بينما أبدى الاتحاد الأوروبي إصراراً كبيراً على التصدي لتنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف بـ "داعش"، الذي لاقت تهديداته بقتل الأميركيين في شوارعهم صدى إعلامياً كبيرا، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، أن التنظيم أعدم نحو 1500 شخص في سورية فقط خلال 5 أشهر.

Ad

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن إن "المرصد تمكن من توثيق إعدام 1429 شخصاً على أيدي تنظيم داعش منذ إعلان الخلافة في يونيو"، مشيرا الى أن معظم الذين جرى إعدامهم مدنيون.

وأوضح أنه "من بين الذين جرى قطع رؤوسهم أو إطلاق الرصاص عليهم في عمليات القتل الجماعية 879 مدنياً، بينهم نحو 700 من أفرد عشيرة الشعيطات" السنية، مشيرا أيضاً إلى إعدام "63 عنصرا من جبهة النصرة" (الفرع السوري لتنظيم القاعدة).

ووفق عبدالرحمن، بلغ عدد جنود وضباط النظام السوري الذي أعدمهم التنظيم 483 فردا، بينما جرى كذلك إعدام أربعة من عناصر التنظيم المتطرف نفسه وجهت اليهم اتهامات بينها الفساد.

مشاركة فرنسية

إلى ذلك، كشف وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف، أمس، عن "توصل أجهزة الاستخبارات إلى احتمال كبير بأن مواطناً فرنسياً شارك مباشرة" في قطع رؤوس جنود سوريين في فيديو عرض فيه "داعش" أمس الأول أيضاً عملية ذبح الرهينة الأميركي بيتر كاسيغ.

وأوضح كازنوف بأنه "يمكن أن يكون المعني هو مكسيم هوشار المولود في 1992" في شمال غرب فرنسا، والذي "توجه إلى سورية في أغسطس 2013 بعد إقامة في موريتانيا في 2012"، مستنداً الى تحليل للفيديو الذي بث أمس الأول وتبنى فيه التنظيم إعدام كاسيغ.

وإذ دعا الوزير الفرنسيين "وخاصة الأصغر سناً الذين تستهدفهم الدعاية الإرهابية إلى التيقظ لواقع داعش والجماعات المرتبطة به التي تقتل الناس"، عكفت الاستخبارات الفرنسية على "التأكد مما إذا كان فرنسياً ثانيا من بين منفذي الإعدام".

طالب بريطاني

وفي لندن، أكد أمس بريطاني يدعى أحمد المثنى ويقيم في مدينة كارديف في ويلز أنه يعتقد أن ابنه طالب الطب ظهر بين شريط "داعش" الأخير.

وقال المثنى، لصحيفة "ديلي ميل" إن ابنه ناصر البالغ من العمر 20 عاما كان في ما يبدو ضمن مجموعة من 16 متشددا ظهروا في التسجيل الذي ظهر فيه أيضاً رأس الأميركي كاسيغ، مضيفاً: "لا يمكنني أن أجزم، لكنه يبدو ابني".

أوباما وأوروبا

وفي واشنطن، أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما، أمس الأول، مقتل كاسيغ، واصفاً قتله بـ "الشر المطلق". وقال في بيان "نرفع صلواتنا ونقدم تعازينا لوالدي وأسرة عبدالرحمن كاسيغ المعروف أيضاً باسم بيتر"، مشدداً على أن أعمال التنظيم المتطرف بأنها "لا تمثل أي إيمان، وبالتأكيد الإسلام الذي اعتنقه عبدالرحمن".

وفي بروكسل، أعرب الاتحاد الأوروبي، أمس، عن تصميمه على التصدي لتنظيم لـ"داعش". وقالت وزيرة خارجية الاتحاد فيدريكا موغريني، في بيان، إن "كل مرتكبي انتهاكات لحقوق الإنسان سيحاسبون. ولن يوفر الاتحاد الأوروبي أي جهود لتحقيق هذه الهدف".

مقبرة بابا عمرو

من جهة ثانية، أفادت مصادر عاملة في المستشفى العسكري بمدينة حمص بأن 381 جثة وصلت إلى المستشفى خلال الشهر الجاري، بعد اكتشاف مقبرة جماعية في منطقة وادي صغير بالقرب من قريتي تارين وكنيسة، من جراء انجراف التربة، بسبب السيول في ريف حمص الغربي.

وذكرت المصادر الطبية أن القتل تم في فترات زمنية مختلفة، فأغلب الضحايا يعود تاريخ وفاتهم لأكثر من عامين وبعضهم قتل منذ أشهر، مشيرة إلى أن أكثر الجثث لأطفال من الجنسين، وهي مهشمة الجماجم بفعل الضرب الذي تلقته بأدوات صلبة وحادة.

"النصرة" وإدلب

وفي خطوة بدا أنها محاولة من "جبهة النصرة" للسيطرة بالكامل على محافظة إدلب، أكد المرصد أمس اقتحام الجبهة منطقة تل طوقان بريف إدلب، بعد علمها بعودة قائد لواء مقاتل توجه قبل أيام لمبايعة "داعش" وتم رفضه، وقيام عناصرها بالاستيلاء على مستودعات وآليات كانت تابعة لهذه اللواء.

كما اقتحمت الجبهة منطقتي تل السلطان وأبوالظهور، واعتقلت عشرات الأشخاص اتهمتهم  بـ"موالاة داعش"، كذلك اعتقلت عدة رجال في منطقة سنجار للأسباب ذاتها، إضافة إلى استيلاء عناصرها على مستودعات وآليات للمعتقلين.

وفي الوقت نفسه أصدرت "جبهة النصرة" وتنظيم "جند الأقصى" بياناً ألغيا فيه الاتفاق الذي تم في وقت سابق مع الفصائل التي أسمتها "الفصائل التي آزرت جمال معروف" القائد الميداني لـ "جبهة ثوار سورية" التي تحسب على معتدلي المعارضة المدعومين من الغرب. وينص الاتفاق على وقف مشروط لإطلاق النار بين الطرفين.

كوباني

وفي كوباني، تسارعت وتيرة المواجهات بين "داعش" ومقاتلي وحدات الشعب الكردية مدعومة بقوات البيشمركة العراقية. وأعلن المرصد عن مقتل 14 عنصراً من التنظيم، الذي نفّذ فجر أمس هجوماً على نقاط تمركز الوحدات في الريف الغربي للمدينة.

(دمشق، واشنطن، باريس، لندن- أ ف ب، رويترز، د ب أ)