ميشال سليمان: ما يجري في اليمن «كان لازم ينعمل من زمان»
المطوع: دور نبيل لمركز سرطان الأطفال في معالجة العرب الفقراء
أكد الرئيس اللبناني السابق ميشال سليمان تأييده للحل في اليمن، لاسيما أن أمن الخليج حيوي ومهم للدول العربية، مشدداً على أن «ما يجري في اليمن كان يجب أن يتم منذ زمن»، وأن العمل العسكري تكملة للعمل السياسي.
أكد الرئيس اللبناني السابق العماد ميشال سليمان ان «ما يجري حاليا في اليمن كان لازم ينعمل من زمان»، موضحا انه «لايجوز ان تكون دولة عربية بحاجة الى مساعدة العرب دون ان تحصل على هذا الدعم، ونحن في لبنان مؤيدون لقرارات القمة العربية ومجلس الأمن الصادر أخيرا بشأن اليمن».وأضاف سليمان، في مؤتمر صحافي عقده صباح أمس، بمناسبة زيارته للبلاد للمشاركة بحفل خيري يقيمه مركز سرطان الأطفال في لبنان، بدعوة من عضو مجلس امناء المركز فيصل المطوع، ان «الضغط العسكري يؤدي الى الحل السياسي، وهو تكملة للعمل السياسي بوسائل أخرى، وعلى السياسة ان تنهي العمل العسكري عندما يتبين ان هناك حلا سياسيا»، مبينا «أننا نؤيد الحل باليمن، وأمن الخليج العربي حيوي ومهم للدول العربية، خصوصا في الشأن الانساني، لأن الخليج أعطي له ما يمكنه ان يطور المواطن العربي وهذا هو هدف السياسة».وقال ان «زيارتي الى الكويت كسياسي لأن السياسة لخدمة الإنسانية. السياسة ليست مهنة بل هي لخدمة الناس، ويفشل السياسيون أحيانا لأنهم يحولون لقمة عيش الناس إلى مصالحهم الشخصية»، مؤكدا ان «سمو أمير الكويت على مدى الزمن لا يعمل الا بالاعتدال ولذلك ميز وسُمي بالقائد الانساني عالميا، ونحن نعتز بالكويت كمركز للعمل الانساني»، مشيرا إلى «أننا -على المستوى العربي- إذا لم نتمكن من اقامة حلف عربي كامل فلنقم حلفا كاملا تخصصيا كعمل مركز لسرطان الأطفال يتعالج فيه جميع أطفال الوطن العربي، وهذا يتطلب إدارة رشيدة بحيث يتوزع العمل العربي المتكامل على كافة القطاعات التعليمية والثقافية والصحية والاقتصادية وغيرها».أمن الخليجواكد ان «الخليج العربي يجب يكون آمنا دون ان يتدخل فيه احد، وعاصفة الحزم ستؤدي الى ذلك»، داعيا إلى «ضرورة تشكيل القوة العربية المشتركة والعمل على محاربة داعش بحيث لا يسمح العرب لهذا التنظيم الظلامي بإكمال مشاريعه وهذا لا يليق بالعرب والعروبة»، مضيفا ان «القوة العربية المشتركة ستكون مساعدة للدول العربية وتتدخل بناء على طلبها عندما يكون لديها حاجة لتدخل صديق، وبما ان الحكومة اليمنية الشرعية طلبت التدخل فيجب تلبية هذا الطلب الشرعي».وعن مهاجمة أطراف لبنانية للسعودية وعاصفة الحزم، قال ان «من يهاجم السعودية مخطئ، فنحن لم يأتينا أي شر من المملكة وعلينا ألا نحاسب الأشخاص على أفكارهم الدينية الافتراضية، إنما على ممارساتهم تجاهنا»، مشيرا إلى ان «المسيحيين في الكويت والسعودية وباقي دول الخليج يعيشون مع المسلمين دون ان يتعرضوا للذبح وغيره، والسعودية لديها آلاف من الشيعة والمسيحيين وغيرهم دون أن يمسهم شيء»، متسائلا: «كيف ننادي بالعروبة ونصرح في المقابل بأن السعودية سيئة؟ نحن نعتز بالمقاومة بمعانيها السامية دون أن نلغيها ضمن المحاور الصغيرة»، معربا عن «رفضه للهجوم على السعودية أو الامارات أو البحرين أو الكويت أو أي دولة عربية».قضية فلسطينولفت إلى ان «إعلان بعبدا مكون من نقطيتن هما المحافظة على نهج الحوار وتحييد لبنان عن صراعات المحاور والالتزام بالقضايا العربية الجامعة، وأنا هنا ألوم العرب لإهمالهم قضية فلسطين التي اصبحت قضية إسلامية، ويجب ان تعود فلسطين الى الحضن العربي»، مرحبا «بأي مشاركة اسلامية لكن يجب ان تكون خلف العرب الذين يحملون الراية».