أعلن رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة في مصر سيد خطاب عودة عدد من مسارح الأقاليم إلى الهيئة، وإحيائها مجدداً. كذلك أشار إلى موافقته على عودة مهرجان مسرح الطفل، وإقامة مهرجان خاص بالمسرح، واعداً بمضاعفة البنية الأساسية من أجهزة صوت وإضاءة، والتجهيز لعمل ست موائد مستديرة تتضمن ممثلين من فرق الأقاليم والمسرحيين لتحديد المشكلات التي تواجههم .
كلام خطاب جاء في مؤتمر أدباء مصر في دورته التاسعة والعشرين، حيث قال رئيس البيت الفني للمسرح الفنان فتوح أحمد لـ {الجريدة} إن {نهضة المسرح في وقتنا الحالي ستأتي عبر اعتماده على حلول غير تقليدية، وأفكار خارج الصندوق}، كاشفاً عن أنه يعمل راهناً على خطة من مستويين لإحياء المسرح أولهما تشغيل جميع المسارح على مستوى محافظات الجمهورية، والثاني هي {المضامين} التي تقدمها تلك المسرحيات عبر اعتمادها في المقام الأول على {عروض شبابية متنوعة لجذب شرائح جديدة من الجمهور .وأعرب فتوح عن أمانيه {ألا يقتصر المشهد بأكمله على أجيال جديدة فقط من ممثلي المسرح، ولكن مطلوب من الفنانين الكبار أن يعودوا إلى تقديم أعمال مسرحية تشكل حالة من التوازن بين المدارس الحديثة والقديمة بين ممثلي المسرح، ولكنهم أكثر حرصاً على تقديم رسائل توعوية تعمل على تنمية وتقدم المجتمع}، مبدياً تفاؤله بعودة المسرح القومي بعد إغلاقه منذ عام 2008.المخرج المسرحي حسام عطا يرى أن الحل في بلورة أعمال أدبية وتحويلها إلى عروض مسرحية، قائلاً إنه لطالما أثرى أدباء مصر المسرح بتجارب ناجحة للغاية. وأشار إلى أن نشر الثقافة بين الشرائح الجماهيرية وتوسيع نطاقها أمر {غاية في الأهمية}، وإلى أن التوصيات الخاصة لمؤتمر الأدباء 2014 حملت المطلب الأبرز، وهو الاهتمام بسيناء وغيرها من محافظات حدودية، بوضع سياسات ثقافية ممكنة التحقق، تسمح لفناني مصر ومثقفيها بالقيام بدورهم التنويري الفاعل.وطالب عطا بتشجيع الجمهور عبر قيمة رمزية لدخول عروض مسرح قصور الثقافة، ما يضمن في الوقت ذاته دخلاً يؤمن الإنفاق على تلك العروض والمسارح ويكفل تعامل الجمهور بجدية أثناء حضور العرض.الكاتب المسرحي محمد ناصف عبَّر عن استيائه من انتشار ما سماه {المسرح التجاري} الذي يعتمد على نصوص وعروض رديئة، مصرحاً لـ{الجريدة} بأن الأمل راهناً يكمن في كتل جديدة من المبدعين والمتلقين أيضا، مشيرا إلى أن انهيار المسرح أتى من انهياره في المدارس والجامعات، ومطالباً المحافظين بتحمل استضافة الفرق المسرحية، والبيت الفني للمسرح بدفع الأجور للفنانين، للمساهمة في عودة الفنون المتجولة وانتشارها.من جانبه، وصف الكاتب أحمد أبو خنيجر، الحائز جائزة الدولة التشجيعية، أنشطة الثقافة الجماهيرية بـ{السرية}، قائلا لـ{الجريدة}: {لا أدري لماذا يتعاملون معها وكأنها نشاط محظور ويتعمدون عدم توفير الدعاية الكافية لها، رغم أن ثمة عناصر جيدة قادرة على النهوض بالأمر، والجميع في أمس الحاجة إلى المسرح الآن ولدينا كثير من الممثلين يمتازون بخفة الظل والقدرة على تقديم الارتجال، إضافة إلى جمهور متعطش إلى ذلك}.وأوضح أن الفضل يعود إلى الفنان الراحل عبدالغفار عودة في تأسيس ما عرف في أواخر الثمانينيات بـ {المسرح المتجول}، وذكر حينها أنه يوسع رقعة الفن ويساعد على وصوله إلى شرائح أوسع من ناحية، ويفرز أجيالاً جديدة من الممثلين والمخرجين ومهندسي الديكور من ناحية أخرى، وذكر حينها النقاد أن الأمر أشبه بـ{مراكز إشعاع ثقافي}، قبل أن يجدد مؤتمر أدباء مصر خلال جلسات وموائد المؤتمر الحديث عن الأمر وكيفية إحيائه مجدداً.واختتم أبو خنيجر أن المسرح لديه كامل القدرة على محاربة التطرف والتصدي للإرهاب لأنه يعالج {الأفكار} المتشددة منذ البداية، و}كلي ثقة في أن الشباب في المحافظات والقرى لو وجدوا فنوناً تمثلهم ويستطيعون من خلالها التعبير عن آرائهم فستختلف حياتنا كلياً، ونستبدل التفكير بالتكفير}.وضمن الجهود الرامية إلى عودة فنون المسرح، دشَّن الفنان علي قنديل مبادرة أطلق عليها {عايز مسرح}، قبل أن يقدم عروضاً في عدد من المحافظات هي أقرب إلى فن {ستاند أب كوميدي}، وقدم قنديل مسرحية {مصر 2 راكب} التي عرضت في القاهرة وكفر الشيخ وطنطا، وتعتبر تجربته الأولى في الإخراج المسرحي، حيث يعتمد في هذه المسرحية على المزج بين المسرح وبين فن {ستاند أب كوميدي}، بمساعدة أشخاص تدربوا في {ورشة ستاند أب كوميدي}، وهي الوحيدة في مصر.
توابل - ثقافات
مسرح الشارع والمقهى في القاهرة يواجهان ركاكة الفضائيات
15-01-2015