كارمن لبّس: الشهرة والأضواء لم يسيطرا عليّ

نشر في 23-04-2015 | 00:02
آخر تحديث 23-04-2015 | 00:02
حين شاركت في برنامج {رقص النجوم}، لم تسعَ إلى زيادة في الشهرة أو دخول مجال فنّي آخر، بل جلّ ما أرادته تحدي ذاتها وإثبات ألا حدود لتحقيق الأحلام.
رغم ضغط التمارين، واظبت الممثلة اللبنانية المخضرمة كارمن لبّس على تصوير مسلسلها الجديد في الأردن فضلا عن الاستعداد لمسلسل فلسطيني ضخم. حول تجربتها مع الرقص وأعمالها الجديدة تحدثت إلى {الجريدة}.
رغم انشغالاتك الكثيفة بتصوير المسلسلات، شاركت في {رقص النجوم}، كيف وفقت بينها؟

مررت بفترة عصيبة، لأنني كنت أسافر إلى الأردن منتصف ليل كل أحد بعد انتهاء النقل المباشر، لتصوير مشاهدي في مسلسل «رئيسة الجمهورية»، ثمّ أعود الثلاثاء مباشرة إلى التمارين، فضلا عن تصوير مشاهدي في «تشيللو». انعكس ذلك سلباً على نفسيتي، إذ لم أكن أتمتع بمقدار ما كنت أسعى ألا أكون محطّ سخرية في أدائي كنتيجة طبيعيّة لعدم خضوعي للتمارين اللازمة. لكنني كنت فرحة بهذه المشاركة التي منحتني سعادة وطاقة إيجابية.

ما الذي اكتشفته من خلالها؟

لو كنّا نرقص أو نواظب على ممارسة الرياضة، لخففنا حدّة توّترنا في الحياة.

طالما أنك ممثلة حققت شهرة محلياً وعربياً ونجاحات، لماذا شاركت في هذا البرنامج؟

أولاً، الموت وحده قادر على منع تحقيق الأحلام، والرقص حلمي منذ نعومة أظفاري. ثانياً، اعتبرت هذه المشاركة تحدياً جسدياً وإثباتاً ذاتياً لقدرتي على الرقص، لأننا عندما نتقدّم في السنّ تبدأ معاناتنا من ترقق العظام، فنحتاج عندها إلى مساعدة في السير والوقوف. لذا أفكّر بضرورة الاتكال على نفسي وعيش الحياة بسعادة بمقدار ما تليق بي، من دون الحاجة إلى دعم من أحد.

 

ما الذي اكتسبته؟

أتقنت كيفية المشي والجلوس بطريقة صحيحة ومستقيمة، كذلك تحرّرت فكرياً. رغم أنني تمرّدت في صباي فإن القيود لا تزال تُثقل كتفيّ، وهذا أمر شائع لدى النساء العربيات، ونلاحظه في انحناءة أكتافهنّ أثناء الجلوس والوقوف والسير.

لماذا قصدت المغادرة في هذا التوقيت وعدم بلوغ النهائيات؟

أردت بلوغ الحلقة السادسة أو السابعة كحدّ أقصى لأن المشاركين الشباب يرقصون أفضل منّي، وبلوغ النهائيات يسهم في دعم مسيرتهم الفنيّة والاستعراضية، على غرار أنطوني توما وداليدا خليل ومحمد عطيّة. أمّا ريما فقيه وليلى بن خليفة وأمينة أشرف، فيبحثن عن تجارب ينطلقن من خلالها في مسيرتهنّ. لكن الأمر يختلف لدى روني فهد، فهو نجم في كرة السلة ولن يحوّر مسيرته من أجل الرقص، كذلك غابريال يميّن الذي حقق مسيرته مثلي فلن يقدّم عملا استعراضياً راقصاً، لذا لم أكن أريد الخروج من المسابقة في حال وقفت مع أحدهما في دائرة الخطر.

لكن فارق الأصوات لم يكن كبيراً بينك وبين داليدا خليل رغم أنك طلبت من المقربين عدم التصويت لك.

صحيح، وقد فرحت بهذا التصويت الكثيف، لكنني كنت سأنسحب لصالح داليدا لو جاءت النتيجة مختلفة، لأنها ترقص أفضل منّي، وبالتالي من غير العدل استمراري أنا وخروجها هي، خصوصاً أنه التوقيت المناسب لمغادرتي.

