المجالي لـ الجريدة.: «الأردن أصبح بلداً تجتمع فيه جميع المآسي العربية»

نشر في 04-02-2015 | 00:01
آخر تحديث 04-02-2015 | 00:01
No Image Caption
• «صباح الأحمد حكيم العرب ورائد الإنسانية»
• الاعتداء على أي كويتي هو اعتداء على مواطن أردني
قال وزير شؤون الإعلام والاتصال والناطق الرسمي السابق للحكومة الأردنية راكان المجالي، إن «سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد كان سبباً بعد الله في استقرار المنطقة، بفضل حكمته في التعامل مع الملفات ذات العلاقة بدول الوطن العربي»، مؤكداً أن «سموه قدّم في الكويت نموذجاً للشعب المتماسك، رغم أنه يجمع أطيافاً مختلفة».

وأضاف المجالي في لقاء مع «الجريدة»: أن الأردن أصبح بلداً تجتمع فيه جميع المآسي العربية، لافتاً إلى أن تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» سيدفع الثمن غالياً، إن أوقع الأذى بالطيار الأردني المحتجز لديه، معاذ الكساسبة.

وفي ما يلي نص اللقاء:

• في البداية حدثنا عن مناسبة زيارتكم لبلدكم الثاني الكويت؟

- الحقيقة أنا هنا في الكويت بدعوة رسمية كريمة، هدفها الرئيس مقابلة سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، فهو أخ كريم وصديق قديم أعرفه منذ 40 عاماً، والأمر ليس مجرد عواطف شخصية، لكن سموه رجل يتميز بحبّه للآخرين ورعاية واهتمامه بأصدقائه وسؤاله المستمر عنهم، وفي هذا اللقاء، أرغب بتوجيه الشكر لسموه على دوره الكبير في بناء مجتمع متماسك في الكويت.

المجتمعات العربية

ونحن نشهد في بعض المجتمعات العربية حالياً تفككاً حتى بلغ بعضها حد الحروب الأهلية، ونرى كيف أن سمو الأمير قدّم نموذجاً لاستيعاب جميع الأطياف، ونجد أن سمو الأمير يكون الأب الحاني على كل كويتي، أيضاً لا يمكن أن تغفل العين، الدور البارز لسمو الأمير في حماية مجلس التعاون الخليجي، ودوره الرائد في المصالحة الخليجية، لأن أحداً لا يستطيع أن ينكر نجاح هذا الكيان الذي صمد أمام الواقع، وكان لسمو الأمير دور كبير في انجاح هذا الكيان المهم.

الكيان العربي

وعلى المستوى العربي، كان أيضاً لسمو الأمير دور كبير في لملمة الكيان العربي والدفاع عنه وحماية ما تبقة من لحمته، هذه الأمور، لا أتحدث عنها مجاملة، لكن كمواطن عربي يشاهد ما يحدث في وطنه، ويشاهد أيضاً حرص سموه على ذلك الكيان ودعمه، ونرى كيف أن الكويت تستعد الآن لتنظيم المؤتمر الدولي الثالث للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سورية.

حكيم العرب

لذلك، دور الكويت وسمو الأمير كبير جداً، وربما هناك أمر آخر لا ينتبه إليه الكثيرون، وهو أن إسرائيل تمددت في إفريقيا، والشخص الذي نجح في الحد من هذا التغوّل الإسرائيلي، هو سمو الأمير من خلال علاقاته المميزة، في أن يبقي للأمة العربية علاقة وثيقة مع  الدول الإفريقية ليوقف ذلك التوغل الإسرائيلي، ولا ننسى مواقف سموه في العمل والمشاريع الإنسانية في جميع دول العالم، لذلك تكريم الأمم المتحدة لسمو الأمير ليس مستغرباً على الإطلاق، فسموه حكيم العرب ورائد الإنسانية.

علاقة وطيدة

• كيف ترى مستوى العلاقات الكويتية الأردنية؟

- العلاقة بين البلدين وطيدة، وذلك بفضل حكمة الملك عبدالله بن الحسين وسمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الذي كان صديقاً لوالد الملك، وله أياد بيضاء تجاه الأردن والأردنيين، وتلمست  شخصياً الدور الكبير الذي يقوم به سموه تجاه اللاجئين السوريين الموجودين في الأردن، وحتى في موضوع المنحة الخليجية للأردن التي كان لسمو الأمير الدور الكبير فيها، وبالمقابل الملك عبدالله بن حسين ينظر للشيخ صباح الأحمد نظرة الاخ الكبير الذي له دور في العلاقات مع الدول العربية الذين لا يتفهمون المواقف الأردنية إزاء بعض القضايا، وكان للشيخ صباح الأحمد دور في تحسين الأوضاع وأعاد تفعيل العلاقات الأردنية مع بعض الدول، وخصوصاً بعض دول مجلس التعاون الخليجي.

تعاون إعلامي

• كيف ترى التعاون الإعلامي بين الأردن والكويت؟

- نتمنى أن يكون التعاون بين الإعلام في الأردن والكويت أكبر وأكثر من التعاون الحالي، وربما أن هناك مسؤولية مشتركة بين المؤسسات الإعلامية الأردنية والكويتية حول هذا التعاون البناء بين البلدين، وللكويت أهمية كبيرة ولديها مصداقية وموضوعية ومؤثرة في الوطن العربي، وهي تملك مؤسسات إعلامية كبرى، ولكن تواضعاً منها ومن قيادتها، لا ترغب في الدخول بهذا المعترك وشخصياً أتمنى أن تدخل ويكون لها دور.

