دعا ممثلو المعارضة السورية في الداخل والخارج الذين اجتمعوا في القاهرة على مدى اليومين الأخيرين بدعوة من "المجلس المصري للشؤون الخارجية"، إلى عقد مؤتمر واسع للمعارضة في الربيع بالقاهرة بهدف الاتفاق على حل سياسي ينهي الحرب الأهلية في سورية، متجاهلين الحوار الذي دعت موسكو إلى عقده غدا الاثنين.

Ad

وانتهى اجتماع أطياف المعارضة السورية، بإعلان "بيان القاهرة" الذي ينص على 10 بنود، أبرزها استبعاد الرئيس السوري بشار الأسد من أي مرحلة انتقالية، وتنفيذ "وثيقة جنيف1" بخاصة البند الخاص بإنشاء هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات تشرف على العملية الانتقالية الديمقراطية ضمن برنامج زمني محدد وبضمانات دولية، بالإضافة الى ضرورة استنهاض قوى المعارضة لقواها ومؤيديها لإعادة برنامج التغيير الديمقراطي إلى مكانته الطبيعية.

وشدد المجتمعون في بيانهم على أنه لابد من اتفاق مبدئي بين كل الاطراف السورية لإنهاء مختلف اشكال الوجود العسكري غير السوري.

ومن الأمور النادرة التي شهدها الاجتماع وجود ممثلين عن "هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي" أهم كتلة للمعارضة السورية في الداخل التي يغض النظام الطرف عن نشاطها، وأعضاء في الائتلاف الوطني للمعارضة في المنفى بينهم رئيسه السابق أحمد الجربا المقرب من السعودية ووجوه مستقلة بينهم الممثل السوري جمال سليمان الذي قرأ البيان الختامي في مؤتمر صحافي.

وقال هيثم مناع، المعارض السوري، عضو هيئة التنسيق الوطنية السورية المعارضة خلال مؤتمر صحافي مشترك مع سليمان والمعارض السوري البارز فايز سارة، إن "النظام السوري يتقاسم حالياً الأرض مع التنظيمات الإرهابية كداعش والنصرة"، مؤكداً أن "الخطر الإرهابي في سورية لا يقل عن خطر استمرار الاستبداد"، وأضاف "وهذا يولد ذاك".

وأعلنت المعارضة في نهاية البيان انه سيتم التحضير لمؤتمر وطني سوري يعقد بالقاهرة في الربيع القادم، وتشكيل لجنة معنية بمتابعة الاتصالات مع اطراف المعارضة السورية للإعداد للمؤتمر والمشاركة فيه.

شكري

من ناحيته، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري أمس إن بلاده تسعى دائما لحل الأزمة السورية، مؤكدا أن "مصر لن تدخر جهدا في التواصل مع الأطراف الدولية وكل العناصر ذات التأثير للوصول إلى حل سياسي لحماية الشعب السوري"، وذلك في تصريحات للصحافيين عقب اجتماعه مع المشاركين في اجتماع القاهرة.

الغوطة وعلوش

ميدانياً، ارتفع عدد قتلى الغارات التي نفذتها طائرات النظام السوري أمس الأول على بلدة حمورية في الغوطة الشرقية قرب دمشق الى 46 قتيلا بينهم أطفال، بحسب حصيلة جديدة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس: "ارتفع الى 46 على الاقل بينهم مواطنتان وستة اطفال عدد الشهداء الذين قضوا جراء قصف للطيران الحربي على مناطق في بلدة حمورية بالغوطة الشرقية". وكانت حصيلة سابقة اشارت الى مقتل 32 شخصا في هذه الغارات.

وأشارت "لجان التنسيق المحلية" الى أن طائرات النظام استهدفت "احدى الساحات العامة في المدينة اثناء خروج المصلين من صلاه الجمعة". وتشكل الغوطة الشرقية معقلا لمقاتلي المعارضة تحاصره قوات النظام منذ اكثر من سنة في محاولة لطردهم منه. وقد أحرزت هذه القوات تقدما على الارض خلال الفترة الماضية في محيط العاصمة. وغالبا ما تستهدف طائرات النظام السوري مناطق في الغوطة الشرقية، في ضربات جوية تستخدم فيها احيانا البراميل المتفجرة. وقد قتل واصيب في الغارات مئات المدنيين.

وشملت غارات الجمعة مناطق أخرى في الغوطة الشرقية، كما ألقى الطيران المروحي براميل متفجرة على مدينة الزبداني في المنطقة نفسها. في المقابل، دعا قائد "جيش الإسلام" زهران علوش المدنيين المقيمين في العاصمة دمشق إلى عدم الخروج من منازلهم أو التجول في شوارع العاصمة بدءاً من اليوم الأحد. وأعلن أنه سيتم استهداف العاصمة دمشق بمئات الصواريخ بشكل يومي، ردا على قصف قوات النظام مدن وبلدات الغوطة الشرقية.

وأطلق علوش في تغريدة له على موقع "تويتر" تحذيراً إلى "كل المسلمين" في دمشق، قال فيه "لواء الصواريخ يتأهب لشن حملة صاروخية على العاصمة يتم من خلالها إمطار العاصمة دمشق بمئات الصواريخ يوميا من طراز (كاتيوشا – 107 – سهم الإسلام/3 – غراد/20 – غراد/40)".

التدريب

في سياق منفصل، قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن وزير الدفاع المستقيل تشاك هيغل أمر بتوجه أول مجموعة تضم نحو 100 جندي أميركي للشرق الأوسط خلال الأيام القليلة المقبلة لإقامة مواقع تدريب لمقاتلي المعارضة السورية الذين يقاتلون متشددي تنظيم "داعش".

وقال الأميرال جون كيربي، المتحدث الصحافي باسم "البنتاغون"، إنه أجيز للجنود ومعظمهم من قوات العمليات الخاصة بالتوجه للمنطقة الأسبوع الماضي وسيبدأون في الوصول إلى دول خارج سورية خلال الأيام المقبلة مع موجة تالية تضم عدة مئات من المدربين العسكريين خلال الأسابيع التالية.