤتمر الاقتصادي المقرر عقده في مارس المقبل، فضلاً عن حرصه على تدشين مشروعات قومية ضخمة، بينها الشق الثاني لقناة السويس، كما أن زيارة الرئيس لمقر الكنيسة الأرثوذكسية ودار القضاء العالي، أحدثت بلا شك نقلة نوعية في العلاقة مع تلك المؤسسات.• ماذا عن دعوة السيسي إلى تطوير الخطاب الديني؟- دعوة في محلها، تؤدي إلى تجفيف الفكر المتطرف، الذي يُنتج الجماعات الإرهابية، كما ستساعد على حماية العقول من التطرف، وهجوم عناصر جماعة «الإخوان» على دعوة السيسي، «تصرف بائس» يظهر فقرهم.• كيف ترى حادث الاعتداء على صحيفة «شارلي إيبدو» الفرنسية؟- هجوم لا يمكن فصله عن تنامي ظهور الجماعات المتطرفة حول العالم، وهو حادث بمنزلة انقلاب السحر على الساحر، فالحكومات الغربية قدمت العديد من الخدمات للحركات الأصولية، علاوة على وقوفها ضد مساعي البلاد العربية لمكافحة الإرهاب.