بريطانيا: «قاعدة سورية» تخطّط لهجمات واسعة النطاق

نشر في 10-01-2015 | 00:04
آخر تحديث 10-01-2015 | 00:04
No Image Caption
●اجتماع وزاري أميركي أوروبي ● قمة أوروبية لمكافحة الإرهاب ●« النصرة» تهاجم نبّل والزهراء
وسط تصاعد التوتر في أوروبا، التي رفعت معظم دولها أقصى درجات التأهب بعد هجوم فرنسا الدامي، كشفت بريطانيا عن مخطط لاعتداءات واسعة النطاق في الغرب تعمل عليه عناصر تابعة لتنظيم القاعدة في سورية، حيث تمكّن فرعه الرسمي للمرة الأولى من دخول قريتين شيعيتين لعدة ساعات.

حذَّر رئيس جهاز الاستخبارات الداخلية البريطاني «إم آي 5» أمس الأول، من مغبة تخطيط مجموعة إسلامية متطرفة موجودة في سورية لشن «اعتداءات واسعة النطاق» في الغرب، وأن الاستخبارات، قد تكون عاجزة عن وقفها.

وقال آندرو باركر، أمام صحافيين في لندن غداة الاعتداء الذي استهدف صحيفة «شارلي إيبدو» الساخرة في باريس وأوقع 12 قتيلاً: «نعلم أن مجموعة من إرهابيي القاعدة في سورية تخطط لاعتداءات على نطاق واسع ضد الغرب».

وأضاف:»نبذل قصارى جهودنا مع شركائنا لكننا نعلم أن ليس بوسعنا الأمل بوقف كل شيء».

وأوضح أن المقاتلين العائدين إلى الغرب بعد القتال في سورية، يمكن أن يحملوا معهم «عقيدة ملتوية» قد تقودهم الى تنفيذ اعتداءات على معالم شهيرة في دولهم.

«داعش» و«النصرة»

ومع ان تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) يشكل التهديد الأبرز، إلا أن المقاتلين المنضوين تحت لواء القاعدة يشكلون خطراً أيضاً، وفق باركر الذي قال: «لا نزال نواجه مؤامرات أكثر تعقيداً تتبع نهج القاعدة ومن يقلّده، وهي محاولات للتسبب بخسائر بشرية كبيرة غالباً من خلال التعرض لوسائل النقل أو أهداف رمزية».

وكان المدير الحالي للاستخبارات الداخلية، صرح في وقت سابق بأن الاعتداء على شارلي إيبدو «تذكير رهيب» بالتهديد الذي تواجهه الدول الغربية، كاشفا أن وكالته ساهمت في لإحباط ثلاث مخططات إرهابية «في الأشهر الأخيرة وحدها».

ودعا باركر إلى منح سلطات اوسع من أجل تحديد هوية ومراقبة المشتبه بهم وذلك بعد الانتقادات التي واجهتها أجهزة الاستخبارات حول مدى التنصت الذي تمارسه وكشفته تسريبات إدوراد سنودن، مشدداً على أن همه «الأكبر كمدير عام لـ أم.آي 5 الفجوة المتزايدة بين التحديات التي يمثلها هذا الخطر المتصاعد وتراجع القدرات المتاحة للتعامل معه».

اجتماع أمني

وفي فرنسا، يشارك وزراء داخلية أوروبيون ووزير العدل الأميركي إريك هولدر في باريس غداً، في اجتماع حول الإرهاب بناء على دعوة وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف الذي أكد أن حضور هذا الاجتماع «فرصة لإعلان تضامنهم مع فرنسا ورفضهم للإرهاب وكذلك لتبادل المعلومات معنا حول هذا التحدي المشترك الذي نواجهه مع الإرهابيين والذي لن يحل إلا بالتعاون في أوروبا وخارج حدودها».

وذكر كازنوف، أنه دعا الى هذا الاجتماع، نظراءه من «الدول الأوروبية المعنية الأكثر بالإرهاب» والمفوض الأوروبي للشؤون الداخلية ديميتري أفراموبولوس والمنسق الأوروبي لمكافحة الإرهاب جيل دو كرشوف ووزير العدل الأميركي ووزير الأمن الداخلي جيه جونسون. وأعلن رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر أمس الأول، في ريغا، عزمه اقتراح برنامج جديد لمكافحة الإرهاب على الدول الأعضاء. وقال يونكر خلال مؤتمر صحافي: «سنقدم برنامجاً جديدا لمكافحة الإرهاب في الأسابيع المقبلة» مضيفا أنه «من المبكر جداً إعلان التفاصيل، لكننا سندرس عدة مسارات».

قمة أوروبية

وفي بروكسل، أعلن رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك أمس، أن القمة اللأوروبية المرتقبة في 12 فبراير المقبل ستخصص لمكافحة الإرهاب.

 وقال توسط، في ختام لقاء مع رئيسة وزراء لاتفيا لايمدوتا سترويوما في ريغا «لقد تحدثت مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس الأول، وأنوي تخصيص اجتماع رؤساء الدول والحكومات في 12 فبراير المقبل لبحث كيفية مواجهة الاتحاد الأوروبي تحديات» مكافحة الإرهاب. وذكر أن «الإرهاب ضرب أوروبا» بعد يومين على الهجوم «الهمجي» ضد الصحيفة الفرنسية الساخرة الذي أوقع 12 قتيلاً، مشيراً إلى أن «الاتحاد الاوروبي، لايمكنه القيام بكل شيء لكن يمكنه أن يساهم في تعزيز أمننا».

خطة أوباما

وفي واشنطن، دعا رئيس مجلس النواب جون بينر الرئيس باراك أوباما أمس الأول إلى أن يرسل إلى الكونغرس وبسرعة خطة حكومته لاستخدام القوة العسكرية ضد «داعش».

وقال بينر -وهو جمهوري- إن المشرعين الجمهوريين سيعملون مع البيت الأبيض من أجل الموافقة على تفويض إذا أرسل طلبا للكونجرس وطلب من الرئيس أن يفعل ذلك بسرعة مع انعقاد الكونجرس الجديد الذي يسيطر الجمهوريون على مجلسيه.

هجوم «النصرة»

وفي سورية، تمكنت جبهة النصرة، الفرع السوري لتنظيم القاعدة، مساء أمس الأول من دخول بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين في محافظة حلب، للمرة الاولى منذ بداية الازمة السورية قبل نحو اربعة اعوام.  وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، فإن قوات الدفاع الوطني تمكنت من صد الهجوم الذي قتل خلاله تسعة من المسلحين الموالين للنظام وخمسة من جبهة النصرة التي استخدمت أربع دبابات في هجومها». وأوضح المرصد أن هذه هي المرة الاولى التي تتمكن فيها جبهة النصرة من دخول البلدتين الشيعيتين منذ بداية الازمة السورية منتصف مارس 2011.

(دمشق، لندن- أ ف ب،

رويترز، د ب أ)

back to top