لا تكون الحياة جميلة إلا عندما تكون محاطاً بأناس ترتاح لمجرد رؤيتهم، خصوصا عندما ترى فيهم كل الخصال التي ترضي الباري عز وجل، ولا سيما العمل والتعب من أجل الناس ورسم الابتسامة على وجوههم، وتسهيل أمورهم الحياتية، لكنها الحياة... سريعة، فتمضي الأيام دون أن تشعر بها حتى تخطف منك النجباء الطاهرين على حين غرة.
وأحد هؤلاء النجباء الذي انتقل إلى الرفيق الأعلى هو العم الحاج حسن حبيب السلمان الذي أمضى حياته في خدمة الفقراء والمحتاجين والعمل الخيري، أعرف أن الكثيرين لم يسمعوا به من قبل، لكن هذه كانت طبيعة الفقيد وميزته، والدليل على إخلاصه في عمله، فهو لم يكن من النوع الذي يتباهى بمشاريعه الخيرية، ويتحدث عنها في الفضائيات، ويحشد منها آلاف المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي، بل كان من النوع الذي يعمل بصمت لوجهه تعالى.ولذلك كانت حصيلة أعماله تبنّي آلاف الأيتام ومعلمي القرآن الكريم وطلبته، وبناء مئات المساجد والمستشفيات والمدارس وآبار المياه في شتى أنحاء العالم، ولم يكن من المستغرب أن تهب رسائل التعزية أيضا من مختلف البلدان، ولا ننسى أيضا عمله في الشأن العام عبر انتخابه لعضوية المجلس البلدي عن الدائرة الأولى عام 1980 وإخلاصه في أداء هذا الدور وحماية مصالح الناس. عرفته منذ أيام الصبا عندما كان يصحبني الوالد معه لديوانه العامر، وكبرنا ونحن نرى أعماله الخيرية، ودائما ما كان يوجهنا ويعطينا من نصائحه الثمينة. لا تلتقيه إلا والابتسامة ترتسم على محياه، وتميز بعلاقاته الطيبة مع الجميع، وكان دائما محوراً لتجميع الناس بمختلف أطيافهم وتوجهاتهم الفكرية.رحمك الله يا أبا علي وأسكنك فسيح جناته في أعلى عليين مع من كنت تحب وتتولى وحسن أولئك رفيقاً، وألهم أهلك ومحبيك الصبر والسلوان، فقد تركت وراءك آلاف الأبناء والمحبين الذين سيتخذون سيرتك في الإخلاص وحب عمل الخير منهجاً لهم.
مقالات
أبو الأيتام... إلى الرفيق الأعلى
02-10-2014