كونك ابنة المسرح، هل الوقوف على الخشبة للرقص أسهل من التمثيل أم أصعب؟

إذا وقف راقص على الخشبة للتمثيل، سيتوّتر حتماً، كذلك الأمر بالنسبة إلى الممثل إذا أطلّ للرقص، خصوصاً إذا كان أمام لجنة تحكيم. لذا من الطبيعي أن أجد التمثيل على المسرح أسهل من الرقص، رغم أنني ابتعدت عن أجواء الخشبة وبتّ معتادة على التعبير الجسدي الخاص بشاشتي السينما والتلفزيون، الذي لا يتطلّب، على غرار المسرح والرقص، امتداداً واسعاً للجسم أو تعبيراً عميقاً في حركة اليدين.

ما دورك في المسلسل الرمضاني «تشيللو» (سيناريو نجيب نصير، إخراج سامر البرقاوي، إنتاج صادق صبّاح و{إيغل فيلمز»)؟

ليست عليا من الشخصيات النسائية اللواتي أحبهنّ في الحقيقة، لكنها موجودة في المجتمع. فهي سيّدة أعمال نافذة تخلّت عن زوجها وابنها، وأُغرمت بشاب أصغر منها سنّاً، تفترض أنه يجب أن يحبها ما دامت تحبّه. يحمل العمل رسالة مفادها أن الحبّ أقوى من المادة وأن الإنسانية أقوى من المال.

ما حقيقة ما تردد عن إيقاف الجزء الثاني من «سرايا عابدين»؟

لا أعرف التفاصيل لأنني أنهيت تصوير مشاهدي هناك وغادرت، لكنني سمعت أن ثمة مغالطات تاريخية في مصر.

بعدما عشت في المسلسل شخصية مثالية، ألم تكن عودتك إلى عليا صعبة؟

تزامن تصوير «سرايا عابدين» مع تصوير «الإخوة» لا «تشيللو». بصراحة أشفق على المرأة الشبيهة بالشخصية التي جسدتها  في «الإخوة» أي الغبية والسطحية التي لا يهمها سوى مصلحتها، وقد تسليت في أدائها وضحكت جداً، أمّا عليا، فهي أذكى منها وشريرة، ومن الطبيعي أن يكون تجسيد الشر أسهل من الخير، لذا كنت دقيقة في دور «ناظلي» في «سرايا عابدين» الذي استمديته من شخصيتي الحقيقية، فهي إمرأة طيّبة وسموحة.

كيف تصفين العلاقة بين الممثلين اللبنانيين والعرب في الأعمال المشتركة؟

أحياناً يصبّ الاختلاط في مكانه المناسب ويدعم القصة، وأحياناً أخرى يأتي بشكل سخيف وممل بسبب إطاره المرّكب. قلّة هي المواضيع الدرامية التي تُكتب بواقعية وحقيقية مثل «سنعود بعد قليل»، فهو أهم الأعمال التي لامست الواقع.

من يتحمّل المسؤولية، الكاتب أم المنتج؟

المنتج طبعاً، فإذا كانت إحدى الشخصيات المكتوبة ملائمة لنجم عربي يأتي به المنتج من دون تعديل في المضمون، فنلحظ في مسلسل ما غياب التسلسل المنطقي للأحداث، ذلك أنه ينتقل من بلد إلى آخر بشكل فجائي، بهدف إطالة الحلقات وتقديم مسلسل عربي مشترك.

ألا يؤسس هذا العمل لمستقبل أفضل على الصعيد الدرامي؟

هو وسيلة لانتشار الممثل اللبناني والمطالبة به في الأعمال العربية لكنه ليس جيّداً فنياً. فضلا عن أن هذا الانفتاح العربي لم يعد يفسح في المجال أمام توافر هوية معينة للدراما أو انتماء معيّن لها.

ما تفاصيل المسلسل الفلسطيني «جنّة ونار» (كتابة حسن يوسف، إخراج طارق يخلف، إنتاج  beams pro)؟

سنبدأ تصويره بعد شهر رمضان المقبل لذا لا أستطيع التحدث عن أي تفاصيل بشأنه، لكنه عمل مهم وضخم وأنا فرحة لمشاركتي فيه. سأتحدث باللهجة الفلسطينية ولن أؤدي دور لبنانية.

ما الذي يميّز هكذا أعمال؟

تقتصر أدواري في أعمال الميلودراما، مثل «الإخوة» و{تشيللو»، إمّا على دور الأم التي تنوح وتبكي أو على المرأة المتصابية. لذا أفضّل التوجه نحو أدوار مركّبة وصعبة تسلّيني ولا تعذّبني نفسياً، خصوصاً أن مضمون الميلودراما غير واقعي وأنا بعيدة عن شخصية الأم البكّاءة.

