الأسد يرسل تعزيزات إلى إدلب... وأول ذبح لـ «أشبال داعش»

نشر في 30-03-2015 | 00:01
آخر تحديث 30-03-2015 | 00:01
No Image Caption
النظام أعدم معتقلين قبل انسحابه... و«حزب الله» يخسر قائد حملة الزبداني

تتجه الأنظار إلى إدلب، حيث أرسل النظام، أمس، تعزيزات عسكرية غداة طرده من المدينة، وسط تقارير عن نية «النصرة» مواصلة المعارك لطرد النظام منها كلها، وتحويلها إلى «رقة ثانية»، في إشارة إلى محافظة الرقة التي يسيطر عليها «داعش» بالكامل.
عكف النظام السوري، أمس، على «إعادة تموضعه» في محيط إدلب، وأرسل تعزيزات عسكرية تمهيدا لبدء عملية واسعة لاستعادة المدينة، التي أعلن أمس الأول جيش الفتح بقيادة جبهة النصرة وحركة أحرار الشام وعدة فصائل إسلامية أخرى سيطرته الكاملة عليها.

وأضح مصدر أمني سوري، لوكالة فرانس برس، أن تحركات القوات النظامية تأتي «لمواجهة أفواج الإرهابيين المتدفقين عبر الحدود التركية الى المنطقة ليكون الوضع أكثر ملاءمة لصد الهجوم».

ونقلت صحيفة «الوطن» القريبة من السلطات، أمس، عن مصدر ميداني في إدلب، التي أصبحت ثاني مدينة تخرج عن سيطرة النظام بعد الرقة معقل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، قوله إن «الجيش نفذ عملية إعادة تجميع ناجحة لقواته في جنوب المدينة وضبط خرق المجموعات الإسلامية المتشددة في جيش الفتح وأوقف تقدمها من الجهتين الشمالية الشرقية والجنوبية الغربية».

وفي حين أشارت الصحيفة إلى «إرسال تعزيزات عسكرية للجيش لبدء عملية عسكرية لاستعادة السيطرة على مناطق أخلاها سابقا بعد إجلاء السكان إلى مناطق آمنة عبر طريق أريحا اللاذقية»، أكد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن أن «قوات النظام تعزز وجودها في معسكر المسطومة».

إعدام معتقلين

وفي وقت سابق، أعلن المرصد فجر أمس «العثور على جثامين 15 شخصاً في معتقل تابع للمخابرات العسكرية في مدينة إدلب»، موضحاً نقلاً عن مقاتلين أن «المخابرات العسكرية أعدمتهم في أحد سجون المربع الأمني قبل طردها من المدينة».

وبثت جبهة النصرة شريطاً مصوراً على حسابها في موقع تويتر يظهر اكتشاف المقاتلين لجثامين المعتقلين في سجن بإدلب، يظهر فيه تسعة جثامين على الأقل في إحدى الزنزانات المظلمة.

وسيطرت جبهة النصرة وحلفاؤها على المدينة بعد اشتباكات مع قوات النظام استمرت خمسة أيام، وأسفرت عن مقتل 170 عنصرا على الأقل من الطرفين، بينهم 96 مقاتلاً سورياً في صفوف الكتائب الإسلامية، وفق المرصد.

وبسيطرتها على مدينة إدلب أصبح معظم المحافظة في قبضة «النصرة»، باستثناء جسر الشغور وأريحا التي لاتزال، إضافة إلى مطار أبوالضهور العسكري وقواعد عسكرية أخرى تحت أيدي النظام.

تحرير واعتراف

وبعد السيطرة على إدلب، التي فاق عدد صور الأسد فيها تعداد سكانها، أصدر الائتلاف الوطني السوري بيانا اعتبر فيه أن تحرير المدينة يمثل انتصارا مهما على طريق تحرير كامل التراب السوري من نظام الأسد وأعوانه.

واعتبر «الائتلاف»، الذي عبّر عن «أسفه الشديد لعدم دعوته لحضور القمة العربية في شرم الشيخ»، معتبرا ذلك «مؤشرا على تراجع موقف الجامعة العربية عن اعترافها به كممثل شرعي للشعب السوري»، تحرير سورية أمرا مرهونا بحصول ما وصفها «انعطافة حقيقية» في مستوى الدعم والتنسيق المقدم لقوى الثورة السورية، وذلك بتوفير الحماية من اعتداءات النظام باستخدام الطائرات والمروحيات والصواريخ.

معارك بالزبداني

وفي ريف دمشق، خسرت ميليشيا حزب الله اللبناني قائد الحملة العسكرية على مدينة الزبداني، عبدالله جعفر، في اشتباكات مع كتائب المعارضة في محيط حواجز الجبر الغربي على أطراف المدينة، وفق شبكة سورية مباشر.

وفي درعا، تعرضت قرى وبلدات إنخل والكرك الشرقي إلى قصف عنيف، وفق لجان التنسيق المحلية، في حين تحدثت الأنباء عن وصول عشرات الجثث لمقاتلي النظام، إضافة إلى عشرات الجرحى، إلى اللاذقية.

ذبح جماعي

في غضون ذلك، أكد المرصد السوري تلقيه نسخة من شريط مصور يظهر فيه 9 صبية دون 18 عاماً من «أشبال الخلافة» في تنظيم «داعش»، يحملون بنادق آلية ويقتادون 9 رجال وشبان باللباس البرتقالي، حيث أجثوهم على الأرض، ومن ثم قام أحد عناصر «الأشبال» بتوزيع سكاكين على زملائه.

وأوضح المرصد أن الصبية، الذين كانوا ملثمي الوجه عدا واحد، قاموا بتمديد الرجال، المتهمين بأنهم روافض، على الأرض ووضع رقابهم على أطراف ساقية صنعها عناصر «داعش»، وقاموا بجز رقابهم، وفصل رؤوسهم عن أجسادهم، تاركين دماءهم تتدفق في الساقية.

وظهر في الشريط المصور، متحدث عن «داعش» يقول: «لن ننسى ما حدث في الثمانينيات مما فعله النظام النصيري الفاجر بالمسلمين في حماة، ولن ننسى كل قطرة دم مسلم، أريقت على تلك الأرض المباركة، وكما قال الخليفة والله لنثأرن».

جبهة الأكراد

وعلى جبهة الأكراد، تواجه غرفة عمليات «بركان الفرات»، التي تضم كلا من وحدات حماية الشعب الكردية ووحدات حماية المرأة ولواء جبهة الأكراد ولواء ثوار الرقة وكتائب شمس الشمال، معارك عنيفة على جبهات جنوب شرق كوباني بريف حلب، في محاولة منها لإجبار «داعش» على مزيد من التراجع، حيث اشتدت الاشتباكات بالقرب من معمل «لافارج» لصناعة الأسمنت، الذي يشكل نقطة استراتيجية يسيطر عليها التنظيم المتطرف.

(دمشق، إسطنبول- أ ف ب، رويترز، د ب أ)

back to top