تحديث 1

Ad

لا يزال المسلحون الحوثيون منتشرون بشكل كثيف في صنعاء الخميس وذلك بعد عدة ساعات على التوصل إلى اتفاق مع الرئيس ينص على انسحابهم من مرافق أساسية في العاصمة التي شهدت معارك دامية.

وأفاد مراسل لوكالة فرانس برس أن المتاجر فتحت أبوابها لكن السكان لا يزالون حذرين والتوتر ملحوظ في العديد من الأحياء، وفي الشمال، تظاهر مئات الأشخاص أمام جامعة صنعاء تحت شعار "لا للانقلابات".

وعزز الحوثيون أنصار الله الذين اقتحموا العاصمة في سبتمبر انتشارهم هذا الأسبوع من خلال السيطرة على مواقع أساسية وتشديد الطوق على الرئيس عبد ربه هادي منصور بعد معارك مع القوات الحكومية أوقعت 35 قتيلاً و94 جريحاً.

وتعهد الحوثيون بموجب الاتفاق المؤلف من تسع نقاط والذي أعلن عنه في وقت متأخر الأربعاء بالانسحاب من القصر الرئاسي الذي سيطروا عليه الثلاثاء في جنوب صنعاء، بالإضافة إلى "كل المواقع المطلعة على المقر الرئاسية" في الغرب، بحسب وكالة سبأ.

كما تعهدوا بالانسحاب من قطاع مقر رئيس الوزراء خالد البحاح في وسط المدينة وخصوصاً باطلاق سراح مدير مكتب الرئيس أحمد عوض بن مبارك الذي يحتجزونه منذ السبت.

وأعلن مسؤول في الرئاسة لفرانس برس أن بن مبارك "لم يطلق سراحه بعد"، كما أشار مراسل للوكالة إلى انتشار أكبر للحوثيين في العاصمة وحول القصر الرئاسي وحول مقر اقامة الرئيس.

وقام الرئيس بتنازلات للحوثيين منها إدخال تعديلات على مشروع الدستور الذي يعارضه الحوثيون وأن يُحظى الحوثيون وكذلك "الحراك الجنوبي السلمي وكل الفصائل السياسية المحرومة من تمثيل عادل في مؤسسات الدولة بحق تعيينهم في هذه المؤسسات".

وفي الجنوب، أعلنت السلطات المحلية إعادة فتح المطار والمرفا الدوليين في عدن واللذين أغلقا الأربعاء تضامناً مع الرئيس.

-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

أبرم الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي مساء الأربعاء اتفاقاً مع المسلحين الحوثيين لإنهاء الأزمة في اليمن بعد عدة أيام من أعمال العنف في العاصمة صنعاء، والسيطرة على دار الرئاسة.

وبموجب هذا الاتفاق الذي نشرته وكالة سبأ اليمنية الرسمية، سيغادر المسلحون الحوثيون دار الرئاسة، وسيطلقون سراح مدير مكتب هادي أحمد عوض بن مبارك الذي اختطف السبت، على أن يتم في المقابل ادخال تعديلات على مشروع الدستور الذي يعارضه الحوثيون وأن يحظى الحوثيون وكذلك "الحراك الجنوبي السلمي وكل الفصائل السياسية المحرومة من تمثيل عادل في مؤسسات الدولة بحق تعيينهم في هذه المؤسسات".

واتفق الرئيس والحوثيون كذلك على تطبيع الوضع في صنعاء حيث قُتِلَ 35 شخصاً على الأقل وأصيب 94 بجروح يومي الأثنين والثلاثاء، ودعا النص كذلك الموظفين إلى العودة إلى عملهم والمدارس إلى فتح أبوابها، على أن يتم تطبيق هذه التدابير "على الفور".

وكان الحوثيون دخلوا الثلاثاء دار الرئاسة وحاصروا مقر إقامة رئيس الحكومة واستولوا على كميات كبيرة من الأسلحة والمعدات العسكرية، ودان مجلس الأمن الدولي ومجلس التعاون الخليجي ما قام به الحوثيون وأكدا دعمهما للرئيس عبد ربه هادي منصور.

