• قطاعات الناشئين في الأندية تشكو الإهمال... ومجالس الإدارات تتذرع بقلة الدعم
• معرفي: 120 ألف دينار تكلفة مواصلات الناشئين وحدها... والاهتمام نابع من الأندية دون إلزام • عبدالحميد: نجاح المنظومة البيضاء وراءه سنوات طويلة من العمل... والاجتهادات الفردية لن تبني منتخبات قويةنتائج المنتخبات الوطنية في مختلف الألعاب لا ترتقي إلى مستوى الطموح، الذي يأمله محبو الرياضة الكويتية، وكذلك لا يعطي المستوى المنشود، لاسيما في المراحل السنية، انطباعا بأن الرياضة الكويتية في طريقها لاستعادة مجدها الغائب.وباتت قطاعات الناشئين في أغلب الأندية الكويتية خارج حسابات المسؤولين بشكل كامل، وهو ما انعكس على المنتخبات في شتى الألعاب، كما أصبحت المنتخبات الزرقاء بعيدة عن منصات التتويج أو حتى مجرد المنافسة على المراكز المتقدمة.وبما أن المراحل السنية هي الأساس لبناء أجيال قادرة على المنافسة والوصول إلى منصات التتويج، فإن الاهتمام بها والعودة لبنائها على أسس صحيحة وعلمية، أمر ملح وضروري، قبل اتساع الفجوة أكثر في ظل تقدم ملحوظ لدول الجوار التي عملت وبجد ونجحت في تذليل جميع العقبات.وحسب وجهة نظر بعض المختصين في المجال الرياضي الذين حاورتهم "الجريدة"، فإن أسباب هذا التخلف والتراجع الكبير على صعيد كل الألعاب يعود إلى غياب دور الدولة، ممثلة في الهيئة العامة للشباب والرياضة فيما يخص الرقابة ووضع خطط فاعلة لتطوير هذا القطاع، إلى جانب تراخي الاتحادات والأندية في القيام بالدور الموكل إليها، وهو ما ينسحب على الوزارات المختصة كوزارة التربية.نموذج ناجحويعد نموذج نادي الكويت من أنجح النماذج في البلاد، وهو ما اتى بثماره على صعيد اغلب الألعاب، بعد أن حصدت الفرق الصغيرة في قلعة الأبيض اغلب كؤوس مراحل الناشئين. وعن ذلك يقول رئيس قطاع الناشئين في لعبة كرة القدم الدكتور أحمد عبدالحميد إن انجاز الكويت لم يأت بين عشية وضحاها، بل جاء بعد عمل سنوات طويلة، وضعت خلاله إدارة النادي خطة طويلة الأمد، وتم اختيار أطقم التدريب، والإداريين بعناية فائقة، وهو عكس ما يحدث في هذا الجانب من بعض الأندية، حيث المحاباة والمجاملات في اختيار الكوادر المسؤولة عن مراحل الناشئين، وهو ما يتسبب في تدمير هذا القطاع.ويشير عبدالحميد الى ان الكويت عمل بجد من خلال النادي والمدارس من خلال انتشار المختصين من النادي في جميع اركان الكويت لجذب المواهب، ومن ثم العناية بها كأفضل ما يكون من خلال توفير المواصلات المناسبة، فضلاً عن الدعم المالي، الذي بات عنصراً ضرورياً حتى للاعب الصغير.ويوضح عبدالحميد ان الكويت، وبعد سنوات، تمكن من الصعود إلى منصات التتويج، وبات رافدا اساسيا لتغذية المنتخبات بأكثر من 35 لاعبا في المراحل المختلفة، مؤكداً ان دعم بعض الاندية وحده لن يكون كافيا لإمداد المنتخبات بما تحتاجه من لاعبين، بل إن على المنظومة كاملة أن تعمل بداية من المدارس والأندية والاتحادات والهيئة العامة للشباب والرياضة للوصول في النهاية بالموهبة الصغيرة إلى بر الأمان بما يخدم الكويت.صعوباتبدوره، قال مدرب منتخب الناشئين أحمد حيدر ان هناك عزوفاً من اللاعبين الصغار في أغلب الأندية لقلة الاهتمام وهو ما يضيع على المنتخبات مواهب كثيرة، كانت تستطيع خدمتها في حال وجدت الاهتمام المناسب.ويؤكد حيدر أن الحصول على الموهبة اسهل من الحفاظ عليها، لاسيما أن الكثير من الأندية تسند الأمر إلى غير أهله من مدربين ومديري ألعاب لأهداف انتخابية، مشيراً إلى انه لا يلقي باللوم فيما يخص بالاعتناء بالمواهب الصغيرة على الأندية فقط، كونه مؤمناً بأن العمل الجماعي، بداية من المنزل ومرورا بالمدرسة ومن ثم النادي إلى جانب دور الدولة، أمر مطلوب لخدمة اللاعب الصغير، وتنمية المواهب بالشكل الصحيح.وكشف انه يضع مع مدربي المنتخبات المختلفة عدة حلول لاختيار منتخبات الناشئين، حيث يتعين على المدرب اختيار لاعب اساسي ولاعب احتياطي وآخر بديل، لاسيما ان الكثير من اللاعبين في مراحل الناشئين يعتذرون لظروف مستقبلهم الدراسي والتي ترى اسرهم انه اهم من الاستمرار في المنتخب.