في تحد للخطوة الفلسطينية الهادفة إلى مقاضاة الإسرائيليين أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، اعتبر رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أن السلطة الفلسطينية، اختارت مسار المواجهة والتصادم مع إسرائيل بعد يومين من تقديمها لطب الانضمام إلى المحكمة الدولية، مؤكداً أن إسرائيل لن تسمح بمثول جنودها أمام المحكمة.

Ad

وقال نتنياهو أمس، في مستهل الاجتماع الأسبوعي لحكومته: "لن نسمح بجر جنود وضباط جيش الدفاع إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي".

وأكد "أن إسرائيل لن تجلس مكتوفة الأيدي وأن جنود الجيش سيواصلون الدفاع عن إسرائيل بإصرار وقوة، وكما يدافعون عنا سندافع عنهم".

وكانت إسرائيل قامت أمس الأول، بتجميد تحويل 106 ملايين يورو لحساب السلطة الفلسطينية من أموال الضرائب التي تجمعها للسلطة.

وهذا الإجراء الإسرائيلي الأول رداً على الطلب الفلسطيني الرسمي المقدم إلى الأمم المتحدة الجمعة للانضمام إلى المحكمة، ما سيتيح للفلسطينيين لاحقاً تقديم شكاوى ضد مسؤولين إسرائيليين أمامها بتهمة ارتكاب جرائم حرب.

في المقابل، اعتبر كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أمس، قرار إسرائيل تجميد تحويل أموال الضرائب للسلطة بأنه "قرصنة وجريمة حرب جديدة".

على صعيد منفصل، تسبب حادث مقتل طفلين جراء اندلاع حريق بمنزل أسرتهما التي كانت تستخدم الشموع للحصول على الإنارة في قطاع غزة بكسر فصائل ومنظمات فلسطينية حاجز الصمت إزاء انقطاع التيار الكهربائي عن غزة لساعات وفترات طويلة تزيد عن 12 ساعة متواصلة.

وأكدت حركة "الجهاد" أن الشعب الفلسطيني ليس ألعوبة بيد أحد، وليس رهينة لسجالات السياسة، داعية إلى انتظام عمل التيار الكهربائي.

واعتبرت الجهاد في بيان صحافي تلقت "الجريدة" نسخة منه، أن تقليص ساعات الوصل أخيراً في قطاع غزة، لا تعدو كونها سياسة لإدامة الحصار، يدفع ثمنها يومياً مواطنون أبرياء.

وأكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أن أزمة الكهرباء في قطاع غزة مفتعلة وجزء من المناكفات الحاصلة بين طرفي الانقسام (في إشارة إلى حركتي فتح وحماس)، التي يدفع ثمنها الشعب الفلسطيني، معتبرة أن حل المشكلة يكمن في التمرد على الواقع، والضغط الجماهيري على طرفي الانقسام.

ولقي العشرات من الفلسطينيين اغلبهم من الأطفال والنساء، حتفهم في حوادث مشابهة جراء انقطاع الكهرباء، واستخدامهم وسائل بدائية للحصول على الإنارة المنزلية.

في غضون ذلك، توقف العمل في جميع أقسام العمليات الجراحية وحضانات الأطفال والعناية المركزة والولادة في مستشفيات القطاع غزة أمس، جراء إضراب الطواقم الطبية احتجاجاً على عدم تلقيهم رواتبهم للشهر السابع على التوالي من حكومة التوافق.

من جهة أخرى، نقلت وكالة "معا" الفلسطينية عن مصدر مطلع قوله: إن دولة قطر ستحول الدفعة الأولى من المنحة القطرية لإعادة إعمار غزة قريباً.