آيات كثيرة وأحاديث نبوية شريفة تحدثت عن الصبر، وقد بشر الله عباده الصابرين بأجر عظيم لا يعلمه إلا هو سبحانه وتعالى، ومن قصص الأنبياء عليهم أفضل الصلاة والسلام، قصة نبينا زكريا عليه الصلاة والسلام، الذي بلغ من الكبر عتياً واشتعل رأسه شيباً وكانت امرأته عاقراً لا تلد، لكنه صبر طويلاً إلى أن جاءه الفرج من رب العالمين، فرزق بيحيى، عليه السلام، الذي أصبح فيما بعد نبياً لبني إسرائيل.
والشيء بالشيء يذكر، حيث ذكرتني قصة زكريا، عليه السلام، بقصة سائق تاكسي يدعى محمد، وهو من الجالية الباكستانية، يبلغ من العمر 51 سنة، تزوج وهو في الثلاثين، وعاش مع زوجته في سعادة وهناء، لكنها لم تنجب، وكان أبواه يطلبان إليه ويلحان عليه أن يطلقها ويتزوج غيرها، لكنه لم يسمع كلامهما، وكان دائم التفكير مشغول البال يسائل نفسه، إذا طلقتها، كيف سيكون حالها وإلام سيؤول مصيرها؟ ثم إن الإنجاب ليس بيدها بل هو قسمة رب العالمين القائل في كتابه الكريم " لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ (49) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (50)" (الشورى)، فأخذ محمد زوجته معه وغادرا باكستان وجاءا إلى الكويت، وسكنا في جليب الشيوخ، وبعد 21 سنة من زواجهما شاء الله أن تنجب زوجته ولده الأول عبدالرحمن، وبعد سنة أنجبت ولده الثاني سعد، فحمد ربه وشكر، وخر له ساجداً على نعمة الأولاد.وصدق الباري عز وجل عندما قال: " إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ (10)" (الزمر).* آخر المقال: لله در الشاعر، حيث قال:إن الأمور إذا اشتدت مسالكهافالصبر يفتح منها كل ما رُتجالا تيأسنَّ وإن طالت مطالبةإذا استعنت بصبر أن ترى فرجا
مقالات
الصبر مفتاح الفرج
27-12-2014