اليمن: الإمارات وتركيا تغلقان سفارتيهما و«الخليجي» يجتمع

نشر في 15-02-2015 | 00:07
آخر تحديث 15-02-2015 | 00:07
• مقتل 35 في البيضاء
• الحوثيون يقمعون تظاهرة في إب
• الصماد يعرض التعاون مع واشنطن والرياض
قتل 35 يمنياً في مواجهات بين الحوثيين وقبائل سنية تقاتل إلى جانب تنظيم «القاعدة» أمس، وفي وقت باتت الجماعة الحوثية التي سيطرت على الحكم بقوة السلاح تعاني عزلة دولية وإقليمية أعلنت الإمارات إغلاق سفارتها في صنعاء، فيما ناقش مجلس التعاون الأزمة اليمنية في اجتماع طارئ عقده بالرياض أمس.

في وقت تزداد فيه مخاوف من انزلاق اليمن في أتون حرب أهلية، قتل أمس 35 شخصاً في اشتباكات بين الحوثيين ورجال قبائل سنية يقاتلون مع مسلحي تنظيم "القاعدة" في محافظة البيضاء.

وقال مسؤولون أمنيون ومصادر قبلية لـ"رويترز" إن "اشتباكات عنيفة اندلعت في المحافظة الجبلية الجنوبية، وأسفرت عن مقتل 26 من المقاتلين الحوثيين و10 من رجال القبائل والمتشددين".

وأفادت مصادر قبلية بوقوع العشرات من الحوثيين في الأسر خلال المواجهات التي استخدمت فيها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة.

الإمارات تغلق

إلى ذلك، أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة أمس، تعليق أعمال سفارتها في العاصمة اليمنية صنعاء وإجلاء جميع دبلوماسييها، ما يزيد من العزلة الدبلوماسية التي يعانيها اليمن بسبب «الانقلاب الحوثي».

وقالت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان، إن «القرار يأتي في ظل التدهور السياسي والأمني المطرد الذي يشهده اليمن والأحداث المؤسفة عقب تقويض الحوثيين للسلطة الشرعية في البلاد»، موضحة أن الخطوة جاءت بعد تقويض الحوثيين للمسار السياسي القائم على المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار اليمني وهو المسار المدعوم دولياً من مجلس الأمن.

وجاءت خطوة الإمارات بعد يوم من إعلان السعودية وألمانيا وإيطاليا تعليق عمل سفاراتها وإجلاء دبلوماسييها بسبب «تدهور الأوضاع الأمنية والسياسية في صنعاء» على غرار ما فعلته بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة، وأعلنت تركيا إغلاق سفارتها.

الخليجي يجتمع

في غضون ذلك، عقد وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي اجتماعاً استثنائياً في الرياض، أمس، لمناقشة الأزمة في اليمن بعد استيلاء المليشيات الحوثية على السلطة.

وجدد الاجتماع رفض دول المجلس الاعتراف بـ"الإعلان الدستوري" الصادر عن الجماعة الحوثية الذي يقضي بحل البرلمان اليمني وتشكيل مجلس رئاسي لحكم البلاد، كما ناقش الوزراء قرارات بفرض عقوبات على الحوثيين.

وأكدت مصادر مطلعة في الرياض أن الوزراء اطلعوا على نتائج تقرير أمني خاص، عما آلت إليه الأوضاع في اليمن بعد الانقلاب الحوثي والآثار المترتبة على فراغ السلطة، ومن بين ذلك تنامي نشاط الجماعات الإرهابية التي تتخذ من الأراضي اليمنية مقراً لها.

مجلس الأمن

في السياق، يعقد مجلس الأمن جلسة استثنائية يبحث خلالها مشروع قرار أردني -  بريطاني بشأن الأزمة في اليمن.

وكان المجلس الدولي الذي يضم في عضويته 15 دولة أنهى جلسته الخاصة باليمن دون التوصل إلى اتفاق، بعد رفض روسيا إصدار بيان يحمّل الحوثيين مسؤولية الأحداث.

وفشلت كل الجهود التي تقودها الأمم المتحدة في إخراج اليمن من أزمته السياسية والأمنية، وسط تمسك الحوثيين بـ"الإعلان الدستوري" الذي أصدروه في 6 فبراير وحلوا بموجبه البرلمان.

كما شكّلوا لجنة أمنية لإدارة شؤون البلاد بانتظار تشكيل مجلس رئاسي، بموجب الإعلان الذي وصفته دول مجلس التعاون الخليجي بأنه "انقلاب"، عقب استقالة الرئيس عبد ربه منصور هادي والحكومة.

الصماد

في سياق منفصل، قال رئيس المجلس السياسي لحركة "أنصار الله" الحوثية صالح على الصماد الرجل الثاني في جماعة الحوثي، في أول مقابلة له مع صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية منذ انهيار الحكومة اليمنية، إن جماعته حريصة على تقاسم السلطة مع منافسيها، والتواصل مع حلفاء اليمن التقليديين بما في ذلك الولايات المتحدة والسعودية.

احتجاجات وقمع

في هذه الأثناء، شهدت صنعاء مسيرة حاشدة مناوئة للحوثيين، ومطالبة برحيل المليشيات المسلحة من العاصمة وإسقاط "الانقلاب المسلح"، ومحملة الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح وقيادة جماعة الحوثي ما يحدث في البلاد من أزمات تنذر بقرب الانهيار.

ورفعت المسيرة شعارات مناوئة للحوثيين، ولـ"عفاش" (في إشارة إلى الرئيس الأسبق).

من جهة ثانية، اعتدت الميليشيات الحوثية بالرصاص الحي على مسيرة مناوئة لها شارك فيها الآلاف من أبناء محافظة إب، ما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى في صفوف المتظاهرين، فيما أحرق المتظاهرون سيارة تابعة للميليشيات الحوثية.

استعدادات

من جهة أخرى، خيّمت نذر الحرب على الشارع اليمني بوجه عام، وبات الكل يستعد لمواجهة حرب أهلية سواء كانت شاملة أم محدودة.

القبائل تستعد عبر التجهيزات العسكرية لمقاومة المسلحين الحوثيين الذين يصرون على التمدد جنوباً، فيما المواطنون العاديون يستعدون عبر تخزين أكبر قدر ممكن من المواد الغذائية.

البنوك والمصارف الأهلية بدأت تواجه أزمة نقدية إثر فقدانها العملات الصعبة مع الاقبال المتزايد للمودعين على سحبها من أرصدتهم وحساباتهم في البنوك مع الشائعات القوية التي تهيمن على السوق اليمني بالانهيار الاقتصادي الوشيك.

(صنعاء، أبوظبي ــ أ ف ب،د ب أ، رويترز)

back to top