فرضية
ماذا لو كانت مطالب الحراك تحققت قبل ثلاث سنوات بالطريقة التي شكل فيها؟ وماذا لو أن السلطة في الكويت رضخت لمطالب أعضائه وقدمت لهم ما يريدون من تشكيل للحكومة ليهيمنوا بذلك على السلطتين التنفيذية والتشريعية؟ أعتقد أن هذه الفرضية لو تحققت لكان كمّ الكوارث والمصائب على البلاد هائلا.
![علي محمود خاجه](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1587579369153174500/1587579386000/1280x960.jpg)
لست بصدد نبش ما مضى أو التحدث بأسلوب "قلنالكم"، لكني أود أن أطرح فرضية، أحمد الله أنها لم تحدث، ولكني أقدمها كي يستوعب البعض فداحة ما حدث بشكل أوضح، تلك الفرضية تفترض الآتي:ماذا لو كانت مطالب هذا الحراك تحققت قبل ثلاث سنوات بالطريقة التي شكل فيها؟ وماذا لو أن السلطة في الكويت رضخت لمطالب أعضائه وقدمت لهم ما يريدون من تشكيل للحكومة ليهيمنوا بذلك على السلطتين التنفيذية والتشريعية؟أعتقد أن هذه الفرضية لو كانت قد تحققت لكان كمّ الكوارث والمصائب على البلاد هائلا، بحيث لا تستطيع العقول استيعابه، فكيف ستكون حال من تفتت وخوّن كل من يختلف معه، ورفع الشعارات الخيالية، وحقق عدداً غير مسبوق من النزاعات والانقسامات في أقل من ثلاث سنوات، دون أن تكون له سلطة أو نفوذ أو مركز قرار، لو تولى أمور السلطة ومغرياتها في المدة نفسها؟ من جعل أشد المؤيدين للحراك يعلن بالحرف "أن نار الحكومة ولا جنة المعارضة"، كفيل بأن يشرح حجم الكارثة التي كانت ستقع على الكويت لو أن هذا الحراك الهزيل تقلّد شؤون السلطة فعلا.إن ما حدث، ورغم شدة وجعه على المخلصين للإصلاح ممن آمن بذلك الحراك، يحتم عليهم التفكير مجدداً بأن الانجراف الأعمى لفكرة مهما كانت واضحة وجميلة بالنسبة إليهم، لا يعني أبداً نبذ المخالف واتهامه بأشنع التهم ونفيه من طريق الإصلاح، فقد يحمل هذا المخالف أحيانا رأيا سديدا وفكرا حكيما، وإن الطريق الوحيد لتبني الإصلاح هو تبني الآراء وفقاً للجودة لا الكم، فها هو الكم العددي يتلاشى ولم يتبقّ أي شيء من الإصلاح.خارج نطاق التغطية:مبارك عليكم الشهر.