للمرة الأولى هذا الموسم تشهد بطولة دوري فيفا لكرة القدم لعبة الكراسي الموسيقية، وذلك بعد ختام الجولة السادسة من منافسات البطولة، حيث استعاد العربي قمة الدوري بفوزه على النصر بنتيجة 4-2 برصيد 15 نقطة، متفوقاً على السالمية "الوصيف" بفارق الأهداف، فيما تقهقر الكويت الذي تربع على القمة الأسبوع الماضي إلى المركز الثالث برصيد 14 نقطة بتعادله مع الشباب سلبياً.

Ad

في الوقت ذاته، ارتقى الصليبيخات بفوزه على الشباب 5 - صفر إلى المركز الخامس "مؤقتاً"، واحتل كاظمة المركز السابع بفوزه على الساحل 5-1، علماً بأن الفريق كان يحتل المركز الثامن في الجولة الماضية، أما خيطان، فبعد أن كان يحتل المركز الـ 12، حل في المركز التاسع بفوزه على اليرموك برصيد 6 نقاط.

ومن المؤكد أن لعبة الكراسي الموسيقية لا تعني إلا أن التنافس على القمة وفي منطقة الوسط على أشده، لكن هذا الأمر ليس شرطاً أن يكون مقترناً بالمستوى الفني للفرق، لا سيما أن عدداً منها يبحث عن تحقيق النتائج فقط بغض النظر عن المستوى!

"الجريدة" بدورها تلقي النظر، في هذا التحليل السريع، على أبرز أحداث الجولة التي غاب عنها القادسية والجهراء بسبب تأجيل مواجهتهما التي ستقام على استاد محمد الحمد غداً الأحد.

عودة العربي

نجح العربي في العودة سريعاً إلى القمة والانتصارات معاً بفوز على النصر برباعية مقابل هدف وحيد، بعد أن خسر أمام السالمية في الجولة الخامسة، ويحسب للجهاز الفني واللاعبين سرعة العودة والعمل على استعاد الروح والنسق العالي، وظهر ذلك بوضوح أمام العنابي، لكن هذه المواجهة، إحقاقا للحق، لا تعد اختباراً حقيقياً للأخضر على غرار مباراته مع السماوي، خصوصاً أن العنابي يمر بمرحلة انعدام وزن بلا أي مبرر، لكن يحسب للاعبين رغبتهم وروحهم العالية لتحقيق الفوز، ويحسب للجهاز الفني أيضاً قدرته على تخطي الخسارة بشكل سريع.

انكسارات النصر

من جهته، بات النصر لغزاً محيراً هذا الموسم، فعلى الرغم من دعم الفريق بعدد كبير من اللاعبين المحليين والأجانب، وإسناد المهمة إلى المدرب الكرواتي رادان القريب من الكرة الكويتية لتوليه من قبل مسؤولية تدريب الكويت والمنتخب والقادسية، فإن النتائج لم ترتق إلى مستوى الطموح، ويبدو أن هذا الأمر راجع إلى عدم قدرة المدرب على الوصول إلى مرحلة الانسجام والتناغم.

انتصارات السالمية

أما السالمية، فقد حقق مبتغاه في الجولة بفوز مستحق على التضامن بهدفين مقابل هدف وحيد، لكن هذا الفوز جاء على حساب الأداء والمستوى معاً، حيث لم يقدم الفريق العرض المنتظر منه، والأمر يرجع في المقام الأول إلى الأداء الفردي للاعبين ورغبتهم في استعراض مهاراتهم رغم سوء أرضية الملعب، كما أن هناك عاملاً نفسياً يتعين على الجهازين الفني والإداري التخلص منه بشكل سريع وهو تقديم أفضل المستويات أمام الكبار على غرار ما حدث أمام القادسية والعربي، في مقابل الاستهتار بـ "الصغار" دون مبرر، وهو الأمر الذي قد يكلفهم كثيراً، وكان لتغييرات المدرب محمد دهيليس أكبر الأثر في حصد النقاط الثلاث، خصوصاً أن التضامن كان الأفضل والأخطر في الشوط الأول.

تعادل الكويت

في المقابل، فرط الكويت في القمة بسهولة غير مسبوقة، خصوصاً أنه من المفترض الفريق الأفضل وصاحب الحظوظ الأوفر في تحقيق الفوز، وهذا التعادل العادل قد يجعل مصير الجهاز الفني على المحك مجدداً، خصوصاً أن الفريق يفتقد التجانس، كما أن التغييرات رغم منطقيتها لا تحقق الأهداف المنشودة، بالإضافة إلى أن الاعتماد على لاعبين بشكل دائم جعلهم نقطة ضعف في الفريق، إلى جانب استبعاد لاعبين آخرين من التشكيل رغم استقرار مستواهم الفني.

أما الشباب فقد نجح في الظهور بمستوى جيد وكان قريباً في أكثر من مناسبة إلى هز شباك مصعب الكندري، ويمكن القول إن الروح التي لعب بها الفريق أعادت القمة إلى العربي.

