شهدت ضواحي العاصمة السورية موجة نزوح جماعي مع دخول كتائب المعارضة منطقة الدخانية القريبة من جرمانا والدويلعة المواليتين للنظام، الذي واصل هجومه الدامي على مواقع تنظيم «داعش» في الرقة ودير الزور، ما أسفر عن مقتل 60 مدنياً على الأقل.

Ad

أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس مقتل 60 مدنياً على الأقل بينهم 12 طفلاً خلال الـ24 ساعة الماضية من جراء استهداف الغارات الجوية السورية بلدات يسيطر عليها مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).

وأوضح المرصد أن 41 مدنياً  بينهم ثلاثة أطفال قتلوا عندما شن الطيران النظامي غارة بالقرب من مخبز في تل أبيض بالقرب من الحدود التركية.

 وأضاف أن 19 مدنياً على الأقل قتلوا في دير الزور بينهم تسعة أطفال، عندما قصفت الطائرات مدرسة تضم لاجئين سوريين، وكذلك منطقتي الميادين والخريطة.

ومنذ السبت الماضي شنّت طائرات النظام عشر هجمات جوية تقريباً ضد مواقع «داعش» في الرقة ودير الزور الواقعتين شمال شرق وشرق البلاد، لكن عادة ما تكون الغارات غير دقيقة.

معركة القنيطرة

وفي القنيطرة، بعد يوم من إعلان كتائب المعارضة سيطرتها على مدينة نبع الصخر، و3 مواقع عسكرية في ريف المدينة، أرسل الرئيس بشار الأسد تعزيزات عسكرية تضم آليات وجنوداً إلى قرية مَسحَرة الواقعة على الخط الفاصل في هضبة الجولان.

وقال ناشطون إن مسلحي المعارضة حققوا مكاسب جديدة في ريف مدينة القنيطرة قرب الجولان المحتل. وذكر «اتحاد تنسيقيات الثورة» أن مقاتلي المعارضة سيطروا على «الكتيبة الرابعة» في بلدة نبع الصخر التي انسحبت منها القوات الحكومية، كما سيطروا على بلدات تل نهيد وعين الباش وكوم الباش، بعد معارك أسفرت عن مقتل 6 عسكريين بينهم ثلاثة ضباط من قوات النظام.

وألقى الطيران الحربي السوري براميل متفجرة على بلدة تل مسحرة، التي أصبحت تحت سيطرة المعارضة التي أطلقت معركة «المغيرات صبحاً»، بهدف الوصول إلى ريف دمشق الغربي، وفقاً لناشطين.

جبهة العاصمة

ومن ناحية ثانية، أفادت مصادر محلية وكالة الأنباء الألمانية بأن المدنيين يفرون من منطقة بضواحي العاصمة دمشق، بعد تقدم مقاتلي العارضة ودخولهم منطقة الدخانية على مقربة من ضاحيتي جرمانا والدويلعة المواليتين بشدة للحكومة، وهما تضمان الكثير من الأفراد النازحين من الضواحي الجنوبية والشرقية المدمرة التي تسيطر عليها الكتائب.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن، إن «القوات النظامية شنت هجوماً مضاداً لاستعادة السيطرة على بلدة الدخانية التي سيطرت الكتائب المقاتلة على أجزاء كبيرة منها الجمعة في معركة قتل وجرح فيها العشرات من عناصر قوات النظام».

وأكد مصدر أمني في دمشق «وجود حالة خرق في الدخانية»، مشيراً إلى أن مسلحين «تسللوا إلى بعض المباني فيها. وقامت وحدات من الجيش بالاشتباك معهم ودحرتهم».

ورأى أن مسلحي المعارضة «قاموا بفتح جبهات توتر في المناطق الآمنة، لتخفيف الضغط عن حي جوبر» في شرق دمشق، الذي تنفذ فيه القوات النظامية منذ نحو أسبوعين عمليات عسكرية واسعة بغية انتزاعه من سيطرة المعارضة الموجودة فيه منذ أكثر من سنة.

وسقطت عدة قذائف هاون في محيط ساحة العباسيين، واندلعت بالقرب منها اشتباكات في جوبر، كما شن الطيران غارة جوية على بلدة عين ترما في الغوطة الشرقية، بينما ألقى الطيران المروحي براميل متفجرة ليلاً على مدينة الزبداني في ريف دمشق.

وفي محافظة الحسكة، أكد المرصد استهداف تنظيم «الدولة» أمس الأول مطار القامشلي بعدد من القذائف، بينما شوهدت طائرات استطلاع تحلّق على علو شاهق في سماء المناطق الواقعة تحت سيطرته في جنوب مدينة الحسكة.

سلاح «داعش»

إلى ذلك، أفاد تقرير لمنظمة «أرممنت ريسيرتش» نشر أمس بأن مقاتلي «داعش» يستخدمون أسلحة أميركية استولوا عليها من المعارضة السورية المعتدلة حصلوا عليها من السعودية.

وقامت المنظمة، التي تقوم بأبحاث حول الأسلحة الصغيرة، بدراسة معدات ضبطها المقاتلون الأكراد من متطرفي التنظيم في العراق وسورية على مدى 10 أيام في يوليو. وجاء في تقرير لها أن المتطرفين «لديهم كميات كبيرة من الأسلحة من بينها رشاشات إم 16 تحمل علامة ملكية الحكومة الأميركية».

كما تبين أن الصواريخ المضادة للدبابات التي استخدمها التنظيم في سورية «مطابقة لصواريخ إم79 التي زودت السعودية بها قوات الجيش السوري الحر في 2013».

الموفد الدولي

سياسياً، أكدت الأمم المتحدة أمس أن مبعوثها الخاص لسورية ستيفان دي ميستورا ونائبه رمزي عز الدين رمزي اللذين توليا مهامهما مطلع الشهر الجاري سيتوجهان إلى دمشق اليوم، لإجراء مشاورات مع المسؤولين السوريين.

وذكرت الأمم المتحدة في بيان أن المسؤولين سيشرعان عقب زيارتهما الأولى لسورية في أول جولة بالمنطقة ستقودهما الى زيارة عدد من العواصم، تتبعها جولة أخرى في عدد من عواصم العالم خلال شهر اكتوبر المقبل، بعد الانتهاء من اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

(دمشق، جنيف - أ ف ب، رويترز، د ب أ، كونا)