واتفق حيدر مع الاصوات التي تطالب بمنح الطالب الموهوب رياضيا حافزا من قبل الدولة ووزارة التربية والجامعات، وهو ما يشجع أولياء الأمور واللاعبين الصغار على الاهتمام بالرياضة ومزاولتها، منتقدا الأندية التي تستهلك اللاعب الصغير في حال وجدت فيه الموهبة، حيث يتم الدفع باللاعب في اكثر من مسابقة، وهو ما يستنزف طاقاته ويجعله عرضه للإصابات.وطالب حيدر الاتحادات بتحديد مسابقات بعينها لكل فئة عمرية يمنع معها مشاركة اللاعب في مسابقات أخرى.معرفي: ميزانية كبيرةبدوره، كشف أمين سر نادي القادسية رضا معرفي أن الاهتمام بالناشئين بالشكل السليم يكلف الأندية ميزانية كبيرة تعادل ميزانية الاهتمام بالفرق الكبيرة، بيد ان تكلفة المحترفين هي الفارق الوحيد، مبيناً أن تكلفة تنقلات الناشئين طوال الموسم فيما يخص جميع الألعاب يصل إلى 120 ألف دينار، وهو مبلغ كبير مقارنة بالدعم التي تحصل عليه الأندية.وأضاف معرفي أن الأندية ومنها القادسية يسعى للاهتمام بالناشئين على الوجه الأكمل، لاسيما أنهم مستقبل النادي، بما يصب في بناء فرق قوية تخدم النادي والمنتخبات، مشيراً إلى انه لا يوجد الزام من الدولة فيما يخص الاهتمام بالناشئين، حيث تترك الهيئة العامة للشباب والرياضة حرية التصرف في هذا الجانب للأندية، التي يعمل بعضها ويهتم، بينما يتبع البعض الآخر سياسات أخرى كالاهتمام بصورة أكبر بالفرق الكبيرة على حساب الناشئين.مراكز إعداد الناشئينويرى أكاديميون أن وضع أسس اختيار للناشئين في سن مبكرة 9 و10 سنوات من قبل مختصين من مدربين وأكاديميين وأطباء وراثة يعد أمراً ضرورياً، مؤكدين أهمية الترابط بين الاسرة والمدرسة والنادي للوصول إلى الهدف المنشود.وشددوا على ضرورة توزيع البراعم بأسلوب علمي حسب إمكانياتهم الجسمانية، وعوامل الوراثة، وكل ما يتعلق بالموهبة الصغيرة، وليس بالضرورة ان يتم توجيه لاعب طويل القامة إلى الكرة الطائرة او السلة، على ان يتم تخصيص أوقات العطلات الصيفية للتجمعات والمعسكرات الطويلة لتنمية الموهبة بالشكل الصحيح.وأشاروا إلى أنه لابد أن يكون التخطيط طويلاً، بما لا يقل عن 8 إلى 10 سنوات، حتى يكون الناتج لاعباً يستطيع أن يحقق لبلده وناديه المطلوب والصعود إلى منصات التتويج، موضحين أن فكرة إنشاء مدارس رياضية متكاملة يتم فيها انتقاء المواهب من قبل المختصين أحد الحلول المطروحة والممكنة لبناء قاعدة من المواهب تغذي الأندية والمنتخبات.80% غير متفائلينفي استبيان أجرته "الجريدة" على 100 مواطن، أغلبهم من الوسط الرياضي، أجمع 80 في المئة منهم على أن مستقبل الرياضة الكويتية غير واضح المعالم، في ظل خطط ومقترحات كثيرة لا ترى النور في الغالب على ارض الواقع.وبينما استندت مبررات غير المتفائلين بمستقبل الرياضة إلى غياب المنشأة المجهزة بالشكل اللائق، فضلاً عن غياب الاحتراف عن الرياضة الكويتية، أبدى 20 في المئة من الذين شملهم الاستبيان تفاؤلهم بإمكانية تقدم الرياضة في الكويت خلال الفترة المقبلة في ظل رغبة كبيرة من الدولة، ودعم جيد لمواكبة التقدم الرياضي على مستوى آسيا والخليج. مدرب مقهور!أبدى أحد المدربين الكويتيين لواحدة من اللعبات الجماعية في ناد أنهكته الصراعات في الفترة الأخيرة حزنه على احوال الناشئين في الاندية، مضيفاً أن الاهتمام في أغلب الأندية الكويتية غائب وربما يكون معدوما، ولولا الاهتمام الشخصي من مديري الألعاب والمشرفين من اصحاب النفوذ في تلك الأندية لاندثرت العاب تماماً من خريطة هذه الأندية.وقال المدرب، الذي فضل عدم ذكر اسمه، انه من خلال عمله في قطاعات الناشئين ايقن ان الأندية لا تسعى لبناء اجيال من اللاعبين لدعم فرق النادي في المستقبل، وان جل تركيز الادارات على الظهور الإعلامي عن طريق الاهتمام بفريق القدم في النادي من خلال توفير كل الامكانات، وهو ما يمتص موارد النادي الضعيفة في الاساس، على حد قول المدرب.وأشار إلى أن بناء قاعدة ناشئين واعدة سليمة يتطلب اسطولاً من المدربين والمشرفين ومديري الألعاب، بحيث يعملون بجد لجذب المواهب الصغيرة، والتي دائما ما تلجأ إلى الأندية الكبيرة، كونها توفر جزءا يسيرا من متطلبات هذه المواهب.وذكر المدرب انه يتولى تدريب مرحلتين في النادي الذي يعمل فيه، وهو ما يعني انشغاله 4 أيام في الاسبوع بالمباريات، ولا يوجد لديه أي وقت لتعليم اللاعبين او البحث عن المواهب وتنميتها، في ظل سياسة ناديه التقشفية تجاه المراحل السنية.
رياضة
مستقبل الرياضة الكويتية... مجهول!
03-05-2015