نهض جواد من النوم كما هي العادة في أيام ما بعد المخيمات، في الثامنة صباحاً، وإذا بهاتفه النقال يزخر بالأرقام الفائتة، وأغلبها من زبائن قدامى.
«سلام يا جواد تكفى الحقنا، نبي العربية والجزيرة... تردداتهما تغيرت» ورد عليه جواد «العامل الباكستاني المتخصص في برمجة القنوات الفضائية وتركيب الصحون اللاقطة لتردداتها»، حاضر يا بوعبدالله، قالها جواد وهو ينظر إلى هاتفه ليرى المتصل على قائمة الانتظار.يقول جواد لـ«الجريدة»: «منذ زمن لم يعد الزبائن يحرصون على القنوات الإخبارية، وكان الجميع يحرص على تلك التي تبث الأفلام العربية والأجنبية والرياضية... والبعض على قنوات الأغاني والطرب».ويضيف «منذ الصباح، وأنا مشغول بالرد على الاتصالات التي في مجملها كانت من رجال تجاوزت أعمارهم الخمسين، واضطررت إلى الاستعانة بصديق لي لتلبية أكبر قدر من الزبائن».بدوره، يؤكد بوعبدالله أن «عاصفة الحزم» فرضت نفسها على الأخبار، وكانت مثل القطرة السماوية التي هبطت على قلوب عطشى وصحراء قاحلة «ملينا من الحروب والمشاكل التي كانت ومازالت تحفنا من اليمين والشمال، والتي لجارتنا على الضفة الأخرى من الخليج دور محوري في إثارتها، وتأليب فئة على أخرى».ويضيف «واتجهنا إلى متابعة الفضائيات التي تنسينا واقعنا التعيس والمليء بالدم... وللأسف من وريدنا العربي».وبعد صلاة الفجر، يشير بوعبدالله «فتحت تلفوني وإذا بأخبار على «تويتر» تفيد ببدء عملية تحرير اليمن من الحوثيين».وهرع إلى التلفاز باحثاً عن الأخبار الحية والتطورات وليدة اللحظة، إلا أنه صُدم عندما اكتشف أن «العربية» و«الجزيرة» غير «موجودتين» على قائمة القنوات، وعندها التفت إلى هاتفه وبحث عن رقم جواد صاح «جواد الحقنا الخليج صحا من غفوته وسيعيد إلى اليمن سعادته».
أخر كلام
اليمن يعيد إلى «الفضائيات» زبائنها
27-03-2015