في خطوة تعد إعلان حرب، أعلن حزب المؤتمر الشعبي بزعامة الرئيس اليمني السابق علي صالح إقالة خلفه هادي من منصبه بالحزب، وذلك بعد ساعات من فرض مجلس الأمن عقوبات على صالح وزعيم جماعة «أنصارالله» عبدالملك الحوثي، في حين أعلن بحاح تشكيل حكومته الجديدة.

Ad

في حلقة جديدة من مسلسل الاضطرابات اللامتناهية التي يعيشها اليمن، أعلن المؤتمر الشعبي العام أمس إقالة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي من قيادة الحزب الذي يرأسه الرئيس السابق علي عبدالله صالح على خلفية اتهامات من الحزب لهادي بأنه طلب من الأمم المتحدة فرض عقوبات على صالح.

وأكد الحزب تعيين شخصين في منصبي نائب الرئيس والأمين العام اللذين كان يشغلهما هادي. وخلف هادي صالح الذي أُرغم على الاستقالة بموجب الضغوط الشعبية في فبراير 2012 بعد عام من المواجهات الدامية. لكن صالح بقي رئيسا للحزب الذي يشغل 225 مقعداً من أصل 301 في البرلمان.

عقوبات أممية

في موازاة ذلك، جاء قرار حزب «المؤتمر» بعد ساعات من إدراج مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة اسم صالح في لائحة سوداء تضمنت عقوبات على الرئيس السابق، واثنين من قادة الحوثيين بدعوى تهديدهم للسلام والأمن والاستقرار في اليمن.

وفي غياب أي اعتراض في مجلس الأمن، دخل حيز التنفيذ مساء أمس الأول الطلب الذي تقدمت به الولايات المتحدة الذي يمنع كل الدول الأعضاء في الأمم المتحدة من منح تأشيرات دخول لكل من علي عبدالله صالح، رئيس اليمن بين 1990 و2012، وزعيم جماعة «أنصار الله» عبدالملك الحوثي وقيادي متمرد آخر هو عبدالله يحيى الحكيم.

وتشمل العقوبات الدولية الصادرة بموجب القرار 2140، تحت البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة تجميد الأرصدة ومنع السفر، وتأتي بعد إجازة المجلس الدولي، في فبراير الماضي.

وكانت بعض المدن اليمنية، شهدت أمس الأول مسيرات احتجاجية رفضا للتهديدات والعقوبات، ورفض المساس بالسيادة الوطنية والتدخل في الشأن الداخلي اليمني استباقا لقرار مجلس الأمن.

تشكيل الحكومة

في سياق آخر، أعلن رئيس الوزراء المكلف خالد بحاح تشكيل حكومته الجديدة، التي ضمت 36 عضوا في خطوة قوبلت بترحيب دولي، وفتحت الباب أمام انسحاب مسلحي الحوثي من العاصمة صنعاء بناء على اتفاق السلام والشراكة.

وتم التجديد في حكومة بحاح التي تضم أربع نساء تتولى إحداهن حقيبة الإعلام والثقافة، لأربعة وزراء من الحكومة السابقة، بينما كلف ثلاثة آخرون حقائب جديدة، وتضم التشكيلة الجديدة وزراء من جماعة «أنصار الله» الحوثية والحراك الجنوبي.

وعين الدبلوماسي عبدالله محمد الصايدي وزيرا للخارجية واللواء محمود الصبيحي الذي يشغل منصب قائد المنطقة العسكرية الرابعة، وزيرا للدفاع. كما عين اللواء جلال الرويشان الذي كان قائدا للشرطة السياسية، وزيرا للداخلية.

وتأخر تشكيل الحكومة المقررة في اتفاق السلام والشراكة الموقع في 21 سبتمبر يوم سيطرة المتمردين الحوثيين على صنعاء، بسبب الخلاف بين حركة التمرد وخصومها السياسيين.

ترحيب أميركي

ورحبت واشنطن بتشكيل الحكومة، مؤكدة أنها تشجع اليمن على تجاوز الخلافات بين الأحزاب بعد الأزمة المستمرة منذ أسابيع. وقالت الناطقة باسم مجلس الأمن القومي برناديت ميهان في بيان إن واشنطن «ترحب بتشكيل حكومة جديدة في اليمن».

وأضافت أن مجلس الأمن القومي «يشيد بجهود الرئيس (عبدربه منصور) ورئيس الوزراء (خالد بحاح) والقيادة السياسية ومختلف المجموعات في اليمن في التوصل إلى الاتفاق على تشكيل حكومة شاملة».

في السياق، رحبت الحكومة البريطانية أمس بإعلان تشكيل الحكومة اليمنية، معربة عن أملها أن يعمل جيران اليمن على دعم ومساعدة الحكومة الجديدة.

وأشاد وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند في بيان بالتزام الرئيس هادي ورئيس الوزراء المكلف بالعمل على تحقيق مستقبل أفضل للشعب اليمني، مضيفا أن تشكيل الحكومة خطوة حيوية باتجاه معالجة التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية التي يواجهها اليمن.

هجوم مزدوج

إلى ذلك، قتل عشرات من عناصر التمرد الحوثي فجر أمس خلال هجوم مزدوج لتنظيم «القاعدة».

وقالت مصادر قبلية إن انتحاريا يقود سيارة مفخخة اقتحم مركزا طبيا حوله الحوثيون إلى ثكنة في المناسح قرب مدينة رداع جنوب صنعاء.

وفي الهجوم الثاني أطلق مسلحون من «القاعدة» النار على مدرسة استولى عليها الحوثيون في وادي الجراح قرب رداع فجر أمس. ومنطقة رداع شهدت يومي 19 و20 أكتوبر الماضي أعمال عنف خلفت خمسين قتيلا من الحوثيين في هجوم انتحاري وهجمات لـ»لقاعدة» مدعومة بمسلحين من القبائل السنية.

وأثار دخول الحوثيين الشيعة إلى مناطق سنية غضب قبائل المناطق التي حمل أفرادها السلاح لمقاومة الحوثيين، كما أثار غضب «القاعدة» التي توعدت بشن حرب بلا هوادة عليهم.

من جهة ثانية، أعلن "القاعدة" أمس، أنه حاول قتل السفير الأميركي في صنعاء ماتيو تيلر، لكن عبوتين زرعتا أمام منزل الرئيس هادي اكتشفتا قبل "دقائق من انفجارهما"، عندما كان السفير داخل منزل الرئيس الخميس الماضي، وفق ما ذكر المركز الأميركي لمراقبة المواقع الإسلامية (سايت).

(صنعاء، عدن - أ ف ب،

د ب أ، رويترز)

«اليمن اليوم» تُعاود بثها بعد توقف لأشهر

عاودت قناة «اليمن اليوم» التابعة لنجل الرئيس السابق أحمد علي عبدالله صالح بثها ظهر أمس، بعد إيقاف دام عدة أشهر.

وأقرت اللجنة الدائمة لحزب المؤتمر إعادة بث القناة في اجتماع عقد أمس، وصفته وسائل إعلام موالية لصالح بالاستثنائي.

وكانت قوة من الحرس الرئاسي في يونيو الماضي اقتحمت مبنى تلفزيون «اليمن اليوم»، وأوقفت عملها بعد مصادرة أجهزة البث نهائياً، وعزت مصادر استمرارية التوقف لأشهر، بسبب صراع الأجنحة داخل حزب المؤتمر الشعبي الذي يرأسه الرئيس اليمني السابق.