ما دورك في مسلسل Madame Presidente للمخرج سيف الشيخ نجيب والمنتج خالد حدّاد؟

أؤدي دور نورا، رئيسة الجمهورية في بلاد افتراضية، وأتحدث باللهجتين السورية والأردنية، وهي شخصية مثالية تحمل رسائل إنسانية.

كيف تقيمينه؟

أهمّ عمل أقدّمه بعد «ابنة المعلم»، ويضم ممثلين من لبنان والأردن وسورية.

هل يُفترض بأي ممثل أن يتخطى حدود وطنه الأم والتحدث بلهجات مختلفة؟

لا فارق بين الممثل والمغني في هذا الإطار، لأن اللهجة ابتكرت كي نفهم على بعضنا البعض لا أن تحدّنا أو نقف عندها في مسيرتنا.

هل تغيّرت نظرتك حول كيفية اختيار أعمالك؟

أفتشّ عن الأدوار التي تعني لي، لأنني أصبحت متعبة وأريد الأدوار التي أتطوّر من خلالها وأتقدّم لا أن أقف في مكاني.

تملكين خبرة طويلة في التمثيل وأديت أهم الأدوار فلماذا تقبلين دوراً ثانوياً أو المشاركة كضيفة في مسلسلات عربية؟

لا مشكلة لديّ في ذلك لأنني لست ممن يعانين عقدة البطولة الأولى أو وضع الاسم في بداية المسلسل أو النرجسية. روبرت دي نيرو، مثلا، يشارك ضيفاً إذا أعجبه عمل ما أو أحبّ الدور. فضلا عن أن البطولة تُعطى للشباب دائماً، في حين أن قلّة هي الأعمال التي تكون فيها البطلة امرأة بلغت الستين أو السبعين من عمرها. شخصياً، تهمني ماهية القصة وهوية المخرج وفريق العمل.

هذا دليل على تصالحك مع الذات.

إذا رفضت ممثلة ما الاعتراف بسنّها أو القبول بتقدّمها في السنّ، فهل يعني ذلك أن الآخرين غافلون عن ذلك؟ شخصيا،ً أعيش مرحلة يمكنني من خلالها العودة، من خلال شخصيتي، بالزمن إلى الوراء عبر الماكياج الفني لأبدو أصغر سنّاً أو إضافة بعض التجاعيد لأداء دور عجوز، وهذا جميل جداً.

صورة المرأة اللبنانية

كيف تفسّرين إسناد دور البطولة الرجالية إلى نجم عربي فيما تُسند البطولة النسائية للبنانيات؟

المرأة اللبنانية من أجمل نساء الشرق الأوسط، ومتحررة جسدياً أكثر من فكرياً، لذا لا مشكلة لديها في أداء دور العاشقة التي تقبّل حبيبها أو تغمره... فضلا عن أن لبنان يرتكز على السياحة والخدمات لذا يشتهر في مجالات الجمال والموضة مثل عروض الأزياء ومسابقات ملكات الجمال والغناء... برأيي تقع المسؤولية على الإعلام المرئي والمكتوب، أيضاً، لأنه يسلّط الضوء على تلك المرأة بالذات حتى علقت صورتها في ذهن الآخرين.

ألا تضرّ هذه الصورة بالممثلة اللبنانية؟

طبعاً لأنها تحثّ على البحث عن فتاة جميلة لأداء دور البطولة على حساب ممثلات متخصصات. فضلا عن إسناد دور تمثيلي صعب لمغنية معروفة بسبب شهرتها وانتشارها. لذا يجب تفعيل بطاقة الانتساب النقابية التي تحدد من يحقّ له التمثيل أسوة بما يحصل في مصر. اذ من غير المنطقي أن تؤدي  أي فتاة جميلة دور البطولة عبر طرق غير معروفة، فيما يُطلب منّا أداء دور والدتها. بصراحة لن أقبل بأن أكون أماً لفتاة لا تتقن التمثيل. فليدربوها أولا لتجيد الأداء قبل إطلاقها نحو النجومية.

هل تعيشين من خلال التمثيل حيوات مختلفة؟

دخلت هذه المهنة لأنني أريد عيش حيوات متنوّعة، وإن لم أحبّ الشخصيات، فلا مانع من تجربتها. أشكر الله أن الشهرة والأضواء لم تتمكنا من السيطرة عليّ أو تفعيل النرجسيّة لديّ.

هل من كلمة تعبّرين من خلالها عن خسارتنا للفنان الشاب عصام بريدي ولملك المسرح ريمون جبارة؟

ما من كلمة تستطيع التعبير عن الوجع بخسارتهما. أتمنى أن يكونا في حياة أفضل من تلك التي نعيشها.

back to top