ومنذ دخول الحوثيين صنعاء في الحادي والعشرين من سبتمبر تراجعت سلطة الرئيس اليمني بشكل كبير ومارس عليه الحوثيون ضغوطاً شديدة مطالبين بشكل خاص بإدخل تعديلات على مشروع الدستور طور النقاش.

وظل اتفاق وقع في 21 سبتمبر وينص على انسحاب الميليشيات من صنعاء وتشكيل حكومة جديدة حبراً على ورق.

وعلق وزير الخارجية الأميركي جون كيري على الاتفاق فوراً بقوله أن هادي "سيوافق على غالبية مطالب الحوثيين" في الاتفاق الذي وقع بين الطرفين.

وأوضح "كان للحوثيين اعتراضات شديدة أمام رفض حكومة هادي الموافقة على مطالبهم باحترام اتفاق السلام والشراكة" الموقع من قبل، وأشار إلى أن هذا الأمر أدى إلى أعمال عنف و"انهيار بعض المؤسسات".

وقال كيري أيضاً أن الحوثيين ما زالوا يعتبرون الرئيس هادي بمثابة رئيس للبلاد وأن الولايات المتحدة تنتظر اجتماعهم المقبل مع هادي،

وقال كيري أن "الهدوء عاد منذ قليل إلى اليمن وأفراد طواقمنا تحت حماية جيدة".

ودعت واشنطن الأربعاء إلى الحل السلمي للأزمة في اليمن التي تعتبرها بلداً رئيسياً في محاربة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب.

ودان مجلس الأمن الدولي سيطرة الحوثيين على دار الرئاسة، كما أكدت دول مجلس التعاون الخليجي الأربعاء دعمها القوي للرئيس هادي في مواجهة "الانقلاب على الشرعية".

وشدد بيان صادر عن اجتماع استثنائي لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في الرياض على دعم دول الخليج التي رعت اتفاق انتقال السلطة في اليمن "للشرعية الدستورية متمثلة في فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي" و"رفض كافة الإجراءات المتخذة لفرض الأمر الواقع بالقوة ومحاولة تغيير مكونات وطبيعة المجتمع اليمني".

وقال ابراهيم شرقية الخبير في معهد بروكنغز في الدوحة أن "الحوثيين يسعون للزعامة وليس للحكم، لهذا هم مستعدون لترك هادي رئيساً على أن ينفذ مطالبهم، مثل الحكومة".

وتعرض رئيس الوزراء خالد بحاح بدور لضغوط لكن سمح له بمغادرة مقره في القصر الجمهوري بعد يومين من الحصار، وقال المتحدث باسم الحكومة راجح بادي أن بحاح "غادر إلى جهة آمنة" على متن سيارته وبرفقة مرافقه، بعد التفاوض على خروجه.

وتلقى المسؤولون الذين أضعفتهم سيطرة الحوثيين في صنعاء دعم سلطات جنوب اليمن الذي يتحدر منه هادي.

وأعلنت السلطات الأمنية في محافظات عدن ولحج وابين الجنوبية انه "تم اتخاذ قرار بإغلاق المنافذ البحرية والجوية إلى أجل غير مسمى تضامناً مع رئيس الجمهورية" معتبرة بأن ما حدث في صنعاء هو "اعتداء" على شرعية الرئيس.

وكان زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي دان في خطاب تلفزيوني مساء الثلاثاء السلطات التي اتهمها "بالفساد" وباستبعاد حركته من مشروع صياغة الدستور الذي ينص على إقامة دولة اتحادية من ستة أقاليم.

ويعتبر الحوثيون، أنصار الله، أن المشروع يقسم اليمن ويحرم الشمال من منفذ بحري.

من جهة أخرى، دعا الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح الذي ما زال يتمتع بنفوذ كبير ويتهم بإقامة تحالف ضمني مع المسلحين الحوثيين الشيعة هادي إلى تنظيم انتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة للخروج من الأزمة، بحسب موقع حزبه المؤتمر الشعبي العام.

كما أكد الموقع تأييد الحزب لأربعة مطالب أعلنها زعيم الحوثيين في خطابه مساء الثلاثاء وأبرزها تعديل مسودة الدستور.