كيف وجدت أصداء عرض فيلم {ديكور} جماهيرياً في السينما؟

Ad

سعيد ومتفائل بها للغاية، وذلك يرجع إلى التغيير الذي طرأ على الجمهور خلال الأربع سنوات الماضية، إذ نجحت أفلام كثيرة لم نكن نتوقع أن المشاهد سيتجاوب معها، وعلى العكس حدث ذلك في إطار ضيق في المهرجانات السينمائية أو المراكز الثقافية ووجدنا الأفلام تلقى النجاح.

وما وجه الاختلاف في {ديكور} عن أعمالك السابقة؟

اقترابه من المشاهد بدرجة كبيرة جداً، وقصته اللافتة والتي يمكن للجمهور أن يتفاعل معها ويندمج في أحداثها بسهولة شديدة. شخصياً، أعجبتني فكرة العمل في فيلم ليس من كتابتي، فهو من تأليف الأخوين محمد وشيرين دياب.

هل واجهت صعوبة في التعامل مع مؤلفين لعمل واحد؟

كانت التجربة غاية في الصعوبة لأنني اعتدت على كوني المؤلف والمخرج لأعمال كافة. واجهت مشكلات في التواصل بيني وبين المؤلف الذي سيعكف على كتابة العمل، إلى جانب أن ذلك يبعدني مسافة قليلة عن النص.

ما الذي دفعك إلى قبول فيلم من تأليف اثنين من المؤلفين؟

عندما قرأت سيناريو الفيلم، وجدت أن الهم فيه يقترب مع الهم الذي أحمله في هذا الوقت من حياتي، كذلك ثمة مساحة كبيرة لألعاب سينمائية ذكية من الممكن تقديمها فيه. ومن القراءة الأولى له، قررت استخدام تقنية الأبيض والأسود لأسباب تتعلَّق بقصته، ووضعت اقتراحات كثيرة لتنفيذ الفيلم وجدت حماسة تجاهها من المؤلفين، ثم بدأت مرحلة تطوير الأفكار، ولم أشعر بوجود أي ضغط خلال هذه الخطوات.

كيف كان العمل مع شيرين دياب في أولى تجاربها التأليفية؟

كنت متخوفاً من أن تكون متمسكة بأفكار النص الذي كتبته، وترفض القيام بأي إضافات تخرج عنه، لكنني وجدتها منفتحة للغاية، وهي قدَّمت أفكاراً مفاجأة، جعلت السيناريو يتطور تطوراً ملحوظا خلال جلساتنا.

ما الصعوبات التي وجدتها أثناء التصوير؟

لم تكن صعوبات بقدر دخولي في مناطق فنية جديدة، فهذه هي المرة الأولى التي أتعاون فيها مع شركة إنتاج كبيرة، لأنني كنت دائماً أنتج أفلامي على نفقتي الخاصة أو في شكل مستقل، كذلك العمل على نص ليس من كتابتي.

كيف اخترت فريق العمل؟

في اختياري للفريق أمام الكاميرا وخلفها أهتم بعنصر معين دائماً، إلى جانب الموهبة بالطبع، وهو أن أكون قادراً على التواصل مع الفريق على الصعيد الإنساني والثقافي بسهولة، وأجده يستوعب ما أقوله وليس لديه صعوبة في تنفيذه، أو التحجج بعدم القدرة عليه. كذلك ليست لدي مشكلة في تكرار هذا الفريق.

ماذا عن أبطال الفيلم؟

لدى خالد أبو النجا قدرة ورغبة دائمة في التجديد والمغامرة، وهذا الأمر ليس موجوداً لدى ممثلين كثيرين. كذلك أحب ماجد الكدواني كممثل، وكان حلم حياتي أن أقدم فيلماً هو أحد أبطاله، ولم أكن أتخيل أن يكون لدي نص يناسبه، ولكن حينما قرأت {ديكور} وجدته مناسباً له، وتمنيت أن تلقى التجربة إعجابه، فتحمس لها فعلاً وأبدى رغبته في تقديم تغييرات في الفيلم.

لماذا حورية فرغلي تحديدًا في دور البطلة؟

أثناء جلسات العمل التحضيرية، أبلغت المشاركين في تنفيذه أنني أرغب في إسناد الدور إلى ممثلة معروفة، وبعد ترشيح ثلاث فنانات وجدت أن حورية هي الأنسب لعدم وجود أي توقعات حول كيفية تجسيدها له، وبقدر ما كانت حورية مغامرة، بقدر ما كنت راضياً عن النتيجة النهائية لأدائها، وأتوقع إعجاب الجمهور بها أيضاً.

ما الذي يميز {ديكور} وقد يدفع المشاهدين إلى متابعته؟

البساطة في قصته، والتي واجهها كثير منّا، والأزمة الوجدانية التي تعانيها البطلة تقترب من أزماتنا. حتى إذا لم يكن ذلك على الصعيد العاطفي، فقد نكون مررنا بها في اختياراتنا المالية والأسرية والعملية، لذا أتصور أن الجمهور سيتفاعل جداً مع الفيلم. وأكثر ما أسعدني في التعليقات التي تلقيتها عن الفيلم أنه لمس المشاهدين إنسانياً، وساعد آخرين في اختياراتهم.

ماذا عن مشهد النهاية واستخدام الألوان فيه؟

لا أود التحدث عن هذا المشهد، وأفضل تركه للمشاهدين ليفكر فيه كل واحد منهم حسب تحليلاته وما تلقاه. حتى إن مرَّت سنوات على تقديمي الفيلم، لا أظن ستكون لدي إجابة واضحة عن هذا السؤال لأنني أتعامل مع الفيلم كالكلمات المتقاطعة، وإن منحت الجمهور مفتاحها لن يتفاعل معها.

هل يغضبك تصنيف البعض لـ{ديكور} بأنه {فيلم مهرجانات}؟

يلاحق أعمالي هذا اللقب غالباً قبل عرضها حتى، وهذا المصطلح نتيجة جزء رديء في الصحافة الفنية، لديه رغبة في تصنيف الأعمال وتعليبها، مع أننا في تاريخنا السينمائي لدينا أفلام نجحت تجارياً وفي المهرجانات، والعكس صحيح. شخصياً، إحدى أزماتي الكبرى مع الصحافة الفنية في مصر هذه التصنيفات. أتقبل وجهة نظر المشاهد الذي يعتبر الفيلم غير جيد، ولكن يضايقني اعتباره العمل {فيلم مهرجانات}، وأرفض هذا المصطلح أو اللقب.

وهل لديك مشروعات جديدة؟

بمجرد عرض الفيلم في الصالات انتهت علاقتي به؛ أتابع ردود الأفعال حوله في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، وأواصل المشاركة به في مهرجانات دولية.

ألا يوجد تعارض بين طرحه تجارياً وبين عرضه في هذه المهرجانات؟

لا، لأن كثيراً منها يستثني العرض في بلد المنشأ.