ذكرت مصادر طبية وعسكرية اليوم أن حصيلة اشتباكات عنيفة يخوضها الجيش الليبي مع مسلحين في مدينة بنغازي شرقي البلاد ارتفعت إلى 15 قتيلا بينهم عسكريان.

وقال مصدر في مركز بنغازي الطبي إن المركز استقبل 13 جثة لأشخاص قتلوا خلال الاشتباكات وأعمال العنف التي اندلعت في المدينة الساحلية في أعقاب هجوم بدأه الجيش أمس.

Ad

وأشار إلى أن أربعة من بين الجثث لأشخاص مجهولي الهوية لم يتم التعرف على أصحابها.

ومن جانبه قال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الأركان العامة للجيش النظامي الليبي العقيد أحمد المسماري في بيان إن القتلى سقطوا جراء الاشتباكات العنيفة وحرب الشوارع الطاحنة التي يخوضها الجيش ضد المسلحين الإسلاميين الذين يتحصنون في مناطق آهلة بالسكان.

وقال المسماري إن "المقاتلين الإسلاميين استهدفوا بقذيفة صاروخية من نوع 106 مم فرقاطة قديمة تابعة لسلاح البحرية كانت رابضة في المرفأ ما تسبب في حرقها ومن ثم غرقها في مكانها".

لكنه أكد أن "هذه القطعة خرجت من الخدمة منذ فترة طويلة غير أن استهدافها يبين مدى وحشية هؤلاء" في إشارة إلى مقاتلي مجلس شورى ثوار بنغازي.

وشهدت منطقتا (الصابري) و(سوق الحوت) وسط مدينة بنغازي ثاني أكبر مدن ليبيا اشتباكات وحرب شوارع هي الأعنف منذ هجوم شنه الجيش الليبي منتصف الشهر الماضي معززا بمسلحين موالين للواء المتقاعد من الجيش خليفة حفتر بهدف استعادة المدينة من المسلحين الإسلاميين.

ودارت الاشتباكات في المنطقة التي يوجد بها المرفأ الرئيسي للمدينة إضافة إلى قاعدة عسكرية بحرية وإدارات حكومية وأسواق عامة.

كما شهدت المنطقتان حركة نزوح كبيرة للأهالي استجابة لدعوة أطلقها المسماري في وقت سابق تمهيدا لدخول الجيش إلى المكان.

وفي تلك الأثناء تقدمت وحدات من القوات الخاصة والصاعقة وهي قوات النخبة في الجيش الليبي في المحور الجنوبي الشرقي لوسط المدينة التي يوجد بها مطار المدينة.

وقال المتحدث باسم وحدات القوات الخاصة والصاعقة العقيد ميلود الزوي في بيان إن عسكريين قتلا في مواجهات قرب منطقة (الليثي) المعروفة بأنها معقل للاسلاميين المتشددين.

وأعلن الجيش استعادة السيطرة على معسكرات ومقار أمنية سقطت في أيدي الإسلاميين منذ شهر يوليو الماضي. وكانت المجموعات الإسلامية المنضوية تحت مجلس شورى ثوار بنغازي ومن بينها أنصار الشريعة سيطرت في يوليو على المدينة بكاملها تقريبا وطردت منها القوات الحكومية بعد بدء عملية (الكرامة) التي أعلنها اللواء حفتر لطرد الإسلاميين في مايو.

وشن حفتر بمساندة الجيش في 15 أكتوبر الماضي هجوما لاستعادة المدينة ومنذ ذلك الحين قتل 269 شخصا على الأقل في المعارك وأعمال عنف متفرقة إلا أنه نادرا ما يعلن الإسلاميون خسائرهم في الاشتباكات.

ومن جهة أخرى أدى انفجار عبوات ناسفة أمس إلى هدم معلم ديني في العاصمة طرابلس تبعه اختفاء لمعلم تاريخي في المدينة ذاتها.

وقال شهود عيان إن انفجارا ضخما وقع في منطقة سوق الجمعة بحي (أولاد المرغني) في طرابلس أدى إلى تسوية ضريح الشيخ أحمد المرغني بالأرض.

وأضاف الشهود أن الانفجار كان قويا للغاية وتضررت على إثره مجموعة من السيارات كانت متوقفة قرب مكان التفجير وثلاثة من البيوت القريبة من المنطقة ووصلت الشظايا وأحجار الضريح لمئات الأمتار.

ويرجع تاريخ الضريح الذي أقيم بجانبه مسجد يعد أحد المعالم الدينية للمدينة إلى أكثر من 700 عام وهو مسجل ضمن الآثار الليبية.

كما قال المجلس البلدي لمدينة طرابلس في بيان إن تمثالا أثريا يعرف باسم (الغزالة) يقع وسط العاصمة اختفى في ظروف غامضة اليوم.

ووصف المجلس في بيان التمثال بأنه يعد "من أهم وأعرق المعالم التاريخية في العاصمة طرابلس" لافتا إلى أن الجهات الأمنية شرعت في التحقيقات للكشف عن ملابسات الحادث. وشهدت العاصمة طرابلس وعدة مدن ليبية عدة عمليات مماثلة استهدفت معالم دينية وأضرحة على أيدي جماعات إسلامية وصفتها السلطات الليبية بالمتطرفة.

ومنذ سقوط نظام الزعيم الراحل معمر القذافي في عام 2011 تعاني السلطات الانتقالية من تردي الأوضاع الأمنية في مختلف أنحاء البلاد.