أصدر القضاء المصري أمس حكماً ببراءة الرئيس الأسبق حسني مبارك ونجليه ووزير داخليته و6 من كبار مساعديه، من كل الاتهامات الموجهة إليهم بشأن أحداث ثورة يناير 2011، فضلا عن اتهامات أخرى بالفساد، وفي وقت تباينت ردود الأفعال بشأن الحكم، أغلقت قوات الأمن ميدان التحرير تحسباً لاندلاع تظاهرات فيه.

Ad

بعد 18 شهرا من جلسات محاكمة الرئيس المخلوع الأسبق حسني مبارك، التي عرفت إعلاميا بـ"قضية القرن"، واجه خلالها اتهامات بقتل متظاهرين سلميين، إبان ثورة يناير 2011، أسقطت محكمة جنايات القاهرة، أمس، دعوى اتهام مبارك في القضية، وبرأت وزير داخليته اللواء حبيب العادلي و6 من كبار مساعديه في ذات القضية.

المحكمة التي أصدرت حكمها صباح أمس، وسط إجراءات أمنية مكثفة من قبل قوات الجيش والشرطة، أعلنت براءة مبارك ورجل الأعمال الهارب حسين سالم، من قضية فساد، تتعلق بتصدير الغاز لإسرائيل، بحجة انقضاء الدعوى، كما برأت مبارك ونجليه علاء وجمال في قضية ثالثة تتعلق بقبول عطايا واستغلال النفوذ.

وقال قاضي المحكمة محمود الرشيدي، في ما يتعلق باتهام مبارك بالاشتراك في جرائم القتل العمد مع سبق الإصرار للمتظاهرين: "حكمت المحكمة حضوريا بعدم جواز نظر الدعوى الجنائية المقامة ضد حسني مبارك لسبق صدور أمر ضمني بألا وجه لإقامة الدعوى الجنائية ضده".

وذكر القاضي أن إجمالي عدد القتلى الذين تضمّنتهم الأوراق الجنائية للقضية 239 في 11 محافظة، بينهم 36 قتلوا في الميادين العامة والبعض الآخر أمام أقسام الشرطة والمنشآت العامة، مشيرا إلى أن المحكمة سطرت أقوال الشهود في الجلسات السرية، وعددهم 13 شاهدا في المحاكمة الأولى، إلى جانب 19 شاهداً في الإعادة.

في السياق، وبعد ساعات من حكم البراءة، أصدر النائب العام المصري المستشار هشام بركات قرارا بتكليف المكتب الفني للنائب العام بإعداد دراسة لحيثيات الحكم، تمهيدا للطعن على تلك الأحكام أمام محكمة النقض.

ويقضي مبارك فترة حبسه 3 سنوات في قضية الاستيلاء على أموال عامة، في مشفى المعادي العسكري، نظرا لحالته الصحية، كما يُعاقب نجلاه جمال وعلاء بالسجن المشدد 4 سنوات في ذات القضية، ما يترتب عليه استمرار حبسهم على ذمة قضايا أخرى، فضلا عن انتظار حكم النقض في القضية المنظورة.

من جانبه، أكد مصدر أمني مصري بقطاع مصلحة السجون استمرار حبس كل من وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي وعلاء وجمال مبارك بمحبسهم بمنطقة سجون طرة (جنوب القاهرة)، نظرا لاستمرار تنفيذهم أحكاما قضائية أخرى، وقال المصدر الأمني إن وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي مازال يقضي عقوبة السجن مدة خمس سنوات في قضية اللوحات المعدنية.

ردود فعل

وبعد النطق بحكم البراءة، شهد مقر أكاديمية الشرطة ردود أفعال متباينة، حيث سادت حالة من الغضب بين أسر الشهداء، مرددين هتافات مناهضة للقضاء ومطالبين بالقصاص، في ما سادت حالة من الفرح بين أنصار مبارك، مرددين هتافات مؤيدة للقضاء.

وكانت قوات الجيش والشرطة كثفت تواجدها على مداخل ميدان التحرير، الذي أُغلق في أعقاب الحكم، بعد تجمع العشرات من أهالي الشهداء وعدد من الشباب، المعترضين على الحكم، مرددين هتافات مناهضة للنظام.

وعلمت "الجريدة" من مصادرها ان قرينة الرئيس الأسبق سوزان مبارك وزوجة علاء مبارك، قامتا برفقة المحامي فريب الديب بزيارة مبارك في مقر إقامته بمشفى المعادي، وقال الديب محامي مبارك في تصريحات صحافية إن موكله سيصبح حرا طليقا لأنه "أمضى عقوبة السجن في قضية قصور الرئاسة خلال مدة الحبس الاحتياطي التي تجاوزت مدة الحكم".

وبينما قال عصام البطاوي محامي اللواء حبيب العادلي إن موكله سيعود إلى محبسه كونه محبوسا على ذمة قضايا أخرى، أكد الخبير الدستوري شوقي السيد لـ"الجريدة" أن براءة مبارك لا تعني خروجه من السجن، حيث يقضي عقوبة بالسجن 3 سنوات في قضايا فساد مالي، في حين توقع الباحث في شؤون الحركات الإسلامية عمار علي حسن أن يمثل الحكم ببراءة مبارك ونجليه ضغطا على الرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي.

تفكيك 3 عبوات

إلى ذلك، وبعد يوم من فشل القوى الإسلامية المتشددة في الحشد لتظاهرات أطلقوا عليها "انتفاضة الشباب المسلم"، نجحت أجهزة الأمن وخبراء المفرقعات في محافظة القليوبية شمال القاهرة في إبطال مفعول ثلاث قنابل بدائية الصنع وضعها مجهولون بجوار شركات البترول في منطقة مسطرد بمحافظة القليوبية، بينما انفجرت قنبلتان بدائيتا الصنع وضعهما مجهولون أسفل قاعدة برج كهرباء الضغط العالي بمنطقة دمو بالفيوم جنوب القاهرة.

وشهد مجمع محاكم الإسكندرية القضائي، بطريق الكورنيش، أمس، انفجار قنبلة صوت، تسببت في حالة من الذعر دون إصابات، بينما ألقى مجهولون قنابل مولوتوف حارقة على نادي القضاة بمنطقة بولكلي في المدينة الساحلية، بعد صدور أحكام براءة مبارك ومعاونيه.

ميدانيا، وفي إطار حرب الجيش على الجماعات الإرهابية المسلحة في سيناء، قال مصدر عسكري مصري مسؤول إن "حملة أمنية موسعة استهدفت جنوب العريش والشيخ زويد ورفح أمس أول أسفرت عن مقتل 5 من العناصر التكفيرية وضبط 14، وإحباط تفجير 5 عبوات ناسفة، وتدمير 185 بؤرة إرهابية".