حوار مقايضةوحول انعكاسات الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل على أبناء الجالية اللبنانية في دول الخليج، قال سليمان: «يجب على اللبنانيين ان يخرجوا من الصراع في سورية، لاسيما ان انعكاسات عاصفة الحزم أقل خطورة من التدخل بالشأن السوري، ويجب ان لا نتسرع بالمهاجمة والاتهامات»، مشيرا إلى ان «اللبنانيين لا يريدون الخلاف مع السعودية او الكويت او ايران او سورية، فمصلحة لبنان بتحييده عن الصراعات تحييدا كاملا»، مبينا ان «حوار حزب الله والمستقبل هو حوار مقايضة بين طرفين ونحن نحتاج الى حوار مبني على حقائق وعلى ثوابت وطنية، لكن بكل الأحوال هذا الحوار لا يضر». رئاسة لبنانوفي ما يتعلق بإعلان الاتحاد الاوروبي عدم تدخله في وساطة اخرى لتعيين رئيس للجمهورية، قال: «نأسف من انتظارنا لدول خارجية لتتدخل وتعين رئيسا للبنان»، مبينا ان لبنان حكومة ومجلسا نيابيا هو من يختار الرئيس، لأن الديموقراطية مبنية على التصويت، لكن نحن زدنا عليها المقاطعة وهو خطأ دستوري، وأتمنى أن تعالج المشكلة قبل فوات الأوان، فنحن دفعنا الدم من أجل حريتنا والآن نريد دفعه مرة أخرى للخروج من هذه الديمقراطية».وعن اتساع الهوة بين ايران والسعودية وانعكاس هذا على لبنان قال: «عندما نشاهد وجود اتفاق نووي كبير مع ايران ومحاولة لضبط أمن الخليج في نفس الوقت علينا ان نراقب حاليا، ونتمنى الا يكون هناك صراع بين دولتين ينعكس على لبنان».محاربة داعشوحول قدرة دول الخليج على محاربة داعش، أكد سليمان ان «دول الخليج قادرة على إزالة هذا المكون الظلامي ونحن في لبنان نؤيد القوة العربية المشتركة لمحاربة داعش»، لافتا إلى ان «هناك حركات أو فصائل عربية تقف وراء تمويل داعش لكن عندما شاهدت القتل وذبح البشر من جميع الجنسيات، كان هذا كافيا لجعل هؤلاء العرب الذين يقفون وراء داعش للتخلي عن إمداده، ربما كانوا يطمحون الى إقامة دولة في مخيلتهم لكن ما فعله داعش لم يكن ضمن مخططاتهم».عطاء الكويتمن جانبه، قال رئيس العلاقات الخارجية في مركز سرطان الأطفال في لبنان بول اده، إن «وفد المركز يزور الكويت للمرة السابعة بهدف إقامة حفله الخيري السنوي في الكويت»، مؤكدا ان «الكويت قدوة للعطاء تجاه مركز سرطان الأطفال وتجاه كافة الأعمال الإنسانية، ونفتخر بأن أمير البلاد قائد إنساني».وأضاف ان «المركز هو مركز لبناني بامتياز يخدم أطفال المنطقة العربية كلها من جميع الشرائح فقراء وأغنياء ويقوم بجمع المال وتأمين العلاج حسب البروتوكولات العالمية»، موضحا ان «المركز بدأ عمله عام 2002 بعلاج 50 طفلا كان معدل الشفاء لديهم 50 في المئة، والآن يعالج المركز مئات الأطفال بنسبة شفاء تجاوزت 90 في المئة»، لافتا الى ان «أهم دولة تساعد المركز من خارج لبنان هي دولة الكويت».علاقة مميزةبدوره، قال عضو مجلس أمناء مركز سرطان الاطفال في لبنان، فيصل المطوع، ان «علاقة الكويت بهذا المركز الانساني مميزة، لاسيما ان المركز يقوم بدور نبيل جدا لمعالجة أطفال العرب الفقراء، خصوصا في ظل الوضع الاقتصادي الحرج الذي يمر فيه لبنان حاليا»، مبينا ان «كل طفل يكلف علاجه 50 الف دولار بالسنة».وذكر المطوع ان «احتفال اليوم لجمع أموال من المتبرعين من أهل الكويت، وهذه أمور جبل عليها اهل الكويت من خلال حرصهم على القيام بالأعمال الخيرية».