الأمن أولاً

• حدثنا عن الوضع الأردني الداخلي في ظل الأحداث الإقليمية المحيطة به؟

- على ضوء الظروف الحاصلة حالياً يشعر الأردنيون بأن ما يجري حولهم من العراق وسورية وفلسطين والدول العربية الأخرى، له انعكاسات كثيرة، فالأردن أصبح بلداً تجتمع فيه المآسي العربية، فلا تعرفون أعداد المواطنين الليبيين واليمنيين وغيرهم من أبناء الوطن العربي المقيمين حالياً في الأردن، والمواطن الأردني ينظر للأمور بوضع مختلف، فقد تجاوز مرحلة الشعارات وزمن الكلام حتى في ما يتعلق بالديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان، لأن المواطن الأردني يشعر بالرضا لأن كل ذلك متوفر، ومعه حالة من الأمن والاستقرار، وهو ما نريده في النهاية، وأي شيء آخر يأتي معه أمر جيد بطبيعة الحال. ونحن في الأردن وأنا شخصياً كنت أكثر من يطالب في الديمقراطية والحريات والآن نحن نريد الأمن والاستقرار ومطلوب منا عدم «التشويش» على قبطان السفينة طالما أنه يقودها بتوازن وحكمة.

الطيار الأردني

• يثار هذه الأيام موضوع الطيار الأردني المحتجز لدى تنظيم الدولة الإسلامية معاذ الكساسبة... كيف ترى التعامل الأردني مع مطالب هذا التنظيم؟

- نعم اصطفاف الشعب الأردني وتعاطفه مع ابن وطنه دليل على لحمة الشعب الأردني، فالجميع يقول، إنه ابنه مع علمهم بأنه جندي مقاتل ليخدم وطنه ومعرض لمثل هذا الأمر.

والآن، ما يهمّ الأردنيين هو معرفة مصير ابنهم الموجود لدى إرهابيين وبعدها لكل حادث حديث فان كان لا يزال على قيد الحياة، فالحكومة الأردنية مستعدة للتفاوض في سبيل إرجاعه، أما إن كان قد تعرض للأذى فداعش تعلم جيداً أن الأردن ذراعه طويلة جداً، وعندما كان أبومصعب الزرقاوي في العراق وقام بتفجير فنادق في عمان كان ردّنا بأن جئنا برأس الزرقاوي، ورؤس كل من شارك في التخطيط وتنفيذ هذه العملية والأردنيون قادرون على الرد، ونحن لا نهدد ولا نتحدث كلاماً عاطفياً أو عشائرياً بل نحن دولة، ولكن إن وقع أذى بابن الأردن فستدفع «داعش» الثمن غالياً.

• هناك من يتحدث عن تضخيم بما يسمى الدولة الإسلامية لأهداف ومكاسب في سورية، فما رأيك بذلك؟

- الحقيقة بالنسبة لي موضوع داعش لايزال غامضاً، وأعتقد أن كل أجهزة المخابرات في الإقليم متورطة في موضوع «داعش» وربما منهم من خرج ومنهم لا يزال معهم، لكن هذا التنظيم بالتأكيد هو صناعة إيرانية سورية، هدفه تحويل أنظار العالم إلى فكرة أنهم يحاربون الإرهاب لكن فيما بعد دخلت القوى على هذا التنظيم بما فيها إسرائيل، وبالتالي القوة المؤثرة على «داعش» هي أميركا التي لها الكلمة الأولى في أمن المنطقة وأنا شخصياً لا أصدق شعار «الحرب على داعش».

• وعن غياب الاعلام العربي في توعية الشباب من حظر الانضمام لمثل هذه الجماعات الإرهابية والمتطرفة؟

- الحقيقة الإعلام العربي لايلام، في ظل غياب المعلومات عما يجري، فالمنطقة تعيش الآن حالة أمنية مطبقة، ومعالجة الملفات تكون معالجة أمنية، واسرائيل أرست هذا المبدأ، فهي لاتريد الحل السياسي للقضية الفلسطينية، بل الحل الأمني، وهذا ما يحدث الآن في العراق وسورية وليبيا والحلول الأمنية هي حلول غامضة.

الاعتداء على الطلبة

• يتعرض بين فترة وأخرى الطلبة الكويتيون في الأردن إلى اعتداءات... فما قولكم؟

- الكويت دولة وشعباً لها مكانة كبيرة لدى الشعب الأردني، لذلك الاعتداء على أي كويتي هو اعتداء على مواطن أردني، ولعل هناك مجموعات مدسوسة ومتطرفة وبؤراً حاقدة تمتلك تاريخاً أسود في الحقد، والأردن لايتساهل مع مثل هذه الحوادث والتي تعتبر قليلة جداً.

• كيف ترى الاستثمار الكويتي في المملكة الأردنية؟

- الكويتيون يعتبرون من أكبر المستثمرين في الأردن، وأتمنى منح الكويتيين بشكل خاص والخليجيين بشكل عام المزيد من الفرص التشجيعية للاستثمار في الأردن.

قبل الإعدام...

كان حديث المجالي عن الطيار الأردني أمس الأول، إلا أن تطورات الأحداث والتغيرات جاءت أمس بإعدام تنظيم «داعش» للكساسبة حرقاً كما أعلن التنظيم.

back to top