عودة كاظمة

أخيراً، استعاد كاظمة نغمة الانتصارات التي غابت عنه في الجولتين الماضيتين بتعادله مع الصليبيخات ثم الجهراء 1-1 و3-3، ليقدم الفريق أمام الساحل مستوى جيدا، إذ واصل محترفه البرازيلي باتريك فابيانو هز شباك المنافسين بغزارة، وهو واحد من أفضل المهاجمين في الكويت حالياً، كما أنه الصفقة الأنجح للبرتقالي.

لكن يبقى شيء في غاية الأهمية وهو أن الفوزين اللذين حققهما كاظمة حتى الآن جاءا على حساب الفحيحيل والساحل صاحبي المركزين الـ 14 والـ 11 على التوالي، ما يعني أن الفريق لا ينجح في الاختبارات الصعبة حتى الآن، والمسؤولية هنا تقع على عاتق الجهاز الفني واللاعبين معاً.

تألق الصليبيخات

ومن جانبه، عاد الصليبخات إلى التألق من جديد، حيث نجح الفريق في تدارك الهزيمة التي تعرض لها في الجولة الماضية أمام القادسية وحقق فوزاً كبيراً على الفحيحيل قوامه خمسة أهداف لهدف، ويحسب للجهازين الفني والإداري واللاعبين وإدارة النادي النتائج الإيجابية التي حققها الفريق حتى الآن، فكل من العناصر الأربعة يبدع في مجاله.

ونجح الجهاز الفني بقيادة المدرب الكفء ماهر الشمري في اجتياز الاختبار الذي تمثل في غياب النيجيري إيفوسا اللاعب الأبرز في الفريق حالياً، حيث لم يكن غيابه مؤثراً، إذ اعتمد الشمري على محمود جمعة بدلاً منه وأدى المطلوب منه بالحرف الواحد.

معركة على «القمة»

دارت معركة كلامية حامية الوطيس أمس وأمس الأول بين عدد من جماهير العربي والسالمية، وامتدت إلى مسؤولي الناديين بسبب قمة الدوري، حيث يرى كل من الطرفين أنه الأحق بالقمة بعد تساوي كل منهما برصيد 15 نقطة بعد انتهاء الجولة السادسة.

ويرجع سبب المعركة إلى أن مسؤولي السالمية يرون أنهم تصدروا القمة بالفعل وفقاً للوائح لجنة المسابقات التي تنص على أنه في حال انتهاء البطولة في ظل تساوي فريقين في عدد النقاط يتم اللجوء إلى المواجهات المباشرة بينهما من أجل حسم البطولة.

في المقابل، يرى العرباوية أن اللوائح ذاتها لم تتطرق إلى التعادل إلا مع انتهاء البطولة، وليس في بدايتها أو حتى قبل انتهائها، ويبدو أن الرأي الأخير هو الأقرب للمنطق، خصوصاً أن وجهة نظرهم معمول بها في عدد كبير جداً من الدوريات، كما أن الاحتكام حالياً للمواجهات المباشرة فيه إخلال بمبدأ تكافؤ الفرص، إذ لعب الفريقان مباراة وحيدة.

أرقام من الجولة

* شهدت المباريات الست التي لعبت في الجولة إحراز 21 هدفا بمعدل تهديفي 3.5 أهداف في المباراة الواحدة، علماً بأن لقاء القادسية والجهراء تم تأجيله.

* انتهت 5 مباريات بالفوز، في حين انتهت مباراة واحدة بالتعادل السلبي تلك التي جمعت الكويت مع الشباب.

* مباراتا كاظمة مع الساحل، والصليبيخات مع الفحيحيل كانتا الأكثر تهديفاً، حيث شهدت كل منهما إحراز 6 أهداف، إذ فاز كاظمة على الساحل 5-1، وبالنتيجة ذاتها فاز الصليبيخات على الفحيحيل.

* تم احتساب ركلتي جزاء فقط في هذه الجولة، وجاءتا في مواجهة العربي والنصر بواقع ركلة لكل فريق، وانبرى للعبتين بنجاح عبدالعزيز السليمي (الأخضر) وزبن العنزي (العنابي).

* أشهر الحكام بطاقة حمراء وحيدة في هذه الجولة كانت من نصيب لاعب الشباب عبدالله سلامة، والغريب أن الإعادة التلفزيونية للعبة أكدت أن الحكم أحمد العلي لم يحالفه التوفيق في القرار.

* أحرز لاعبان هاتريك (3 أهداف) هما محترف كاظمة البرازيلي فابيانو، ومحترف الصليبيخات الغاني عبدالباسط.

* دخل مهاجم كاظمة البرازيلي فابيانو في صراع اعتلاء قمة الهدافين بقوة، حيث اقتسم القمة مع محترف العربي السوري فراس الخطيب ومحترف الجهراء البرازيلي فينسيوس ولكل منهم 8 أهداف، يليهم مهاجم الكويت الإيراني رضا قوجان في المركز الثاني برصيد 7 أهداف، ثم يأتي الأردني عدي الصيفي والإيفواري جمعة سعيد (السالمية) والغاني عبدالباسط (الصليبيخات) في المركز الثالث ولكل منهم 5 أهداف، أما اللاعبون المحليون فيأتون في المركز الخامس، ويعد لاعب كاظمة ناصر فرج هداف اللاعبين المحليين وله 4 أهداف.