شدد وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب، الشيخ سلمان الحمود، على أهمية التعاضد والتعاون للحد من خطر الإرهاب والتخلف الفكري وتحصين الأجيال المقبلة ضد هذه الأمور.

Ad

جاء ذلك ضمن افتتاح فعاليات ملتقى مجلة العربي الرابع عشر «ثقافة التسامح والسلام» صباح أمس في فندق شيراتون الكويت، برعاية سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك، ووسط حضور كبير من الشخصيات السياسية والثقافية وأعضاء السلك الدبلوماسي في الكويت.

وبهذه المناسبة، أكد الحمود ضرورة التكاتف والتعاون لتخليص المنطقة العربية مما تعانيه من وطأة الإرهاب والتخلف الفكري، موضحا أن المنطقة العربية التي تمر بفترة عصيبة تدمي مشاهدها القلوب، ويعاني فيها إخوة لنا شر الشتات والحروب، لذلك يدفعنا ما يجري إلى العمل معا من أجل وقف هذا النزيف، ومن أجل استعادة إنسانية العالم، ولن يحدث ذلك إلا حين نستعيد الوعي بحب الوطن وحب الإنسان من دون تمييز أو تعصب.

 واعتبر الحمود مجلة العربي سفيرة الثقافة العربية منذ أسسها سمو أمير البلاد (قائد العمل الإنساني) لتكون منبرا للثقافة العربية جمعاء، مشيرا إلى ان المجلة أنشئت لتتكامل رسالتها بنشر الآداب والمعارف والفنون جنبا الى جنب مع رسالة سموه بنشر ثقافة التسامح والسلام، وهي الرسالة التي توجت باختيار العالم لسموه قائدا إنسانيا.

وشدد الوزير على أن القيم والمبادئ التي ترعاها الكويت ويتبناها سمو أمير البلاد، إضافة الى الثقافة التي تكرسها «مجلة العربي» وملتقاها، تحتاج الى من يتكاتف معها ويساندها ويدعو اليها وينشرها لكي تصبح مبادئ عامة وتنجح في مسعاها الكبير حتى يعم السلام.

واستعرض الحمود مسعى دولة الكويت حكومة وشعبا خلال أكثر من ستة عقود، مبينا أن هذه الجهود دليل على تبني الجميع هذه المبادرة التي تفصح عن نفسها في مبادرات إنسانية أهلية ورسمية لتحقيق السلام والرخاء والتنمية لأبنائنا في الوطن العربي وأصدقائنا في العالم، وهو ما توجته منظمة الأمم المتحدة بتكريم فريد من نوعه في تاريخها بتسمية دولة الكويت مركزا إنسانيا عالميا، ومنح سمو أمير البلاد لقب «قائد للعمل الإنساني».

ولفت الوزير الى ضرورة تبني ميثاق ثقافي مشترك يتخذ من رسالة دولة الكويت بالتسامح والسلام منهجا ونبراسا، ويؤكد الدور التنموي والتنويري للثقافة بشكل عام وثقافة التسامح بشكل خاص، وهو ما نحتاج اليه كميثاق ثقافي عربي تجتمعون عليه كل في محراب عمله، ليتحول على أيديكم الى تجربة حية في نشر ثقافة التسامح والسلام «انطلاقا من وطننا العربي الكبير الى جميع أرجاء العالم لتطوير رؤى ثقافة التسامح والسلام لدى قطاعات الناشئة والشباب بصفة خاصة».

أركان الثقافة

بدوره، قال رئيس تحرير مجلة العربي د. عادل العبدالجادر في كلمته إن ملتقى المجلة يعد رحلة للتأمل في مفاهيم التسامح وقيم السلام والتعريف بالمنهج الذي تتخذه دولة الكويت عبر عقود من العطاء، لتصل بالتسامح الى روح السلام، فصار سمو أمير البلاد قائدا عالميا للإنسانية، وأصبحت دولة الكويت حكومة وشعبا في نظر العالم مركزا إنسانيا يحتذى.

وأضاف العبدالجادر أن دولة الكويت سباقة دائما في مبادراتها بتشجيع العلم والثقافة والأدب والفنون، وعبر هذا الملتقى تقوم بتشجيع المؤسسات المحلية والاقليمية والعربية والعالمية على مواصلة نشاطها في خدمة الانسان ورفعة البشر، مؤكدة بذلك قيمة الحياة التي لا تزهو إلا بالحب ولا تحلو إلا بالفن والأدب والعلم، وهذه هي أركان الثقافة التي لا تؤتي ثمارها إلا بالسلام.

وبيّن أن المجلة سعت من خلال محاور هذا الملتقى الى أن تضع أمام الباحثين والمتابعين والقراء على السواء ما يمكن وصفه بجسور أفكار المستقبل التي تستحق العمل الشاق من أجل ترسيخ هذه الفكرة السامية النبيلة، طامحين الى أن تترجم الأفكار الى أعمال، مؤكدا أن المجلة تسعى الى نشر ثقافة التسامح والسلام أدبا وعلما وفنا، وإلى ترسيخ ذلك كمنهج حياة من خلال التمسك بطوق النجاة للعالم الذي تنهشه الصراعات والحروب والفتن.

تكريم وعرض فيلم تسجيلي

كرمت مجلة «العربي» مجموعة من المؤسسات، هي الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، جمعية الهلال الأحمر الكويتية، الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، مؤسسة مجدي يعقوب لأمراض وأبحاث القلب «مركز أسوان للقلب»، موسم «أصيلة» الثقافي، ومركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني.

وعُرض ضمن حفل الافتتاح فيلم تسجيلي من إنتاج تلفزيون الكويت، بمناسبة تسمية سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد قائداً للعمل الإنساني والكويت مركزاً للعمل الإنساني.

وسلط الفيلم الضوء على هذه المناسبة من خلال استعراض مجموعة مراحل للعمل الإنساني الذي تقدمه الكويت.