أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما مساء أمس الأول، في نيويورك أن الضربات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة وحلفاؤها العرب على تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف بـ"داعش" في سورية توجه "رسالة واضحة" بأن العالم موحد في مواجهة الجهاديين.

Ad

وقال أوباما بعد لقاء مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني ورئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي ووزير خارجية السعودية الأمير سعود الفيصل ونظيريه البحريني خالد بن أحمد آل خليفة والإماراتي عبدالله بن زايد والقطري خالد العطية: "أعتقد أنه بفضل الجهود غير المسبوقة لهذا الائتلاف لدينا الآن فرصة لتوجيه رسالة واضحة جدا مفادها أن العالم موحد".

وشنت الولايات المتحدة لأول مرة الثلاثاء الماضي، بمساعدة 5 دول عربية هي السعودية والأردن والإمارات والبحرين وقطر ضربات على جهاديي تنظيم "داعش" في سورية.

ورأى أوباما أن هذا الائتلاف يثبت تصميم المجتمع الدولي "على إضعاف وتدمير ليس فقط الدولة الإسلامية بل أيضا هذا النوع من الايديولوجية الذي يؤدي الى هذا القدر من اراقة الدماء".

وقال مسؤول في وزارة الخارجية، إن جميع البلدان العربية المجتمعة حول الطاولة مع أوباما "اتفقت على القول إن ثمة لحظات يتحتم فيها اتخاذ موقف، وخصوصاً موقف موحد في المنطقة". وأثنى على "التناغم" بين حلفاء الولايات المتحدة العرب الذين يشاركون في "حملة بعيدة الأمد" من أجل "القضاء" على "داعش".

العبادي

إلى ذلك، دعا رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي أمس، المجتمع الدولي إلى مساعدة فعلية للعراق في محاربة "داعش".

وقال العبادي، خلال الاجتماع مع أوباما وممثلين عن الدول الـ5 التي شاركت في العمليات العسكرية في سورية: "نريد تطبيق عملي لهذا الدعم وعدم الاكتفاء بالكلام".

وذكر أن "العراق غير مستعد للانتظار حتى يأتي الدعم، اذ إن مقاتلينا باستطاعتهم تحقيق النصر على داعش"، مشيرا إلى أن "المنطقة تعيش حالة من الاستقطاب، وهو ما أدى إلى نشوء هذه الجماعات الإرهابية، والعراق هو من يدفع ثمنه، ونحن لا نريد أن ننحاز الى أي طرف في هذا الاستقطاب".

سعود الفيصل

من ناحيته، قال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في كلمة له في المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، إن "السعودية لن تتوانى عن المشاركة في أي جهد دولي جاد يسعى إلى حشد وتضافر العمل الدولي وتكثيفه لمحاربة الإرهاب أينما وجد ومهما كانت دوافعه وأسبابه، أو الجهات التي تقف وراءه، ودون تفرقة بين جنس أو لون أو مذهب عقدي"، مؤكدا أن بلاده ستساهم في كل عمل ضده "أينما وجد".

وبعد الكلمة، قال الفيصل، إن مشاركة القوات السعودية في الحملة على تنظيم داعش في سورية "تأتي في سياق أن المملكة تقف دائماً ضد الإرهاب الذي شوه صورة الإسلام" مضيفا: "شاركنا لأن مصالحنا تتطلب ذلك، وعون للاخوة السوريين في نضالهم وحمايتهم من شر هذه الفئة الضالة".

بريطانيا

في سياق آخر، قال مصدر بريطاني مطلع أمس، إنه قد يتم استدعاء البرلمان من عطلته الصيفية للانعقاد غدا الجمعة للتصويت على اقتراح لرئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون للمشاركة في الحملة الجوية التي تقودها الولايات المتحدة ضد "داعش" في العراق.

أردوغان

ولم يستبعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تقديم بلاده دعما عسكريا لمكافحة ميليشيات تنظيم "الدولة الإسلامية". ومن جانبه، أعلن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أن البرلمان التركي سيبحث يوم الأسبوع المقبل، المزيد من الإجراءات في ضوء تطورات الأوضاع في المنطقة.

(نيويورك - أ ف ب، رويترز،

د ب أ، كونا)