لا يزال تنظيم داعش يتمدد في محافظة الأنبار التي تمتد من وسط العراق إلى غربه، مهدداً العاصمة بغداد، إذ نفذ أمس محاولة تسلل فاشلة إلى بغداد التي شهدت إجراءات أمنية مشددة ووضعت القوات العراقية في محيطها في حال تأهب.

Ad

أعلن المتحدث باسم عمليات بغداد في الجيش العراقي العميد سعد معن أمس، أن الجيش العراقي أحبط عملية تسلل لعناصر من تنظيم «الدولة الإسلامية» المعروف بـ«داعش» إلى العاصمة بغداد، نافيا في الوقت نفسه صحة الأنباء التي تحدثث عن اشتباكات مع أفراد من التنظيم قرب مطار بغداد الدولي.

وشدد معن على أن «بغداد منطقة آمنة» رغم اقراره بمحاولة التسلل في وقت خرج عدة مسؤولين عراقيين ليؤكدوا ان العاصمة آمنة وان حركة المطار عادية.

إجراءات في العاصمة

والإجراءات الأمنية التي اتخذت في العاصمة عكست توترا غير مسبوق، فقد أشارت تقارير إلى إغلاق الأجهزة الأمنية ثلاثة من مداخل المنطقة الخضراء من أصل أربعة، وكذلك الطرق المؤدية إليها، كما قامت بعزل جانبي الكرخ والرصافة عن بعضهما من خلال إغلاق الجسور الرابطة بينهما.

وذكرت الأنباء أيضا أن مدرعات وسيارات مصفحة انتشرت في المنطقة، ومنع المواطنون من دخول المنطقة الخضراء تماما.

مجرد تأهب

في السياق، أفادت مصادر بوزارة الداخلية العراقية أمس، بأن الإجراءات الأمنية في أطراف مدينة بغداد هي مجرد انتشار واسع للقوات العراقية التي اعلنت حالة تأهب قصوى لرد أي اعتداء.

الأنبار

وبعد سيطرته على قضاء هيت بالكامل في الأنبار واصل «داعش» التمدد في أكبر محافظة عراقية.

وأكد مدير ناحية البغدادي في محافظة الأنبار ناجي عراك أمس، أن عناصر تنظيم «داعش» تحاصر الناحية من جميع الاتجاهات، وفرضت عليها حصارا خانقا، مبينا أن «التنظيم قطع جميع طرق الإمداد على الناحية».

وأضاف عراك أن «الخضراوات نفذت من جميع أسواق الناحية إضافة الى قلة وجود المواد الغذائية في المحلات التجارية وارتفاع اسعار الوقود بشكل كبير جدا»، لافتا الى أن «أهالي القضاء بدأوا يعتمدون على المخزون لديهم من المواد الغذائية».

الحاتم

وقال شيخ عشائر الدليم علي الحاتم أمس، إن «تنظيم داعش هو جزء لا يتجزأ من المشروع الإيراني في المنطقة»، محملا رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي مسؤولية «تسليم الأنبار للتنظيم الإرهابي».

وأضاف الحاتم في مؤتمر صحافي: «الأجهزة الأمنية والتحالف الدولي لم يتعامل مع التنظيم بجدية، وسيصل مسلحو التنظيم إلى بغداد، لأنه مدعوم من جهات خارجية ويمتلك أسلحة تمكنه من احتلال العراق»، مؤكدا أن «المدن الرئيسية السبع في محافظة الأنبار غربي العراق أصبحت بيد داعش، وتبقى مسألة وقت قبل أن يصل مسلحو التنظيم إلى العاصمة بغداد».

وطالب «أبناء السنة الذين انضموا إلى التنظيم بتركه والعودة إلى عشائرهم»، داعيا رجال الدين السنة والشيعة إلى «تجريم داعش وغيره من الميليشيات التي تستهدف المدنيين العراقيين».

وشدد على «ضرورة تدخل قوات عربية برية في العراق وعقد مؤتمر دولي بشأن الأحداث الأخيرة في البلاد».

من جهته، طالب القيادي في تيار الكرامة ناجح الميزان بالاستعانة بقوات عربية فورًا في العراق لمواجهة تنظيم الدولة.

وقال الميزان في مؤتمر صحافي لمجلس عشائر الأنبار إن العشائر هي من يجب أن تقاتل داعش مع قوات عربية.

مقتل نائب

وقتل النائب الشيعي القيادي في منظمة «فيلق بدر» أحمد الخفاجي في تفجير انتحاري وقع في حي الكاظمية في بغداد اسفر عن مقتل 20 شخصا من بينهم النائب.

 وفي محافظة صلاح الدين، ذكرت مصادر أمنية أمس، أن مروحيات الجيش العراقي قتلت المفتي الشرعي لتنظيم «داعش» واثنين من مساعديه في غارة جوية في قضاء بيجي شمالي صلاح الدين.

وفي محافظة ديالى ذكرت الشرطة العراقية أمس، أن 15 شخصا قتلوا وأصيب 22 آخرون في سلسلة هجمات متفرقة شهدتها مناطق في مدينة بعقوبة مركز المحافظة. فيما يواصل طيران التحالف الدولي شن غارات جوية على مواقع وأوكار «داعش» في مناطق عدة غربي مدينة كركوك.

البرزاني وهاموند

وبحث رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني ووزير خارجية بريطانيا فليب هاموند في أربيل أمس استكمال تشكيل الحكومة العراقية الجديدة والتنسيق بين قوات التحالف وقوات البيشمركة الكردية للقضاء على تنظيم «داعش».

وأكد البرزاني في بيان أمس، عقب لقائه بهاموند أن» القضاء على الإرهاب يتطلب جهدا عسكريا وسياسيا واقتصاديا مشتركا»، مبينا أن «قوات البيشمركة كانت تعاني حصارا بالتسليح وواجهت منظمة إرهابية تمتلك قدرات دولة».

وأضاف أن «كردستان تواجه حربا ضد عدو شرس ومجرم ويشكل خطرا على الجميع»، مبينا أن «قوات البيشمركة كشفت التكتيكات العسكرية للإرهابيين مبكرا وتمكنت من إيقافها ودحرها في عدة مناطق».

من جانبه، أكد هاموند خلال البيان أن «إقليم كردستان يحارب داعش نيابة عن العالم»، لافتا إلى أن «قوات البيشمركة والتحالف يمتلكان روئ أكثر وضوحا في مواجهة داعش».

وكان وزير خارجية بريطانيا وصل أربيل مساء أمس الأول، ضمن زيارته الرسمية الى العراق لبحث الأوضاع الأمنية والسياسية التي تشهدها البلاد والمنطقة مع كبار المسؤولين العراقيين.

(بغداد- أ ف ب، د ب أ، كونا)