واصل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أمس جولته الأوروبية بزيارة دولة المجر محطته الثانية بعد ألمانيا، في حين تبدأ نقابة المحامين اليوم إضراباً عاماً يشلّ محاكم الجمهورية اعتراضاً على ممارسات الشرطة وتجاوزاتها المتصاعدة.

Ad

اتفق الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ورئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان أمس في العاصمة المجرية بودابست على تعزيز التعاون بين البلدين، لاسيما في الملف الاقتصادي ومكافحة الإرهاب.

وبدأ الرئيس المصري زيارة رسمية لدولة المجر أمس في ختام جولة أوروبية شملت ألمانيا، وعقد السيسي جلسة مباحثات مع رئيس الحكومة المجري، وقالت الرئاسة المصرية في بيان لها أمس، إن جلسة المباحثات الثنائية أعقبها جلسة موسعة شارك فيها الوفد المصري، أعقبها عقد مؤتمر صحافي مشترك.

وتستمر زيارة السيسي للمجر حتى اليوم السبت، وتعتزم جامعة «كورفينوس» المجرية في بودابست منح السيسي الدكتوراه الفخرية.

وفيما يتعلق بالانتقادات التي توجهها بعض دول غرب أوروبا إلى العملية الديمقراطية في مصر، قال أوربان: «لسنا معلمين للديمقراطية»، مضيفا أن مصر عليها أن تجد طريقها بنفسها.

وقال أوربان: «مصر دولة خاصة، وبدونها لن يكون هناك استقرار في المنطقة العربية».

اتفاقات

وشهد الرئيس المصري ورئيس الحكومة المجري، مراسم توقيع مذكرة تفاهم لتوريد 700 عربة قطار من المجر لمصر، فضلا عن توقيع مذكرة تفاهم بين وزارتي الداخلية في مصر والمجر حول التعاون المشترك بينهما، كما افتتح السيسي منتدى الأعمال المصري المجري المشترك، واستعرض في كلمة له نماذج ناجحة للتعاون بين البلدين وبحث إمكان التعاون في المشروعات ذات الأولوية في قطاعات مختلفة.

الجالية المصرية

من جهة أخرى، أعلن السيسي اعتزامه تأسيس وزارتين جديدتين، الأولى تختص برعاية المصريين في الخارج، وتختص الثانية بدعم وتنشيط المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وأضاف خلال لقائه بممثلي الجالية المصرية في ختام زيارته لألمانيا أمس الأول، أنه كانت هناك فكرة لتأسيس كيان لتقديم الدعم الفني والمالي للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، غير أن الرأي استقر على تأسيس وزارة مستقلة بدلا من هذا الكيان. وشدد السيسي على أن المصريين بالخارج باتوا في حاجة ماسة إلى وزارة ترعى شؤونهم وتقدم كامل الدعم لهم وتربطهم بوطنهم الأم.

في السياق، علمت «الجريدة» أن الحكومة المصرية تتجه إلى إصدار مشروع قانون متكامل بشأن تنظيم الهجرة ورعاية المصريين بالخارج، والذي أرسلته وزيرة القوى العاملة والهجرة، ناهد عشري، إلى اللجنة العليا للإصلاح التشريعي لمراجعته قبل إقراره. وقال مصدر مطلع باللجنة العليا للإصلاح التشريعي، إن القانون يتكون من 23 مادة، تتضمن استحداث مجلس قومي لتنظيم شؤون الهجرة، ومجلس آخر للمصريين بالخارج، والنص على عقوبات رادعة لكل من يخالف التنظيم القانوني للهجرة، ولم يستبعد المصدر أن يتم إجراء تعديل على مشروع القانون خلال مناقشته الأسبوع المقبل، لضم المجلسين إلى الحقيبة الوزارية التي أعلن الرئيس السيسي عن اعتزامه استحداثها.

إضراب

إلى ذلك، تبدأ نقابة المحامين المصرية اليوم إضرابها العام على مستوى محاكم الجمهورية، بعد أن أصدرت بيانا الأربعاء الماضي، قالت فيه إن الإضراب العام ليوم واحد فقط يأتي احتجاجا على تكرار اعتداءات الشرطة على المحامين في وقائع منفصلة، كان آخرها ضرب المحامي عماد فهمي بالحذاء من قبل رجل شرطة الأسبوع الماضي، وقال أحد المنظمين للإضراب، المحامي محمد مختار، لـ»الجريدة» إن «المحامين يتعرضون لانتهاكات وتعامل سيئ من قبل قوات الشرطة، وهو أمر لا يمكن السكوت عليه».

استهداف

على صعيد منفصل، وفي حين فضت قوات الأمن تظاهرات محدودة لأنصار جماعة «الإخوان» في منطقة العمرانية بمحافظة الجيزة، أصيب ضابط شرطة في انفجار عبوة بدائية الصنع وضعت تحت سيارته في حلوان جنوب القاهرة أمس.

استنفار

في المقابل، كشف مصدر أمني مصري لـ»الجريدة» عن إعلان حالة الاستنفار لدى جميع الأجهزة الأمنية خلال شهر يونيو الجاري، تحسبا لأي أعمال إرهابية من جماعة «الإخوان» والجماعات التكفيرية المسلحة، مع انطلاق موسم امتحانات الثانوية العامة اليوم، فضلا عن استضافة مدينة شرم الشيخ لاجتماعات قمة التكتلات الاقتصادية الثلاثة في «سادك» و»الكوميسا» و»تجمع دول شرق إفريقيا» بمشاركة قادة وممثلي 26 دولة غداً.

وأكد المصدر أن حالة الاستنفار وتكثيف الوجود الأمني، ستزداد مع حلول الذكرى الأولى لتنصيب السيسي رئيسا للبلاد بعد غد الاثنين، فضلا عن استمرار حالة الاستعداد الأمني حتى نهاية الشهر مع حلول الذكرى الثانية لثورة «30 يونيو»، وأشار المصدر إلى أن توجيهات صدرت بضرورة اليقظة التامة، والعمل سريعا لوأد أي محاولة لزعزعة الأمن والاستقرار في الشارع المصري.

البنك الدولي

وبينما تسعى الحكومة لجذب استثمارات أجنبية لإقالة عثرة الاقتصاد المصري، يبدأ رئيس البنك الدولي جيم يونج كيم زيارة لمصر الثلاثاء المقبل مدة 3 أيام، يجري خلالها مباحثات رسمية مع رئيس الحكومة إبراهيم محلب، وعدد من الوزراء في المجموعة الاقتصادية، تتناول الأوضاع الاقتصادية والاتفاق على تمويل البنك لاستثمارات جديدة في مصر، لاسيما في مجال الطاقة لسد احتياجات مصر من الكهرباء، فضلاً عن مشروعات تنموية في المناطق الأكثر فقرا في عدد من المحافظات، وقال مصدر مصري، إن رئيس البنك الدولي سيشارك خلال زيارته في اجتماعات قمة التكتلات الاقتصادية الثلاثة في إفريقيا في شرم الشيخ.