يوضح الشاعر الغنائي ملاك عادل أن ثمة أنواعاً مختلفة من الكلمات تتعدد مستوياتها من ناحية الجودة باختلاف المؤلف، وبالتالي يرتبط التراجع في مستوى كلمات الأغاني، بمدى حرص المطربين على اختيار الشعراء والتدقيق في أكثرهم تميزاً.
يضيف أن الحرص على إصدار ألبوم غنائي في أفضل صورة ممكنة من ناحية الكلمات والألحان والتوزيع يتطلب صبراً، مؤكداً أن رغم ازدياد الأغاني غير اللائقة، إلا أنه على يقين بأن الجمهور قادر على التمييز بين عمل غنائي بذل فيه مزيد من الجهد وكتبه شاعر بكل ما يملك من أحاسيس ومشاعر، وبين أعمال سهلة وسطحية، داعياً إلى عدم الاستسلام للإحباط وتكرار المستوى الهابط، لأن أبناء الوسط الغنائي هم من يصنعون الفارق ويغيرون الواقع الذي يرونه غير جيد.دور الجمهورلا يمكن إنكار أن ثمة أعمالاً يمكن وصفها بالهابطة، برأي جنات، إلا أن ذلك يحدث في أكثر الفترات الفنية ازدهاراً، ويمكن مواجهته بتقديم نموذج أفضل وإثراء الساحة الفنية بمزيد من الكلمات المميزة.تطالب جنات الجمهور بضرورة أن يؤدي دوره عبر دعم المواهب المميزة، بالتشجيع ثم الإقبال على شراء ألبومات هي ثمرة جهد، وعدم الانسياق وراء النسخ المقرصنة إلكترونياً والتي تؤدي، بدورها، إلى عدم اجتهاد البعض في البحث عن كلمات لائقة، بل الاستعانة بأنصاف الموهوبين الذين يتنازلون عن كلماتهم بمبالغ زهيدة لأنهم لم يبذلوا جهداً في تأليفها، فيتجه المطرب أو المنتج إلى إخراج الألبوم بأقل التكاليف، لعلمه بأنه ستتم قرصنته، ما يشكل خطراً على الصناعة ككل، مشيرة إلى أن «المنظومة الغنائية يمكن أن تنهض وتتطور شرط بذل جهد يتناسب مع ما نطمح إليه من تقديم أغان ذات محتوى متميز، سواء من ناحية الكلمات أو الألحان أو الغناء».بدوره يوضح الشاعر الغنائي هاني عبد الكريم أن «البضاعة الثمينة» هي الكلمات التي يمكن تمييزها، بغض النظر عما يقوم به المدعون الذين يصنفون أنفسهم بشعراء، ويكتبون كلاماً سطحياً ومشاعر مكررة، لافتاً إلى أن على الشعراء الجادين عدم الاستسهال والتمسك بقيمهم وموهبتهم، وأن يكونوا على ثقة بأن القيمة الحقيقية لعملهم ستبقى وتستمر، وسيجدون الفنان الذي يبحث عن التميز وينقل كلماتهم بإحساسه.يضيف: «تحتاج الكلمات العميقة إلى بعض الوقت للالتفات إليها، معترفاً أن ثمة أعمالاً هابطة تأخذ مساحة في الوسط الفني، لكنها سرعان ما تختفي، مدللاً على ذلك بتعاونه مع فنانين كبار مثل عمرو دياب وصابر الرباعي وشيرين وآمال ماهر وغيرهم ممن يهتمون ويدققون في المبدعين الذين يتعاونون معهم، ما يفسر استمرار أغنياتهم سنوات طويلة، عكس الكلمات السطحية التي يلجأ إليها البعض وسرعان ما تنسى».بحث عن الإبداعيعتبر النجم حمادة هلال أن مستوى الكلمات في الساحة الفنية مرضي إلى حد كبير ويمكن اعتباره متميزاً، بدليل أن نجوم الغناء في مصر هم الأكثر جماهيرية ويحققون أفضل مبيعات، لاهتمامهم بالبحث عن كلمات مميزة، وبالتالي يستطيعون الارتقاء بمستوى الأغاني ككل والتأثير فيها للأفضل.يضيف: «لا يوجد نجاح من دون تعب وبحث وشقاء، وبالتالي جودة الكلمات وتميز الألحان وتصوير الكليب... كلها منظومة تتحكم بها ضرورة التعامل الجاد والتمسك بالجيد وعدم الاستسهال، وسينعكس ذلك على المستويات كافة».يلفت إلى أن الإصرار على تقديم مستوى متميز في الأغاني، يحفز على البقاء والاستمرار للأغنية والمطرب على السواء، ورغم ما يتسبب ذلك من تأخير في ظهور أغانٍ خاصة بالمطرب الباحث عن كلمات مميزة، إلا أن ذلك سيكون أفضل من تقديم أعمال سهلة، مؤكداً أنه على يقين بوجود مبدعين في مصر يرتقون بالمستوى الفني ليس في بلادهم وحدها ولكن في الدول العربية، وكل ما يحتاجون إليه التشجيع وطرد من لا يمتلكون موهبة.
توابل - مزاج
التدقيق وعدم الاستسهال
18-10-2014