الحوثيون يوسعون رقعة انتشارهم من الجبال النائية إلى صنعاء

نشر في 22-09-2014 | 12:32
آخر تحديث 22-09-2014 | 12:32
No Image Caption
عزز الحوثيون الشيعة مواقعهم بتوسيع رقعة انتشارهم العسكري من جبالهم النائية في شمال غرب اليمن باتجاه صنعاء حيث سيطروا على معظم المنشآت السياسية والعسكرية قبل توقيع اتفاق للسلام كمجموعة مسلحة قوية تمثل ظاهرة تتداخل فيها عوامل طائفية وقبلية وسياسية وتاريخية.

ويطلق على هؤلاء المتمردين الذين ينتمون إلى المذهب الزيدي الشيعي القريب فقهياً من السنة، والمتهمين بالتقارب عقائدياً مع المذهب الشيعي الأثني عشري، اسم الحوثيين تيمناً بزعيمهم الروحي الراحل بدر الدين الحوثي ونجله حسين الحوثي الذي قتلته القوات اليمنية في 2004.

ويتخذ الحوثيون حالياً بشكل رسمي اسم "أنصار الله" إلا أن الكيان السياسي الأول الذي أسسوه كان حركة الشباب المؤمن الذي ظهر عام 1992 كتجمع سياسي مندد بـ "التهميش" الذي يعاني منه سكان شمال غرب اليمن، معقل الزيديين الذي يشكلون نسبة ثلث السكان في اليمن تقريباً.

وخاض الحوثيون بين 2004 و2010 ست حروب مع صنعاء خصوصاً في معقلهم الجبلي في صعدة، كما خاضوا حرباً مع السعودية بين 2009 ومطلع 2010 في أعقاب توغلهم في أراضي المملكة.

وتعيد الظاهرة الحوثية أشباح ماضي الإمامة الزيدية مع تأكيد آل الحوثي انتمائهم إلى آل البيت وانتسابهم إلى إرث أئمة الممالك الزيدية التي حكمت شمال اليمن طوال ألف عام تقريباً.

واستمر حكم الإئمة في شمال اليمن حتى 1962 حين أطاحت بالإمام البدر ثورة تهيمن عليها شخصيات سنية واستمر الصراع في السبعينات بين أنصار الزيدية والجمهوريين السنة.

لكن الزيدي علي عبدالله صالح حكم اليمن اعتباراً من العام 1978 وأقام الوحدة مع دولة اليمن الجنوبي الاشتراكية، ثم قمع في 1994 محاولة قادها جنوبيون للانفصال مجدداً، كما خاص ست حروب مع الحوثيين، لا سيما من خلال حلفائه في تجمع حاشد القبلي وزعمائه آل الأحمر.

ورغم الطابع الطائفي لحركتهم، يقيم الحوثيون شبكة علاقات تتخطى الإطار الزيدي الشيعي، بنسجهم تحالفات مع قبائل زيدية وسنية معادية لتكتل حاشد القبلي النافذ وخصومهم الأبرز آل الأحمر.

وتمكن الحوثيون من اغتنام النقمة التاريخية على نفوذ آل الأحمر ضمن حاشد وفي شمال اليمن، مع العلم أن حاشد طالما اعتبرت الدعامة الأقوى للحكم في صنعاء.

وسيطر الحوثيون في 2014 على معاقل آل الأحمر في محافظة عمران بشمال اليمن.

كما استطاعوا أن يحدثوا تغييراً في صورتهم مع مشاركتهم بشكل فعّال في الانتفاضة الشعبية ضد نظام صالح في 2011، وعبر رفع لواء مناهضة سيطرة تكتل حاشد على الحياة السياسية.

ويتعرض الحوثيون لاتهامات بالانصياع إلى سياسة ايران وتلقي الدعم من طهران، لا سيما من جانب الرئيس عبد ربه منصور هادي، لكنهم ينفون ذلك.

ويتخذ الحوثيون من العداء للولايات المتحدة واسرائيل و"اليهود" عنواناً لشعاراتهم السياسية، كما تهيمن القضية الفلسطينية على خطابات زعيمهم الشاب عبدالملك الحوثي، ويبدو جلياً تأثر الحوثيين بأسلوب حزب الله اللبناني في التواصل الإعلامي والشعبي.

ويقول المحلل سامي دورليان "منذ سنوات، تقارب الحوثيون مع ايران تنظيمياً وايديولوجياً وسياسياً واعلامياً وباتوا أقرب من الشيعية الرائجة، فعلى سبيل المثال، باتوا يحتفلون بعاشوراء بشكل أوسع، ويؤكدون علناً الآن دعمهم لمشاركة حزب الله في المعارك إلى جانب النظام السوري".

ومنذ مشاركتهم في الحوار الوطني الذي أعقب انتقال السلطة في 2012، زادت الشبهات حول سعي الحوثيين إلى فرض سيطرتهم على شمال اليمن استباقاً لتحويل البلاد إلى دولة اتحادية حيث يمكن أن يحظون باقليم مع منفذ على البحر الأحمر.

back to top