أربكت الأحداث التي وقعت أمس الأول أمام استاد الدفاع الجوي، وأسقطت 19 قتيلاً من رابطة مشجعي الزمالك، المشهد المصري أمس، لأنها جاءت عشية زيارة تاريخية لبوتين، ما انعكس على تغيير برنامج زيارات الرئيس لمناطق سياحية.
عاشت مصر أمس يوماً حزيناً، بعد مقتل 19 من رابطة مشجعي الفريق الأول لكرة القدم بنادي الزمالك، والمعروفة بـ"أولتراس الوايت نايتس"، أمام استاد "الدفاع الجوي" في ضاحية مدينة نصر، شرق القاهرة أمس الأول.وأعلنت وزارة الداخلية مراجعة حصيلة قتلى مشجعي فريق الزمالك من 22 إلى 19 قتيلا.وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية هاني عبداللطيف أمس، إن "19 شخصا قتلوا وأصيب 22 شرطياً، وتم ضبط 18 من مثيري الشغب".وشيع عدد من أهالي قتلى "المجزرة"، جثامين أبنائهم، وسط هتافات مناهضة لقوات الشرطة، وفي حين قالت وزارة الصحة، إن أعداد الوفيات بلغت 19 قتيلاً، نتيجة اختناقات وكسور في مناطق مختلفة، أوضح المتحدث الإعلامي لوزارة الصحة حسام عبدالغفار أن "النيابة العامة تراجعت عن إعلانها أن الضحايا عددهم 22".الرئاسة تنعىفي غضون ذلك، نعت رئاسة الجمهورية أمس، الضحايا، ووصفت الأحداث بـ"المؤسفة"، وقال بيان للرئاسة إن الرئيس عبدالفتاح السيسي تابع تطورات الموقف مع رئيس مجلس الوزراء إبراهيم محلب، وأكد البيان أن "السيسي شدد على أهمية انتهاء جهات التحقيق من كشف ملابسات الأحداث وتحديد المتسبب فيها".وبينما باشرت النيابة العامة تحقيقها في الواقعة، وأمرت بضبط جميع قيادات "وايت نايتس"، أقر مجلس الوزراء تأجيل الدوري المحلي إلى أجل غير مسمى، في وقت علمت "الجريدة" أن توقف الدوري قد يستأنف بعد أسبوع، من دون حضور الجماهير.من جانبها، حملت وزارة الداخلية روابط مشجعي الزمالك مسؤولية الأحداث، وقالت إن "القوات صدت أعداداً كبيرة من المشجعين حاولوا اقتحام الاستاد دون تذاكر، ما دعا القوات إلى الحيلولة دون استمرارهم في التعدي على منشآت الاستاد"، وتابع البيان: "القتلى سقطوا نتيجة التدافع والاختناق"، في حين، نفى المتحدث باسم وزارة الداخلية ما تردد حول استقالة وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم.من جانبه، حمّل الخبير الأمني محمود قطري وزارة الداخلية مسؤولية الأحداث، متهماً إياها بالفشل في التخطيط لتأمين المباراة، بينما حمل النشاط الحقوقي جمال عيد وزير "الداخلية" محمد إبراهيم المسؤولية.إلى ذلك، أعلنت مصلحة الطب الشرعي، أمس التعرف على 8 جثث مجهولة الهوية، وقال التقرير الطبي المبدئي، إن "الوفيات جاءت نتيجة كدمات وسحجات في منطقة الصدر والوجه والرأس والرقبة"، بينما قال رئيس نيابة شرق القاهرة، المستشار محمد سيف، إن "النيابة خاطبت القوات المسلحة للحصول على تسجيلات كاميرات استاد دار الدفاع، التي تضم لقطات مسجلة للأحداث".استقبال بوتينإلى ذلك، أربكت مجزرة "الزملكاوية" المشهد الداخلي المصري، الذي يشهد حالة من الاستنفار، استقبالاً للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي وصل إلى القاهرة مساء أمس في زيارة تستغرق يومين.ملامح المشهد المرتبك، انعكست بحسب مصادر لـ"الجريدة" على تغيير جدول الزيارات الذي كان مقرراً أن يقوم بها الرئيس الروسي، لبعض الأماكن السياحية والجولات الترفيهية في أحياء القاهرة التاريخية، فضلاً عن رفض الجهات الأمنية مقترح الاستقبال الشعبي الذي كان مقرراً للرئيس الروسي، بينما شهد محيط قصري الاتحادية والقبة الرئاسيين، تشديدات أمنية غير مسبوقة.ويرافق الرئيس الروسي في زيارته وفد رفيع المستوى يضم وزراء وعددا من كبار المسؤولين الروس، ويستقبله الرئيس المصري، ليصطحبه إلى دار "الأوبرا" وسط القاهرة، لمشاهدة عرض ثقافي عن تاريخ البلدين، لتعقبها مأدبة عشاء، لتُجرى مراسم الاستقبال الرسمي، اليوم.المتحدث الرئاسي السفير علاء يوسف قال، إن "الرئيسين سيبحثان خلال الزيارة سبل تعزيز العلاقات الثنائية، فضلاً عن بحث القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، بينها الأوضاع في سورية والعراق وليبيا وفلسطين"، ومن المقرر أن يعقد الرئيسان مؤتمراً صحافياً اليوم، بعد توقيع اتفاقيات.وتعد زيارة بوتين إلى القاهرة الأولى منذ عشر سنوات، حيث سبق له الحضور إلى القاهرة أبريل 2005، ووصف سفير مصر الأسبق لدى روسيا، عزت سعد، الزيارة بـ"بالغة الأهمية"، موضحاً لـ"الجريدة" أنها ترسخ مبدأ استقلال السياسة الخارجية للقاهرة، مرجحاً أن يكون للزيارة مردود قوي على الصعد العسكرية والاقتصادية والسياسية.مقتل 8 إرهابيينميدانياً، لقي 8 من عناصر تنظيم "أنصار بيت المقدس" مصرعهم خلال حملات دهم أمس الأول، على منطقة الجميعي جنوب الشيخ زويد، فيما بدأت أمس فعاليات التدريب البحري المشترك المصري السعودي "مرجان 15"، التي تجريها وحدات من القوات البحرية المصرية والبحرية السعودية.على صعيد آخر، قالت اللجنة العليا للانتخابات، أمس إن "2109 أشخاص قدموا أوراق ترشحهم لانتخابات مجلس النواب، خلال اليوم الأول من فتح باب الترشح".
دوليات
«مجزرة الزملكاوية» تخيّم على استقبال بوتين في القاهرة
10-02-2015