أتاحت لي محنة المرض لقاء مع صرح طبي كويتي أذهلتني إمكاناته، وتفاني العاملين فيه، ودقة العلاج ومهنيته، وجعلني كل ذلك أراجع في مخيلتي مشاريع كثيرة كمشروع مستشفى صباح الأحمد التخصصي لأمراض القلب، ومشروع تجديد أسطول طيران "الكويتية"، الذي جمد بسبب الصراعات منذ 10 سنوات، وغيرها من المشاريع التنموية، وما أكثرها، ما كان لها أن ترى النور مثله، بسبب مشاحنات وصراعات سياسية يعلم الجميع كم أثرت في مشاريعنا التنموية الصحية والتعليمية عبر السنوات الماضية.

Ad

العناية التي تلقيتها تجعل لساني، بعد الشكر لله، عاجزاً عن شكر طاقم العاملين في مركز صباح الأحمد. وأخص هنا مدير المركز د. محمد الجارالله والأطباء المتميزين د. إبراهيم حسن ود. بلاديمير ود. أحمد طه، وكل أعضاء وحدة التمريض الذين افترشوا قلوبهم قبل أيديهم لرعاية المرضى.

هذا المركز الصحي المتميز بدأ بفكرة ومبادرة من سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، بالتبرع لإنشاء مركز لمعالجة حالات عدم انتظام ضربات القلب في مستشفى سانت لوكس روزفلت بجامعة كولومبيا بولاية نيويورك، وتجهيزه تحت اسم مركز الصباح بمبلغ ثلاثة ملايين دينار.

وحرصاً من سموه على تعميم الاستفادة القصوى من الخبرات المتميزة، فقد تبرع بمبلغ مماثل لتأسيس مثل هذا المركز في الكويت، ولتتحول الفكرة في ما بعد إلى صرح طبي رائد في المنطقة يغطي حاجة كبيرة نظراً لأعداد مرضى القلب المتزايدة، ولقد نُفذ في فترة قياسية لم تتجاوز تسعة أشهر.

المركز اليوم، وفقاً للإحصاءات، يستقبل 15 إلى 20 مريضاً في اليوم، ويتم فيه إجراء أكثر من 10 حالات قسطرة قلب يومياً، إضافة إلى استضافته أطباء أكفاء يشكلون فرق عمل متكاملة.

ولا يسعني في الختام كمواطن إلا أن أشكر سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد على هذه الفكرة والمبادئ الإنسانية التي ليست بغريبة على من اختاره العالم قائداً للإنسانية، فلقد أنقذ قلوباً كثيرة بفكرة ومبادرة إنسانية بسيطة، ولكنها كبيرة بمعناها وآثارها، جزاه الله خيراً.