استعان الحاكم السابق لولاية فلوريدا جيب بوش الذي ينافس على الفوز بترشيح الحزب الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأميركية بعدد كبير من العاملين في الإدارتين السابقتين في عهد والده جورج إتش دبليو بوش (الأب) وشقيقه جورج دبليو بوش في اختيار فريقه من مستشاري السياسة الخارجية، غير أن هذه الاختيارات قد تضعف سعيه إلى تأكيد استقلاله فيما يتعلق بالسياسة الخارجية عن شقيقه ووالده.

Ad

ويقول مسؤولون سابقون وأساتذة جامعات، إن القائمة - التي تضم 21 مستشاراً - أولية، ولن تشكل بالضرورة الأساس الذي تقوم عليه الرئاسة الثالثة لعائلة بوش إذا فاز في الانتخابات.

كذلك فمن الشائع للمرشحين البارزين للرئاسة من الحزبين الجمهوري والديمقراطي أن يستفيدوا على نحو مكثف من خبرات الإدارات السابقة. غير أنه بإدراج 19 مستشاراً ضمن القائمة ممن خدموا في عهد والده وشقيقه، يغامر جيب بإثارة انتقادات خلال حملة انتخابات الرئاسة لعام 2016 أنه يمثل استمراراً لتركة عائلته في السياسة الخارجية.

ومن بين مستشاريه بول ولفويتز النائب السابق لوزير الدفاع الأميركي الذي قام بدور رئيسي في التخطيط لغزو العراق عام 2003 وأكد ذات مرة أن العراق سيتمكن من تمويل جهود الإعمار بعد الحرب بالاعتماد على موارده الذاتية.

كذلك، اختار في القائمة جون هانا الذي كان من كبار مساعدي ديك تشيني نائب الرئيس الأميركي السابق وكذلك ستيفن هادلي نائب مستشار الأمن القومي في عهد الرئيس بوش الابن.

لكن اختياره وقع أيضاً على جيمس بيكر وزير الخارجية في عهد الرئيس بوش الأب والذي شارك في رئاسة لجنة خاصة وصفت الوضع في العراق عام 2006 بأنه خطير ومتدهور وأوصت بانسحاب القوات الأميركية من هناك على مراحل.

وقال جمهوريون، إن "ذلك يوضح إلى أي مدى يسعى جيب بوش إلى نهج عريض القاعدة يجمع بين مجموعة كبيرة من الآراء المختلفة في الحزب، ويحاول أن يصور نفسه على أنه أكثر تشدداً فيما يتعلق بالأخطار الخارجية من الرئيس باراك أوباما قبل الانتخابات الحزبية التي تبدأ أوائل العام المقبل".

ووصف ديمقراطيون خطط جيب بوش في السياسة الخارجية بأنها تعكس سياسات الرئيس بوش الابن. وقالت اللجنة الوطنية الديمقراطية في بيان، إن بوش يعتمد على مستشارين كانوا مهندسي أجندة "سياسة رعاة البقر" الخارجية التي اعتمدها جورج دبليو بوش، وألحقت الضرر بسمعة البلاد في الخارج.

ويواجه جيب بوش تحدياً فريداً فيما يتعلق بالسياسة الخارجية بين الساعين إلى الفوز بترشيح الحزب الجمهوري. وألقى بوش أول خطاب له في السياسة الخارجية أمس الأول، عرض فيه رؤية لسياسة خارجية أقوى وشدّد فيه على استقلاله عن شقيقه ووالده. لكنه لم يذكر تفاصيل عن كيفية تطبيق مثل هذه السياسة.

(واشنطن ــــ رويترز)